أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - هاشم العيسمي - الثورة الشاملة














المزيد.....

الثورة الشاملة


هاشم العيسمي
كاتب سياسي

(Hashem Aysami)


الحوار المتمدن-العدد: 5419 - 2017 / 2 / 1 - 03:58
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


منذ انطلاق ثورات الربيع العربي اتخذ الكثير من نشطاء العرب على اختلاف مسمياتهم من معارضين وموالين و إصلاحيين و حزبيين وغير حزبيين و من كافة فئات المجتمع طريق النقد البنّاء لتصحيح مسار المجتمعات والحكومات ومعالجة آثار الثورات ، مقدمين دراساتهم و تقاريرهم و مقالاتهم و نصائحهم لإنجاز ما أقدموا عليه متخذين من تعريف النقد الذي هو اتخاذ موقف سلبي تجاه فكرة أو حادثة ما الغاية منه تحقيق مفهوم العقلانية بما يخدم مصلحة المجموع، قاعدة لعملهم

لكن وبعد مرور خمس سنوات على تكثيف جهودهم في مواجهة الاختلالات التي أصابت جسد البلدان العربية أصبح النقد إعادة للكلام نفسه و تكرار لدراسات حصلت وفقد أهميته مع تجاهله من قِبل المؤسسات المعنية و لم يعد النقد ضالة هذه المرحلة.

في هذه المرحلة نحن بحاجة إلى ما يسمى مفاهيمياً بالثورة الشاملة، وهذه تتعدى كونها عنفا مسلحا يستهدف تغيير النظام السياسي وإبداله بنظام حكم جديد، إلى مفاهيم أوسع ليشمل في طياته الثورة الأخلاقية التي تقوم على تحديد المفاهيم الأخلاقية الجمعية و الاحتكام لها على مستوى الشعوب و الحكومات ووضع معايير جديدة لتحديد الانتهاكات الأخلاقية للمجتمع ككل.

وأيضاً الثورة على التقاليد، فانطلاقا من معيار أن التقليد هو السير على خطى من ماتوا قبل مئات وربما آلاف السنين، هنا يجب إعادة النظر بتقاليدنا و إتلاف غير الصالح منها و التشجيع على بعضها اللاتي اندثرت بفعل عوامل التغيير الغير مراقب إبان الخمس سنوات السابقة.

ولا ننسى أيضا الثورة على المعتقد، وهنا ليس المقصود العولمة أو الانقلاب على المفاهيم الدينية بل إخضاع جميع المعتقدات الدينية و اللادينية إلى الدراسة و التحليل و التقعيد العلمي حتى يتسنى الفصل بينها وربطها بما سبقها وما يليها، وتحديد الصالح منها لتتشاركه كافة فئات المجتمع وإبعاد ما لا يصلح منها نتيجة الاختلاف عليه ليتسنى رسم طريق واضح لمفهوم حق المعتقد و حرية التدين و نشره شعبيا قبل تقعيده دستورياً.

و هنا ننتقل إلى الثورة القانونية، التي تعد التفصيل النظري أو التبويب العملي لمكونات الثورة الشاملة، لتصنيف كل النتائج المترتبة على التغيير في قانون جديد يراعي أولاً و أخراً حقوق الإنسان وحرياته قبل واجباته المرتبطة بإمكانياته.

وضمن هذا المفهوم تندرج ثورة الشخوص التي لا تعني بالضرورة الإنقلاب على أشخاص بعينهم بل وضع الرجال المناسبين في أمكنتهم لتشكيل مؤسسات تكنوقراطية تؤدي عملها بكفاءة عالية.

ونجد في هذا المفهوم أيضا مفهوم الثورة الحية بمختلف مؤشراته من إضرابات و اعتصامات و غيرها من مؤشرات ما يسمى إصطلاحاً "الثورة" و فيها ننتقل إلى المرحلة النهائية من ترسيم ملامح المجتمع الجديد و تصفية عوامل الشد العكسي و القضاء على مؤرقات المجتمع كالفساد و البطالة و الفقر وانعدام الأمن المجتمعي و اللاإنسجام في النسيج الوطني.

ولا يزال هذا المفهوم يتسع للكثير من أنواع الثورات -إذا سمحت لنا التسمية بذلك- من مثل الثورة الإقتصادية و السياسية والصناعية الإنتاجية و العلمية و غيرها الكثير على اعتبار الثورة هي التغيير الجذري، و كل هذه الثورات مترابطة و متوازية و نتائجها شاملة متبادلة و لا يمكن تحقيق أحداها دون الأخرى فلا يمكن الانتقال إلى ثورة الترسيم دون الاحتكام إلى أخلاق موحدة و الإتفاق حول المعتقدات و حدودها و إمكانية تأثيرها بالإضافة إلى تقنين هذه الثورة، وبغير ذلك تكون الثورة مجرد تبديل للشخوص لا أكثر، فالتغيير الحقيقي يبدأ من المجتمع و ينتهي إليه.



#هاشم_العيسمي (هاشتاغ)       Hashem_Aysami#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب صراع الحضارات و إعادة بناء النظام الدولي لصامو ...
- الليبرالية الجديدة - عرض موجز
- العلمانية ضرورة ملحة
- المسلمين في امريكا ..ورقة رابحة
- هل الفكر السياسي العربي مدعاةٌ للتطرف
- التجربة الأردنية في ظل الربيع العربي
- الربيع العربي ... أزمة هوية


المزيد.....




- فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح ...
- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
- الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان ...
- مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
- مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
- عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و ...
- في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در ...
- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - هاشم العيسمي - الثورة الشاملة