خُطبة ابليس في يوم عَرفة

الياس ديلمي

الحوار المتمدن-العدد: 5418 - 2017 / 1 / 31 - 22:34
المحور: كتابات ساخرة
    

باسم عدّوكم ابليس الرجيم أمّا بعد :
فإنّي أعجَب مِنكم يا بني آدم و خاصة أنتُم أتباع محمّد ، فأنتم أشبه بالتّي رمَت بدائها و انسلّت ، وتُشبهُون العاهرة لمّا تُلقي محاضرةً عن الشّرف ..
عجبي مِنكُم يزداد كُلّ يوم و حيرتي تتسع دائرتها كل لحظة ، فلا أنتم مِن جنس البشر و لا أنتم مِن جنس البَـقَر ، فاثبتوا يرحمكم الله ..
تظنون أنّ ربّكم أخرجَني من رحمتِه بِرجمي ، فهل حمل الحِجارة و ركض ورائي لأخراجي و طردي ؟ ستُفحمونني لمّا تقولون لي بأن الرّجم هو اخراج من الرّحمة ، فتزداد دهشتي مِن شِدّة حَماقتِكم !!
تجعلون رَجمي مِن طرف ربّكم اخراج مِن الرّحمة ، ثُمّ اجدُكم كُلّ عـام في جَـدَّة تَقذفُون الحجارة بكُلّ ما أوتيتُم مِن جُهد ! أنتابَتـني نوبة بُكاء لمّا علِمتُ أنّ علماءكم قالوا لكم أنّ فرقة التّدخل الخاص التابعة للملائكة تأتي بي سنوياً الى السُعودية حتّى يَتسنّى لكُم ضَربي بالحصى !!
ألم تقولوا أن الرجم هو اخراج مِن الرحمة ؟ لماذا تأتون بي الى بِلاد الرحمة اذن ؟
أخرجوني كما أخرجني ربكُم و لا تَدعُوني الى مَكتِّكم ، اخرجوني مِن تفكيركم كما اخرجني ربّكم مِن رحمته ..
يا أتباع محمد عليكم بأقرب مصحّة عقليّة الى كُلّ فرد مِنكم ، فانتم تتوهمون و ترون وهمَكم حقيقة مُطلقة و العياذ بالله ..
قرّرت الرّحيل مِن كوكبِكم لمّا رأيتُكم تُمارسون عقُوبة الرّجم و تَدعُون الى تطبيقها بحُجّة أنها قانونٌ الهي !!
يا معشر بني جهل ، ربُّكم رحيم لأنه يَرحم ، و أنا رجيم لأنّي أرجُم و لا أُرجَم ، ربّكم لم يَرجُمني بل أنا الذي رجَمتُ بالغيب و أدعيت أني أعلَم و أردت الحَجْر على باقي الأراء ، فاختَلَطت عليكم المفاهيم كعادتِكم ..
يا معشر الأغبياء بَعد أن توهمتُم أنّكُم ترجُمونني بقّذفي بالحِجارة كُلّ عام ، جعلتُكم تَرجُمون بَعضَكُم البَعض أيضاً بالحِجارة ، بالصّواريخ و رصاص الأسلِحة ، و جَعلتُ العجوز شيخةً ، ثمّ جعلت غير الأعزَب شيخاً ، ثمّ جعلت لقب الشّيخ الذي لا ثِمار له لقباً تشريفياً تُطلقونه على كُبراءكُم ، و لم أن أنسَ أن أجعل للإسلام شيخاً ، فمُباركٌ لكُم ..
هُناك حديث أنقُله مُباشَرة مِن فَم نبيّكم اليكُم ، فقد قال مُحمّد - أبعد الله شَرَّكُم عنه - :
" أرجُــموا مَن في الأرض يَرجُمــكم مَن في السّماء " .
رواه ابليس و صحّحه الواقِــع ...

#الياس_ديلمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات