أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد اللطيف بن سالم - الديمقراطية الموعودة














المزيد.....


الديمقراطية الموعودة


عبد اللطيف بن سالم

الحوار المتمدن-العدد: 5418 - 2017 / 1 / 31 - 20:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مواضيع ذات صلة
الديمقراطية الموعودة
إلى أين وصلت «أمور الديمقراطية» الموعودة؟!
بقلم: عبد اللطيف بن سالم
العلمانية.. مفهوم للترك أم للتبني؟:منصف المرزوقي
العلمانية.. مفهوم للترك أم للتبني؟
الاستبداد "الصالح" بعد الاستبداد الطالح؟

الديمقراطية الموعودة


«في المجتمعات «المتخلفة» أو النامية، يقول عصمت سيف الدولة لا يمكن ان تكون الديمقراطية نظاما دستوريا يطبّق في حياتها بل تكون الحياة الديمقراطية مطلبا تسعى هذه الشعوب الى تحقيقه وتناضل من أجله...» ومن المتوقع تحقيق ذلك في وقت قريب اذا صدقت النوايا وتظافرت الجهود ذلك ان هذه الشعوب المتهمة بالتخلف لهي من أقدر الشعوب على تقبل هذه المبادئ او «النظم» الانسانية والاخذ بها في حياتها لأنها ليست مضروبة بعد بإغراءات المادة ومنجزاتها الخانقة والمدمرة و»الخبيثة» في أكثر الاحيان.
«الديمقراطية» اذن كالحرية، كالانسان، مشروع يتحقق بالتدريج على مر الايام والسنين كما يقول «الوجوديون» ولا يمكن بأي حال من الاحوال ان تكون نظاما جاهزا يقدم الى الناس من أية جهة من الجهات كهدية تهدى... ولا أظن الانقليز والأمريكان قد نسوا مثلهم الشعبي القديم «إن القميص الذي يُصنع ليلبسه كل الناس لا يلبسه أحد» وبالتالي فإن هذه الديمقراطية الوهمية التي تروّج لها أمريكا وتحاول خداع الناس بها لتبرير احتلالها للعراق وفلسطين وأفغانستان ولنشر نفوذها في منطقة الشرق الاوسط تمهيدا لنشر نفوذها على العالم بأسره إنما هي أكذوبة مكشوفة مفضوحة لا تنطلي الا على البلهاء من اتباعها «والشبيه يدرك الشبيه» انها لحق أريد به باطل. يقول عصمت سيف الدولة في كتابه «الاستبداد الديمقراطي» : «كان المستبدون يطورون أفكارهم على مدى التاريخ وكانوا على ذلك مكرهين بفعل مقاومة الشعوب للاستبداد وبفعل التطور الحضاري الذي أصابته البشرية في كل المجالات الفكرية والعلمية والتطبيقية، وكان لابد للمستبدين ومفكريهم في كل عصر من ان يستروا عورة الاستبداد بنسيج من صنع العصر فكرا او علما او ممارسة لأنه أقدر على اخفاء السوءة وتضليل الشعوب» وليس هناك الآن لأمريكا وحلفائها أفضل وأبهى من «الديمقراطية» غطاءً لها لتبرير وجودها في المنطقة هذه المنطقة المحرومة حقا من الديمقراطية في بعض أوساطها الاجتماعية وحتى في بعض بلدانها لكنها ساعية اليها بالفعل وستصل اليها إن عاجلا او آجلا. أما أمريكا فإن ادعت ان تحرر المنطقة من استبداد حكامها فلكي تستبد هي بها، «وما حك جلدك مثل ظفرك» والا فالله هو ولي أمرك ونوايا أمريكا هذه بادية للعيان رغم محاولاتها المتكررة للتستر والابادات الجماعية للعراقيين والافغان . أليس ذلك تغطرسا واستبدادا؟
صحيح القول بأن شعوبنا «النامية» لم تعرف «الديمقراطية» حق المعرفة كمفهوم لنظام سياسي سليم ومتوازن ومطلوب لذاته الا منذ زمن قريب جدا ذلك أنها كانت منشغلة بالنضال من اجل الحرية والاستقلال عن الاستعمار الاجنبي ومع نهاية الحرب العالمية الثانية هبّت عاصفة المناداة بالحرية والاستقلال للأفراد والشعوب في كل جهة من العالم نتيجة لما لقيه هذا العالم من اضطهاد ودمار وخراب وفقدان للملايين من الضحايا الابرياء.. ثم هدأت العاصفة بنيل هؤلاء حريتهم واستقلالهم لكنهم بقوا جلهم اذا لم نقل كلهم رازحين تحت نير التبعية الكاملة للمستعمرين لهم في الماضي في مختلف المجالات والميادين الاقتصادية منها والثقافية تحت غطاء «الصداقات العريقة بين جميع الأطراف».
ويبدو ان عصر الحريات المزيفة قد انتهى مفعوله فينا وقد حقق مراده منا وسيترك المجال الآن ليبدأ عصر جديد هو عصر «الديمقراطيات المزيفة» فهل سننخدع اليوم بهذه الديمقراطيات كما انخدعنا بالامس بتلك الحريات؟ وهل سنبقى دوما حقول تجارب للآخرين؟
ان الديمقراطية كالحرية هي أسلوب حياة قبل كل شيء ترقى اليه الشعوب بتطورها الحضاري الشامل في مختلف أبعاده وتصل اليه بوعيها ونضجها المتكامل، يقول روسو J. J. Rousseau في تمجيده وتعظيمه للديمقراطية : «لو كان هناك شعب من الآلهة لحكم نفسه بطريقة ديمقراطية فهذا النوع من الحكم الذي بلغ حد الكمال لا يصلح للبشر» (العقد الاجتماعي) معرضا بذلك بالشعب الفرنسي الذي كان يراه. آنذاك متخلفا ولم يبلغ بعد مستوى الديمقراطية هذه فماذا نقول نحن الآن عن شعوبنا في العالم الثالث اذا ما تهيأت لتستقبل هذه الديمقراطية المسداة لها او المهداة والتي هي لم تدركها بنفسها ولم تبلغها بكامل وعيها ولا باختيارها الحر السليم؟
هل ستكون هذه الديمقراطية لهذه الشعوب بمثابة الجزاء الذي ناله تيتالوس الذي تقول عنه الاسطورة الاغريقية انه لم يطع الإله زيوس فسلط عليه عذابا شديدا اذ وضعه وسط البحيرة ينحصر ماؤها كلما همّ بشربه وعلق على رأسه أغصانا مثقّلة بالفواكه تبتعد عنه كلما حاول الوصول اليها او النيل منها؟



#عبد_اللطيف_بن_سالم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هروب
- العالم العربي تحت المجهر .
- - الدواعش -
- شكوى إلى هيئة الحقيقة والكرامة بتونس
- وعد بلفور...وعد الشؤم على العالم بأسره .
- الفساد في الأرض ... كيف نفهمه ؟
- من رحم المعاناة
- ومضات :
- هل من الكلمات قنابلُ ؟
- لماذا تُرى يقل اليوم بين الناس العطفُ والحنانُ والتراحمُ ؟
- حول إصلاح المنظومة التربوية بتونس
- لمن لا يدري ، إنه الجحيم إلى العرب .
- حرب عالمية غير معلنة
- الخلايا النائمة
- هل أن في العولمة نهاية العالم ؟
- هل من تمييز بين الوجود والموجود ؟
- أعمارنا والحت في أبداننا وعقولنا
- رمضان عادة أم شهر للعبادة
- حول التعليم في تونس
- البدء كان انفجارا


المزيد.....




- -أسوأ معاملة إنسانية-.. قائد شرطة يتحدث عن رجل زُعم أنه كان ...
- مباشر: كييف تبدأ بتشكيل فريق لمراقبة هدنة محتملة وويتكوف ينق ...
- حماس توافق على الإفراج عن جندي إسرائيلي-أميركي وجثامين 4 من ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير 29 بلدة في كورسك و4 بلدات في دونيت ...
- مهرجان الألوان الهندوسي يجذب الملايين
- مصر.. الأمن يلقي القبض على مسن بتهمة التحرش بطفلة
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في كورسك
- -حماس- تعلن موافقتها على مقترح تسلمته من الوسطاء لاستئناف ال ...
- حاسوب أمريكي يحل مشكلة معقدة أسرع بمليون سنة من الحواسيب الع ...
- سوريا.. أهالي السويداء يرفعون علم الموحدين الدروز في ساحة تش ...


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد اللطيف بن سالم - الديمقراطية الموعودة