أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - واصف شنون - والعباس والحسين ليس من الكويت ... شاهد شهد كل حاجة..!














المزيد.....

والعباس والحسين ليس من الكويت ... شاهد شهد كل حاجة..!


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 5417 - 2017 / 1 / 30 - 09:47
المحور: كتابات ساخرة
    


بحكم حياتي الخاصة المضطربة وظروفي الشخصية المعقدة ما بين شهر آذار من عام 1978 حتى خروجي من العراق نهائيا أوائل نيسان 1991،صارت لي خبرة في التخفي والعيش اليومي بأقل ما يمكن ،غذاء وسكن وملبس ودواء وكذلك خبرة ممتازة في تزوير الوثائق والهويات الشخصية ،مثل هويات وزارة التربية والطرق لأن فيها اعفاء من الخدمة العسكرية وهويات طلاب الجامعات ودفاتر الخدمة العسكرية ونماذج الإجازات العسكرية ثم لاحقاً معاملات تسريح الجنود وصياغة (الكنية) أي تاريخ الخدمة العسكرية للجندي بشكل سليم بلا غيابات ولا عقوبات تعرقل تسريحه مع عدة أختام سهلة الصنع هي أهم الآدوات بالطبع ،بعد توقف الحرب مع إيران في 8 اب / اغسطس 1988 ،قمت بتسريح نفسي من الجيش من دائرة (تجنيد السوق الثانية) محل ولادتي وكان أحد اشقائي يجلس قربي في منزل العائلة وأنا أكتب كنيتي لغرض التسريح وهو يهزّ برأسه ضاحكاً غير مصدق وكذلك سرحتُ العديد من الهاربين من الحرب والعسكرية من خلال تزوير معاملات تسريحهم بكل إتقان طبعا ليس حسنة لوجه الله بل مقابل مبلغ مالي لا بأس به ،أحدهم كان تاجراً غنياً بغدادياً من (العطيفية) أصله من العمارة تولد 1956 وكان هاربا من الجيش لسنوات طويلة وتعرفت عليه في أحد السجون عام 1987 بعد أن سلمنا انفسنا الى السلطات إثرعفو عام اصدره وزير الدفاع آنذاك المغدورعدنان خيرالله ثم ألغاه المهيب الركن (دمج )قائد القوات المسلحة صدام حسين كما أشيع ، لكنه في النهاية كان خديعة وقعنا فيها ، عموما طلبت من الرجل قبل أن أشتغل معاملة تسريحه أن يساعدني في فتح محل لبيع الأقمشة في باب الدروازة في الكاظمية- بغداد وهي المنطقة والأسواق الأكثر زحاماً شعبيا ً وتجارة وحيوية في بغداد خاصة في بيع الاقمشة والمصوغات الذهبية بحكم تواجدها بالقرب من مرقد (الامام موسى الكاظم ) احد الأئمة الاثني عشر المقدسين من قبل الشيعة، وقد شاهدت معمر القذافي حين زار المرقد في عام 1990 اثناء انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد قبل احتلال الكويت وكان يهتف قبل دخوله الى المرقد : هذا جدي ..هذا جدي ..!! ،ذهب (زبوني ) الى مسقط رأسه في العمارة مع كامل معاملة التسريح ،وعاد فرحاً مزهواً طائراً من الفرح ،وأوفى بوعده خلال شهر فقد وجد لي محل حيث ما أردتُ في سوق دائري صغير اسمه ( سوق النخلة ) كان فيما مضى حماماً نسائيا عثمانياً تم هدمه وبناء عشرين محلا صغيرا بدله وسط ساحة معبدة تتوسطها نخلة شامخة ، واشترى لي اقمشة متنوعة بمبلغ 14 الف دينار وكذلك ساعدني الوالد بعدة آلاف من الدنانيروكان الدينار عام 1989 يناطح الدولار وقبل ان يسقط سقطته التي يقم منها حتى الآن اثر الحصار الدولي ،صرتُ أبيع في اليوم الواحد من 1000 دينار الى 3000 دينار تقريباً ، واخذت اشتري اقمشة من التجار في سوق الجملة المجاور لسوق الصفافير بدون (دفع مباشر ) بل نصف شهري بعد ان عرفني الصديق على بعضهم، ثم بعد حين تخصصت ببيع ( اقمشة الستن الحريري السميك كان له اسم محدد نسيته الآن) وألوانه الأحمر والأبيض والوردي والسمائي والأسود الخاص ببدلات الأعراس واصبح لدي عدة خياطات محترفات يعملن في منازلهنّ يشترنْ مني الأقمشة المتنوعة وبكميات كبيرة ، واستمر الحال على هذا المنوال حتى استأجر شخص لا اعرفه المحل الشاغرالذي بجوار محلي ، كان طماعاً حسوداً يعد ُ زبائني وماذا ابيع وكم كان ( الدخل اليومي لمحلي ) ، لم أعرّه بالا فوضعي الخاص (الزجاجي الهشّ ) لايسمح بأية مشادّة أو خلاف ،بعد أن تم غزو الكويت توقفت تجارة الأقمشة بل توقف السوق كلّه وأصاب الركود كل مفاصل الحياة ،فقد طلبوا مواليدي للتجنيد مرة اخرى ،ذهبت الى محل ولادتي اخذت كتاب التسويق للجندية لكني لم ألتحق طبعاً كالعادة ، بقيت اذهب الى محلي دون هدف فقد فرغ المحل من الأقمشة ،لكن جاري كان محله عامرا بالقماش الغريب الغالي الذي لم أرَه مطلقا ً عند تجار الجملة،عرفت بعد ذلك أن الأقمشة تلك مسروقة أو مجلوبة من الكويت اثناء احتلاله من الجيش العراقي ، فقد قامت الخطوط الجوية العراقية بتنظيم رحلات تجارية زهيدة الثمن من بغداد الى الكويت ،كان جاري فرحاً وهو يبيع دون توقف ، واسمعه يقسم باستمرار للنساء : والعباس ليس من الكويت ، والحسين ليس من الكويت ، والكعبة ليس من الكويت والأمير علي ليس من الكويت ،فقد اصدر المرجع الشيعي آنذاك ابو القاسم الخوئي كما شاع فتوى دينية حرّم فيها شراء وبيع السلع الكويتية المسروقة، لذلك فالزبائن وغالبيتهم نساء يسألنّ هل هذا القماش من الكويت ..؟
مرة كنت اتناول الغداء في احد المطاعم ودخل جاري الى المطعم وجلس أمامي ينتظر طعامه ، سالته ضاحكاً : انت لاتمل ّ ولا تكلّ من القسم المزيف بأغلظ الأيمان ، اقمشتك التي تبيعها على النساء كلّها من الكويت وأنت تقسم يومياً للمسكينات الف مرة زوراً ..؟
أجابني : نعم أقسم واقول في نفسي ....كذب ..كذب ..
قلت له كيف ؟
قال : أحلف والعباس ليس من الكويت علناً وسراً اقول ..كذب والعباس من الكويت ..فيتعادل القسمان ..!
تركته وخرجت وبعد اسبوعين بدأ القصف الجوي على بغداد ، وكانت أول غارة جوية تتكون من 4 الاف طائرة اميركية مقاتلة .



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 800 مليون مسلم من 1.4 مليار أميّون وضعفاء*
- دوام الحال من المحال.....إلا في العراق
- عن خبرة الشيعة العراقيين في الإرهاب
- الأوطان وجدت للمواطنين..!!
- الشرف شقيق المهزلة العراقية
- الإعدام إرهاب أيضاً..!
- الفوضى الخلاقة
- أربع صور للتأمل
- التنوير الأوربي المستمر وليس ميركل ..!
- الشعب الحي يصمت ولا يموت
- هريسة وهولاكو وتحشيش..!
- استراليا لصاحبتها المملكة السعودية ..!
- عام على الموصل
- فلوجة الإنتقام الرخيص
- خضير وتريسي وبلحاج :
- الوردي :مائة عام قبل داعش ..!!
- موقف المثقف الحيوي وضميره من داعش ...وغيرها..!!
- ثورة الجمال والمحبة ..
- عن التبن والطين والشعر
- الحرب العالمية المقدسة ..!


المزيد.....




- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - واصف شنون - والعباس والحسين ليس من الكويت ... شاهد شهد كل حاجة..!