جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5416 - 2017 / 1 / 29 - 23:41
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
بين علم الله و معرفة الانسان
تقول القواميس و كتب اللغة العربية بان الثلاثي (علِم) يشير الى حالة ازلية دائمية عامة شمولية لا تعرف الحدود لذا فان العلم هو صفة من صفات الله اي ان الله له علم اليقين (متاكد 100%) و يعلم (كل شيء في الكون) بينما المعرفة من الثلاثي (عرَف) صفة خاصة محدود النطاق او يقتصر على موضوع معين خاص بالانسان فالانسان يعرف و لكن الله يعلم. تاتي المعرفة الى الانسان عن طريق الخبرة و الحواس و عكسه هو الانكار (قارن الفرق بين اعترف و انكر بينما الجهل هو عكس العلم). يعلم الله من ذاته دون تعليم.
بالتاكيد هناك قواسم مشتركة بين الفعلين (علِم) و (عرَف) و ان العلم يمكن ان يكون صفة بشرية اذا كان يشير الى العلم الذي يأتي عن طريق الخبرة و الحواس و الاثنان (الفعلان) هما من الافعال التي تتبعها جملة اسمية بعد انّ (علِمت / عرَفت انّ الرجل جاهل) و لكن الحاسات البشرية ناقصة لا تعكس دائما الواقع كما هو.
المشكلة مع جميع هذه المحاولات لتوضيح الفرق بين الفعلين هي ان القواميس و كتب اللغة العربية في الحقيقة تهمل الفرق اللغوي الصوتي لاننا كما نلاحظ فان (علِم) من الافعال التي لها كسرة على الحرف الثاني مثل شرِب و فهِم .. بينما (عرَف) هو من الافعال التي لها فتحة على الحرف الثاني اي ان الافعال العربية الثلاثية تختلف فقط في حركة الحرف الوسط كميزة من ميزات اللغات السامية و ان افعال الفتحة هي الاكثرية و اطول في الامد.
كيف يكون العلم اذن صفة من من صفات الله اذا كان الثلاثي (علِم) ضمن مجموعة صغيرة من افعال الكسرة خاصة و ان الكسرة في هذه الافعال لا تدل على صفة ازلية شاملة بل الى فعل وقتي قصير الامد مثل شرب و سمع؟ يناقض التركيب الصوتي في الثلاثي (علِم) و الثلاثي (عرَف) بوضوح جميع التفسيرات و الاستعمالات العربية. والسؤال هو: هل الله اعلم ام اعرف بعيدا عن التفسيرات الاسلامية؟
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟