|
موسيقى الكائن
سعد جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 1429 - 2006 / 1 / 13 - 10:06
المحور:
الادب والفن
( العزلةُ تشعُّ ... والمطلقُ " حيا - موت " ليس كمثلهِ شئ )
هكذا .... ومن أجلِ أن" يحيا في عزلةٍ كما لوكانَ في أَقصى الصحارى" .
هكذا .... وبلا عملةٍ وذهبٍ ويواقيت. هكذا.... وبلا بوصلةٍ وبلا اسطرلابٍ هكذا .... وبعريٍّ بدائيٍّ وصفاءِ قديسين ينطلقُ الكائنُ / أَنا ... ليختارَ لهُ مكاناً بعيداً ... بعيداً عن الضجيجِ الفاسدِ والعيون : آهٍ... من العيونِ الفئرانيةِ والواحدةِ والتي تُكَرّسُ للتحديقِ بدواخلكَ وبكرياتِ دمكَ ... وخلاياكَ وبخطواتكَ ... وأمكنتكَ السرّيةِ جداً . وهكذا..... يُفكّرُ الكائنُ / أنا يُفكّرُ ... حتى تشعَّ عزلتُهُ بنورِ التأمّلِ وجمراتِ الشاعريةِ وتفيض بينابيعِ التجلي وإنثيالاتِ الروحِ . قلتُ : يُفكّرُ / أَنا ... أَن يغلقَ عليهِ بقوةٍ ويغورُ عميقاً في عزلتهِ . وهكذا .... يعثرُالكائن / أنا - بعدَ بحثِ منهكٍ – على مكانهِ البعيد ... وما أن يحاولُ أن يستقرَ وهوَ الذي لامستقرَ لهُ ؛ حتى تنثالَ أو تنبثقَ من خلاياهُ / موسيقى ... موسيقى تُنذرُ بالخطرِ ويندهشُ بتفتحِ بنفسجاتٍ وقرنفلاتٍ عذراء في جغرافيا مكانهِ بما في ذلكَ جدرانه الآجريةِ وسقفهِ الكونكريتي وكذلكَ تُنَبههُ النوارسُ بتوهّجِ الشمسِ في دمهِ . وإنَّ الفينيقَ مضى عليهِ حريقانِ وهوَ يطرقُ بابَ عزلتهِ الذهبيةِ.
* * * * * * هكذا .... وبلا.... يحدثُ للكائنِ / أنا ... المُحَلّقُ في فضاءاتِ عزلتهِ المُشعَّةِ بنورِ التأمّلِ يحدثُ أن تسطعَ في ذاتهِ القلقةِ : أقمارُ حبِّ ... وإزاء هذا السطوع تتلألأُ اعماقهُ بفرحٍ طفوليٍّ لهُ قوةُ عناصرِ الكينونةِ الأولى : فرحٌ في حبِّ الكائناتِ والأشياء فرحٌ الغى اعتقادَهُ الواهمَ بأَنِّ الزمنَ قد مضت آلاته ... قطاراتهُ .. وخيولهُ وسفنهُ وطائراتُهُ الورقيةُ .
* * * * * دعوا الكائنَ / أنا ... في عزلته دعوا خلاياهُ تكتشفُ ودعوا حواسهُ البتول تتفتح ولا تستعجلوا النهاية .
******************* الآنَ .... يعني الكائنُ / أنا أَن يُشيّئَ الزمنَ ويحاورُ الذي قد يقيَّضُ لهُ أَن يُحلَّقَ في فضاء هذهِ العزلةِ . يحاورهُ إزاءَ : * الحقيقةِ العذراء * معنى الألم * فضةِ الخسارةِ * رمادِ الوهمِ وضوءِ الانصهارِ الكلي لا الالتقاء الشهوي أو الموت في الآخر .
قلتُ : يحاورُ – بعيداً عن مخالب الهزيمة التي تتركُ الكائنَ يمضي الى صومعته/ قبرهِ مهزوماً بمنتهى مرةً اخرى ؛ مهزوماً بمنتهى الاحتراف والتوجّسِ والاحتقارِ الذي يلفظهُ الى الهوةِ السوداءِ. قلتُ : يحاورُ ..اليسَ كذلكَ ؟ لا ... فقد قررَ الكائنُ / أنا أَن يبتكرَ .................. أو لنقل ...أن يُفكّرَ : أنَّ بعضَ العواطفِ ليستْ الا ثمار :
* الأحساسِ بالشيخوخة * الطفولةِ الأبدية * الفراغِ الهيولي * المراهقةِ الفولتيرية * والخلودِ الأسمى من جلجامش ونواحهِ الساذجِ وأفعاه الغادرة التي ماتتْ بقاءً رغمَ ثيابها المرقطة. * * * * * كلُّ هذه العواطف كثيراً ماتحوّل القلبَ الى غرفةٍ مهيأةٍ لأستيطانِ ايِّ دكتاتورٍ أعزلٍ إلا من أوهامهِ أو مومس أكثرَ نبلاً من نابليون بونابرت أو أَسد إفتضتِ الثعالبُ بكارةَ فروتهِ وزئيرهِ الببغائي أو شاعر نبؤتهُ جنونهُ . ولكنَّ الكائنَ / أنا ..{ أُنبّهُ ... أُنبهني ... انبهكِ أُنبهكَ ... أنبهكم } بأَنَّ أخطرَ تلكَ العواطف هيَ أن : { ثدركََ ... تدركِ ... أُدركُ ..تدركوا } بلا شكٍّ بأَننا ...أنكَّ ... أنكِ .. انني .. قد التقينا الآخرَ الحقيقي في زمانٍ وفي مكانٍ مزيفينِ . وعندما تستطيلُ او تتقاربُ وقد تتكسرُاو تتنافى المسافاتُ تصبحُ الاغنياتُ والنوايا والمحاولاتُ والخسائرُ والمغامراتُ والتوسلاتُ قابلةً للتأويلِ والبكاءِ والنميمةِ والتمثيلِ والخيانةِ والانصهارِ المطلقِ الذي ( ليسَ كمثلهِ شئ ) . وهكذا يمكنُ أن يكونَ هنالكَ الحب :
* حبُّ مُدمّرٌّ * حبٌّ تقليديٌّ * حبٌّ أَعورٌ * حبٌّ هاملتيٌّ * حبٌّ سوقيٌّ * حبٌّ أوُديبيٌّ * حبٌّ عذريٌّ * حبٌّ إفلاطو –آليّ - أنا أَشكُّ بعذريتنا مثلما أشكُّ بعذريةِ أُوفيليا وعذريةِ " كزار حنتوش" – * حبٌّ ... حبٌّ نرسيسيٌّ * حبٌّ معدومٌّ ......... * حبٌّ من طرفٍ واحدٍ .. وثالثٍ وسابعٍ وعاشرٍ
* * * * * هكذا ..... وبلا ..... الكائنُ – أنا – الثملُ بنورٍ عزلتهِ الآنَ ثانيةً تنبثقُ الموسيقى من خلاياهُ : موسيقى ... موسيقى بروق ... موسيقى ... موسيقى ينابيع موسيقى جنائزية ... موسيقى ...موسيقى لإغتيالاتٍ وحروبٍ فنطازيةٍ ... موسيقى ... لقيامةٍ لانعرفُ ساعتها موسيقى ... موسيقى خطرةٌ .... موسيقى لعالمٍ قدْ يفنى في نهاياتِ القرنِ ولايُخلقُ ثانيةً في ستةِ أَيامٍ ولهذا سأُحّذّرُ : إحذرْ ... احذري .. إحذروا : هنالكَ ثمتَّ حبٌ – ليسَ كمثلهِ شئ – . . . . الله --------- آدم وحواء أَخطاؤهما ومكائدهما . . . . أنا . . . هوَ . . . اللهُ ---------- نحنُ . . . اللهُ . . . ليسَ : كمثلهِ شئ . . المطلقُ . . . أَيُّها الموتُ ستموتُ يوماً بموسيقى حقيقتك – حقيقتنا الفاجعة . 1993- 2005 ( بابل – عمان – أوتاوا )
شاعر عراقي يعيش في كندا
#سعد_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مباهج صغيرة
-
مولعٌ بغموضك ياخلاصة الحبِّ
-
رائحة الموت
-
في ذكرى رحيل فتى النقد العراقي ... عبد الجبار عباس ... حياة
...
-
ماالذي يدعو حجازي للانتقاص من الثقافة العربية والشعر العراقي
-
ضاع البلد ...ضاع الولد ...وضاعت الاحلام
-
قيامة الوحيد
-
كرنفال الخلاص وأسئلته المفخخة
-
معنيٌّ بك ايتها الانثى - البلاد المستحيلة
-
بلاد تحت الصفر
-
رقيم الشهوات الأولى
-
نصوص الخارج عن متنه
-
هايكو عراقي او مفاتيح النصوص
-
ماوراء الألم
-
أسميكِ ....وأخاف عليك من البرابرة
المزيد.....
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|