أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبد الجبار نوري - خصخصة الكهرباء --- ترويض لثقافة الترشيد














المزيد.....

خصخصة الكهرباء --- ترويض لثقافة الترشيد


عبد الجبار نوري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 5413 - 2017 / 1 / 26 - 17:16
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


خصخصة الكهرباء/ هو ترويض " لثقافة الترشيد"
*عبدالجبارنوري
جراحات العراق كثيرة وعميقة وثقيلة ربما بوزن وجوده الأزلي منذ الأستاذ كلكامش لحد بريمر شريف روما ، وربما أقساها ألماً " مشكلة الكهرباء " التي دفعت بلعابة الصبر أن تنتحر ، كاتبة عذاباتها على بوابة بغداد رائعة أم كلثوم { للصبر حدود – ما تصبرنيش بوعود وكلام معسول وعهود ، ما تصبرنيش ما خلاص أنا فاض بيه ومليت ، لقيتني وأنا بهواك – خلصت الصبر معاك }
الكهرباء هو بالتأكيد الشريان الرئيس لكل مفاصل الحياة ، وأنهُ الداينمو المغذي لها ، بل أوكسجين رئة الدولة ، وأصبحت المشكلة العصيّة على الحكومات المركزية المتعاقبة منذ 2003 ناشرة تداعياتها المرّة خلال 14 سنة عجاف عاقدة حلفاً غير مقدس مع حرارة جهنم العراق 60 درجة مئوية ومع زمهرير أسكندنافيا تحت الصفر ، وحكومات الغفلة العراقية عاجزة في مواجهة أزمة الطاقة المفتعلة بالرغم ما تمّ أنفاقه من المال العام بحوالي 37 مليار دولار ، لعمري أنها ميزانية ثلاثة دول مجاورة ، وثمة هذيان أنها تبني مليون شقة سكنية ، و20 مستشفى تخصصي ، و10 آلاف مدرسة ، وتعيد أحياء مصانعنا المقفلة ووووو لك الله يا عراق وتبقى الحكومة في موضع الأتهام بجعل العراقي يتحسر ويقبل اللجوء في المنافي ويتجرع كأس الغربة بموت بطيء كل يوم .
وثبت للقاصي والداني أن وزارة الكهرباء من أفسد الوزارات ، ومن أغرب العجائب أن تكون خلية الأزمة خارج العراق وفي عمان ( ناكرة الجميل ) لكونها مزاد علني لبيع الشرف والغيرة الوطنية في بيع وشراء الوزارات السيادية في فندق فور سيزن لمن يدفع السقف الأعلى في المزاد ، أضافة إلى خضوع وزارة الكهرباء للمحاصصة الطائفية ، وتغافل تلك الحكومات عن البحث عن بدائل الطاقة .
ويتضح أن المسؤولية مشتركة بين المواطن والحكومة ، فهذه سلبيات المواطن في مواجهة الأزمة :
1-غياب ثقافة الترشيد في أستهلاك الكهرباء وهو معطيات غياب ثقافة المواطنة ، بأقتناء الأجهزة الكهربائية بشكل مسرف ومفرط حيث لا يكون غريباً في منزل مساحته 100م2 أربعة سبلتات وثلاثة ثلاجات وأكثر من تلفزيون عملاق وغسالات ووووو --- .
2- التجاوز على خطوط النقل والتوزيع .
3- الأمتناع عن تسديد فواتير الطاقة المستهلكة من قبل مؤسسات الحكومة والمواطنين .
4- البناء العشوائي الذي يقف وراءه بعض المسؤولين لأغراض أنتخابية .
5 – تجاوز بعض المحافظات على حقوق المحافظات الأخرى وأستحقاقاتها لحصة الكهرباء ، حسب قوة الكتلة التي تحكم .
6- تلاعب أصحاب المولدات بسعر الأمبير الواحد .
ولماذا لا نتعلم من الشعوب المتقدمة حضاريا بل نقلدها فقط بهوامشها ، فلننظر إلى الشعب الياباني في أيام " التحدي الثلاثي " سنة 2011 في شهرٍ واحد تسونامي وزلزال وتسرب المفاعل النووي في ( فوكوشيما ) ، علما أن الشعب الياباني متمرس بثقافة الترشيد والتي هي جزء مهم من ثقافة المواطنة ، فهم متعودون على تمرد الطبيعة فيلزم على الياباني طواعية التأقلم والمعايشة مع تلك النكبات وأحتواء آثارها ، حيث أن الحكومة لم تطلب منهم ترشيد أستهلال الطاقة بل بالعكس خفضت سعر الأمبير الكهربائي ،بيد أن الشعب ارفع فيشة كهرباء المنزل وأستعاض عنها بالتورش اليدوي ، وألغاء الطبخ والتعويض عنه بالوجبات السريعة كل ذلك لأجل توفير الكهرباء لرياض الأطفال والمشافي ، مع حكومة تتقن فن أدارة الأزمات وهو فرع تخصصي يدرس منهجيا في الجامعات اليابانية وكذلك في جامعات العالم ، ولم تعتمد الحكومة على أستيراد المصادر التقليدية للطاقة كالنفط والغاز الطبيعي في مجال توليد الطاقة الكهربائية بل أتجهت إلى البدائل توليد الطاقة من الرياح والطاقة الشمسية ، ولم تقصّر حكومة الحزب الديمقراطي في معالجة الأزمة في 2011 ولكنها قدمت أستقالتها خجلاً من الشعب وخسرت أنتخابات 2013 ، لكونها أعترفت بالتقصير !!! .
وأخيرا / أجد من الضروري خصخصة الكهرباء للقطاع الخاص بشرط تحديد سعر الأمبير من قبل الحكومة ، وهذا مما يجعل المواطن مرغماً ومسؤولا وحريصاً،عن أحتياجاته من أستهلاك الطاقة ، وأنها تجربة ناجحة جداً في أغلب الدول الأوربية وبعض الدول النامية ، وتشكل مردوداً مالياً للحكومة ، والتخلص من السرقة ونهب المال العام وحل مشكلة الكهرباء المستعصية عندنا فقط .
*كاتب وباحث عراقي مغترب



#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب/ قراءة في تجليات الواقع الجديد ومعطياته
- حوار الطرشان / في ولاية خرابستان !!!
- ديستوفيسكي وروايتهُ - الأخوة كارامازوف - / رؤى في مفهوم الخي ...
- الرزالمرْ/ لعبة المحاور في تحريك البيادق
- النسبية / بمفهوم السياسي المتأزّمْ
- - حلب - أيقونة الماضي والحاضر/وكرنفال القدود الحلبية
- البرلمان --- مطلوب عشائرياً !!!
- أرقام مرعبة لها دلالاتها !!!
- الأعلام السالب ---- سلاح تدميري
- كاسترو..صانع جمهورية كوبا ومروّضْ أمريكا .. وداعاً
- ماركريت ميتشل- في روايتها ذهب مع الريح/ أنتِ فين والحب فين !
- فوز ترامب/ عاصفة ترامبية ستمطر السعودية
- الأيزيديون / مشاريع -- للموت -- المجاني-- الصامت
- تلعفر --- وتساقطتْ أوراق التوت !!!
- ثورة أكتوبرالبلشفية 1917 / دُقتْ لها الأجراس!!!
- رسالة الحقوق للأمام زين العابدين / قراءة في الأنسنة وتحقيق ا ...
- غزوّة برلمان قندهار / للعرك !!!
- سيلفي ----- النصرْ!!!
- أتفاقية لوزان / هلوسة وهذيان لدى السلطان !!!
- أردوغان / ذاكرة العثمنة المنقرضة!!!


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبد الجبار نوري - خصخصة الكهرباء --- ترويض لثقافة الترشيد