أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جاسم هداد - تجفيف منابع الأرهاب .. مهمة آنية لا تحتمل التأجيل















المزيد.....

تجفيف منابع الأرهاب .. مهمة آنية لا تحتمل التأجيل


جاسم هداد

الحوار المتمدن-العدد: 1428 - 2006 / 1 / 12 - 09:07
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تستقبل شعوب العالم ، العام الجديد بالأمنيات وتقديم الهدايا ، وشعبنا العراقي استقبل هذا العام الجديد بثمان سيارات مفخخة ، ثم اعقبتها في اليوم الخامس من الشهر الجاري مذابح دموية راح ضحيتها الأبرياء من زوار للعتبات المقدسة وباعة متجولون يكسبون رزقهم الحلال بعرق جبينهم لأعالة عوائلهم ، وجنود متطوعون لخدمة وطنهم واستعادة الأمن فيه .

ففي التفجير الأرهابي الأجرامي الذي تم على بعد امتار من ضريح سيد الشهداء الحسين ( ع) ، والحسين غني عن التعريف فهو ابن اشجع شجعان المسلمين ، والفدائي الأول في الأسلام الذي افتدى رسول هذه الأمة بنفسه ونام في فراشه ممهدا له الهجرة للمدينة المنورة ، والذي تربى في كنف النبوة ولم يسجد لصنم قط ، ولذلك كرم الله وجهه ، وامه فاطمة الزهراء (ع) بنت رسول هذه الأمة ، والحسين ريحانة رسول الله وسيد شباب اهل الجنة ، وهو الذي ضحى بحياته وعائلته من اجل كلمة الحق وعدم اعطاء البيعة لخليفة فاجر ظالم .

الحسين واهل البيت (ع) لا يختلف عليهم اثنان من درجة قربه لنبي المسلمين ، وتقر ذلك جميع المذاهب الأسلامية الا الجماعات الخارجة عن دين الأسلام .

استعجب جدا من مجئ هذا الأنتحاري وتفجير نفسه بالقرب من ضريح الحسين (ع) ووسط هذه الناس الأبرياء ، بماذا سيقول لرسول الأمة لو قابله كما يزعمون ، ولكن أين يقابله ومصيره في جهنم وبئس المصير .

والأنتحاري الثاني الذي فجر نفسه وسط جموع الجنود الذين قدموا للتعيين في سلك الشرطة في الرمادي والذي راح ضحيته حوالي ( 86 ) عراقيا بريئا .

الأرهابيون الأجراميون لم يفرقوا بين العراقيين سواء كانوا من ساكني مدينة كربلاء او الرمادي ، بل استهدفوا الجميع ، وعندما يتم تفجير سيارة في ساحة السنك في بغداد ، لم يميز مفجرها بين سني او شيعي ، فهو يستهدف اولا واخيرا زعزعة الأمن والأستقرار في البلد .

ولكن مع الأسف الشديد يلاحظ ان بعض السياسيين العراقيين يحاولون استغلال فجيعة والآم شعبنا العراقي لخدمة اهدافهم وطموحاتهم السياسية فيصرح احدهم مشجعا على الفتنة الطائفية بالقول ( ان تصريحات بعض القوى والأحزاب السياسية التي شككت في الأنتخابات البرلمانية ... عبر وسائل الأعلام ادت الى تشجيع العمليات المسلحة ) ثم يضيف محرضا على انه ( ليس امام الشعب في مثل هذه الحال الا الأستعداد للدفاع عن نفسه وبكل الوسائل الممكنة ) .

ان مكافحة الأرهاب لاتتم بهذه التصريحات التحريضية التي يشم منها نتانة الطائفية وعفونتها ، بل بتجفيف منابع الأرهاب ، واول ما يتطلب ذلك هو إشراك كافة القوى الوطنية والديمقراطية في مهمة مكافحة العصابات الأرهابية ، فالوطن للجميع ، وجرائم الأرهاب لا تفرق بين هذا وذاك ، والتخلي عن اسلوب المحاصصة الطائفية والقومية والأستئثار في ادارة الدولة وخاصة في التعيينات للمراكز المهمة في الجيش والشرطة والأستخبارات ، والفترة الماضية غنية بدروسها وما آل اليه وضع وطننا وشعبنا نتيجة تلك السياسات الطوباوية المغرورة التي لم يحصد منها شعبنا العراقي الا مزيدا من الدمار والقتل اليومي ، فالسياسات الطائفية لا تجلب الا تخندقا طائفيا وردود فعل طائفية .
ويتطلب كذلك تشكيل حكومة انقاذ وطني ، حكومة وحدة وطنية حقيقية ، فالمهمة ثقيلة جدا ، ولا يستطيع القيام بها من " فاز فوزا ساحقا " لوحده ، فالعراق للعراقيين ، ومن حق العراقيين الشرفاء المخلصين له والذين يضعون مصلحته فوق كل مصلحة المساهمة والمشاركة في انقاذه .

فبتعزيز المواطنة العراقية وتمتين الوحدة الوطنية ، واعتماد المواطنة العراقية والكفاءة والنزاهة مع كل المواطنين العراقين ، وشعور المواطن العراقي انه له حق في هذا الوطن وعليه واجب تجاهه ، وليس مضطرا لجلب ورقة تأييد من افندي او صاحب عمامة ، وان معاملة تعيينه او تمشية أية معاملة تتم بدون توريق ، والأهتمام بمشاكل الجماهير وتقديم الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وخدمات صحية وتعليمية ، وسد الطريق امام ازلام النظام الفاشي بالعودة لتبؤ المناصب المهمة في الدولة العراقية ، وتطهير دوائر الدولة من ازلام البعث الفاشي والعناصر الفاسدة والمرتشية ، وعدم التستر على هذا او ذاك لأنتمائه لهذا الحزب او ذاك ، وان تقوم الأحزاب العراقية بتطهير صفوفها من ازلام البعث الفاسد الذين اندسوا بين صفوف الأحزاب من ذوي القمصان السود ، فدائي صدام وجيش النخوة والقدس والأمن والأمن الخاص ، وركبوا موجة التغيير ظاهريا منفذين تعليمات سيدهم الطاغية بالأندساس في صفوف الأحزاب ، عند ذاك يتم قهر الأرهاب وعزله .

قبل حوالي ثلاثة اشهر كتبنا مقالا تحت نفس العنوان تم نشره في جريدة طريق الشعب " الجريدة المركزية للحزب الشيوعي العراقي " ، وكذلك في بعض المواقع الألكترونية ، وأشرنا فيه الى ان قوى الأرهاب متعددة المشارب ، يجمعها جامع واحد ، هو تعطيل العملية السياسية وإيقاف مسيرة اعادة بناء العراق ، وعرقلة المسار الديمقراطي الفيدرالي ، ووضع العصي في عجلة إقامة دولة القانون .
وركائز قوى الأرهاب معروفة ، فالركيزة الأولى وتشكل العمود الفقري وتضم ايتام النظام الدكتاتوري المقبور والذين تضررت مصالحهم كثيرا ، ويخشون المساءلة القانونية لما اقترفوه من جرائم بحق شعبنا ، ويملكون المال والسلاح والتدريب الجيد ، والركيزة الثانية وتضم قوى الأسلام السياسي المتطرف بشقيه الخارجي والداخلي ، حيث يقوم ايتام النظام المقبور بتقديم الدعم اللوجستي لقوى الأرهاب القادمة من خارج الحدود ، ويسهلون لهؤلاء مهماتهم في تنفيذ العمليات الأنتحارية الأجرامية، وبالتنسيق مع قوى الأرهاب المتأسلمة في داخل العراق ، اما الركيزة الثالثة فتضم عصابات الجريمة المنظمة ، والتي تؤدي خدماتها لمن يدفع اكثر من خلال اعمالهم الأجرامية التي يقومون بها لصالح قوى الأرهاب ، او التي يقومون بها لمصالحهم الخاصة فهم يساهمون بشكل مباشر في اشاعة الفوضى وعدم استقرار الأمن .

ولفشل الحكومة الحالية في معالجة الوضع الأمني ، وهذا ما يتم ملاحظته من تردي الوضع الأمني وعدم وجود سيطرة للحكومة على احياء في بغداد مثل العامرية والجهاد والفرات والثورة ، واضعاف المؤسسات الحكومية والأمنية واحلال الميليشيات الحزبية بديلا عنها احد الأسباب التي ساعدت على المزيد من تردي الأوضاع الأمنية ، واصبحت الحاجة ماسة جدا لكي تضع الأحزاب والقوى العراقية نصب اعينها مهمة مكافحة الأرهاب وعودة الأستقرار والأمن ، وبناء جيش وطني عراقي وليس جيشا طائفيا عرقيا ،حيث ان فرقا عسكرية بكاملها شكلت على اسس مذهبية وطائفية بعضها شيعية خالصة والأخرى كردية ، وهذا ادى الى افتقار الجيش الجديد الى المقومات الوطنية والمهنية ، وبناء شرطة وطنية عراقية ولاؤها للوطن وليس شرطة تتلقى اوامرها من احزابها ، ويجب مراعاة اهلية المتطوع وخلفيته الأجتماعية والثقافية وولاءه الوطني .



#جاسم_هداد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنمضي الى ما نريد
- كشف حساب ...!!
- ما هكذا تورد الأبل ...
- ماهو المطلوب من لجنة التدقيق الدولية ؟
- كيف سيكون الحال ؟
- العفالقة الجدد ... ثانية
- مفارقات انتخابية
- رحمة بالعراق
- العفالقة الجدد ...؟!
- هل المفوضية العليا للأنتخابات مستقلة أم مستَغَلّة ؟
- من هي القائمة البعثية ؟
- كويتب أم فتاح فال
- حليمه ..لن تتخلى عن عادتها القديمه
- من كان بيته من زجاج لا يرم بيوت الناس بحجر
- افتراءات مزعومه ومناقشه هادئه
- الحزب الشيوعي العراقي والتحالفات الأنتخابيه
- المتهم صدام حضوريا
- بماذا يجيب المدافعون عن صدام ؟
- ثغر العراق الباسم أم اللاطم
- أين ذهبت حصة كولبنكيان ؟


المزيد.....




- يوم دامٍ في أوكرانيا.. لحظة انفجار ضخم في سومي بعد قصفها بصو ...
- مصدر لـCNN: ويتكوف أطلع مسؤولا مقربا من نتنياهو على محادثات ...
- -الكرش- الهندي: من رمز للمكانة الاجتماعية إلى قاتل صامت
- الحوثيون يطلقون صاروخيْن باليستييْن على تل أبيب وغارة أمريكي ...
- رغم القصف والدمار.. فلسطينيون يحيون أحد الشعانين في غزة
- قرقاش يعلق على لقاء محمد بن زايد مع الشرع
- الأمن الروسي يعتقل عميلين جندتهما استخبارات كييف في مولدوفا ...
- أكبر مزاد لملابس الأميرة ديانا
- ترامب سيطلب من الدول العربية أن تختار بين المعسكرين الأمريكي ...
- زيلينسكي يتعهد باستعادة -الأراضي المحتلة- لكنه يجهل الطريقة ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جاسم هداد - تجفيف منابع الأرهاب .. مهمة آنية لا تحتمل التأجيل