جوري الخيام
الحوار المتمدن-العدد: 5413 - 2017 / 1 / 26 - 03:22
المحور:
الادب والفن
اراك من بعيد تقترب
تسألني أن أعطيك مني شيئا
امدني إليك ... أقدمني عنبا
أسكب نفسي فوق شفاهك نبيذا أشقرا
تمتصني ...ترضعني لبأ .
فأفيق جنبك حلمة متكبرة
تزهو الوانها و تزيد في التعالي
تأخذ دموعي دون أن تراها...
ترميها حيث لا أدري
ابحث عنها خلف ظهرك
فلا أجد سواه
أتشبث به و أنام ....
قبل طلوع الشمس ....ترحل
تضع في حقيبتك نصف ابتسامتي
و نصف نهدي ...و تمضي
مرات
اجدك ككل الرجال...
تحب النساء ...
تصطاد العيون في الشوارع
تحبس ألوانها في الزقاق المغلقة....
تشتهي ملامسة الرموش في عتمة المسارح اليومية
لتدفن طيفها تحت المصابيح الخافتة ...
كثيرا ما تكون بليدا في الهوى كالاخرين....
جبان مثل قلبي....تمنع الكلمات عن الاكتمال
تهوى النهود و تعشق المؤخرات......
تعبد الحلمات الهائجة
تركض في وقت فراغك
وراء الكلمات التائهة بين ذراعيك
و الأظافر المنزلقة فوق ظهرك و صدرك...
.
لكنك يا مولاي
أمامي طفل لا يكبر
يرضع من خصري
و يرمي روحه فوق نحري
و يتغطى بلعابي لكي ينام
تصرخ حين تضحك....
تصرخ حين تريدني ...
تصرخ حين تحتاجني...
تصرخ حيت تشتاق...
تضمني و تكف عن كل شئ حين اقترب....
تصرخ لكي اسمعك بلا حروف.....
تصمت كثيرا لتفكر كالكبار ...
ثم تعبث فتضحك عيونك الضاجرة ... تضحكني!
تدير ظهرك وتجري لتلحق بقافلة الرجال ...
فتكبر ...تصير عاقلا
تصير رجلا من وله شبه طفولي
تقترب مرة أخرى
اشم ملامحك و اراك تتحول الى عسل .....
تلتصق بشفاهي كاللعنة
كعادة سيئة....يريدني عقلي أن اقلع عنها ...
لكني أغرق فيها أكثر...
لا أعرف هداية عنها و لا توبة...
إله انت من شمع
يذوب فوق حلمتاي دون أن يسأل ...
ينهيني دون أن ينتهي
يحرقني دون ان يحترق....
أكبر أنا.. اياما لا احتاجها
اصير اسوارة من حبر على ورق
اخط تقاطيع تلك الليله
و ليال اخرى بهستيرية
فوق صور لم تأخد بعد ...
دون أن تتكلم .
دون أن تتسلط ..
دون أن تكون خشنا كالاخرين ....
اعشق رجولتك العنيفة الثائبة بين نهداي
و أعبد ربك المختبئ بين فخداي...
أهوى رعونة الحب فيك و منك !
حين تأتيني شاهقا
فأعود اليك..استلقي كالرضيع
افتح مسامي لاشرب
نهر عرقك المنسكب من ثنايا جلدي
اسكر .....اثمل .....أقع كالنحلة العمياء
اموت غرقا في بريق أضواءك الطاغية.....
لا أعرف مخرجا....
لا تجد الهداية لروحي مدخلا....
فأصير نهر شهد يسير بين زقاق مدينتك الفضية ....
#جوري_الخيام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟