ميشيل زهرة
الحوار المتمدن-العدد: 5412 - 2017 / 1 / 25 - 00:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من سخف العقل المعارض ، و من عجزه التطوري ، أن يحارب نظاما ، دون أن يعلن حربه على المنظومة التي أنتجت النظام ذاته . لأن العقل المعارض ، عندما يحافظ على المنظومة ، و يقدّسها ، و يذبح قرابينه ، على مذبحها .. إنما يُكرّس الناتج الفكري ، و الروحي ، للمنظومة ذاتها ، متمثلا بنظام سياسي ..! النظام الذي يحاربه ، ذلك المعارض ، إنما يحاربه لكي ينسخه ، أو يكونه . كما فعلت الأنظمة العربية الانقلابية ، بانقلابها على الأنظمة الاقطاعية التي كانت . فتحولت الأنظمة الانقلابية ( العسكرية ) إلى إقطاعيين جدد. بذلك يُجسد ، المعارض ، العُته في إدارة وعيه الشخصي ، و إدارة من يكون في طليعتهم . فيقودهم إلى الهلاك ..أو الضياع على أقل تقدير . فما بالك لو أن هذا العقل المعارض المصعوق بمنظومته الروحية ( المقدسة ) ، قد ربط أزمة شعوب منطقة ، برمتها ، بشخص أو أشخاص ..؟؟ ناسيا ، أو جاهلا : إن رأس الهرم لا يمثل النظام بكامله في أعظم دول العالم . إن من يشكل جسد النظام في أي دولة من الدول ، هو الاقتصادي ، الذي ينتج السياسي . و الكل مطبوخ في المرجل الروحي ( الديني ) للمنظومة المنتجة للجميع ، في المنطقة العربية الإسلامية تحديدا . ( وما القوى الأمنية ، في كل نظام ، إلا حرّاس ، و حماة النظام القائم ، ومنظومته ، و ليست النظام بحد ذاته . ) لهذا السبب ، لم يتجرأ السياسي ( العسكري ) الانقلابي على الوضع القائم أن يتحرك في المجال الاجتماعي ، و تطويره في مصلحة تنوير الشعوب ، لخوفه من خسارة الأمير الديني الذي يترصّده ، مراقبا إياه ، ومحذرا من مغبّة الاقتراب من وعي المجتمع ( الحاضنة ) ، الذي يريد له الأمير الديني أن يبقى على تمسكه بالغيب ، بعيدا عن إعمال العقل ، في قضاياه الكبرى ، كتحرره من القهر ، و الجهل ، و الخوف من السلطة القائمة المتعاونة ، سرا ، مع الأمير الديني ، على نسف العقل ، أو كبح تحركه الواعي نحو المعرفة . و ما هذا إلا لضعف السياسي العربي ، و لعدم قدرته على قيادة شعبه بمعزل عن الديني الذي يساعده في الملمات : ( الانتفاضات الشعبية المتنورة ) . فهل سيكون السياسي القادم ، ما بعد هذه الدماء ، متحررا من الأمير الديني ، لكي يقود شعبه نحو الحرية ، و العدالة التي طالما حلمت بها شعوب المنطقة المنكوبة ، بامرائها الدينيين ، و السياسيين ..؟؟
#ميشيل_زهرة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟