أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - مأزق حماس ومبادرات دحلان















المزيد.....

مأزق حماس ومبادرات دحلان


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 5411 - 2017 / 1 / 24 - 23:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


مأزق حماس ومبادرات دحلان

بقلم: محمد أبو مهادي
التظاهرات الاحتجاجية المطالبة بالكهرباء في قطاع غزة كادت أن تتفجر في وجه حماس وتعصف بحكمها في قطاع غزة، لولا الدور الذي قامت به الفصائل الفلسطينية والوساطة المتكررة منها في كل مرّة ينهض فيها الشعب بإتجاه مطالب سياسية أو إجتماعية معيشية تأتي على شكل موجات غضب تستمر أيام وتخبوا، تخبوا ليس لزوال أسبابها، بل لمجموعة من العوامل ساعدت في نزع صواعق التفجير، منها ما هو مرتبط بطبيعة الحكم القمعي الذي تمارسه حماس بحق كل من يختلف معها، والتجارب في ذلك كثيرة، ومنها عدم توافر نيّة عند الفصائل بإحداث تغيير جدّي في نظام الحكم في قطاع غزة، الفصائل تعلم أن سقوط حماس في قطاع غزة يعني سقوطاً لحكم محمود عباس في الضفة الغربية، حيث تتشابه الظروف ببعديها الديمقراطي الإجتماعي والأمني السياسي في كلٍ من الضفة الغربية وقطاع غزة، وإسرائيل والمانحين لا يرغبون بإنهاء مشروع سياسي يحقق قدر كبير من الإستقرار في العلاقات الأمنية مع الإحتلال، بتكاليف أقل بكثير من تكلفة التواجد المباشر للإحتلال الإسرائيلي داخل الأراضي الفلسطينية، بقاء السلطة والحرص على عدم انهيارها مصلحة إسرائيلية فصائلية فلسطينية مشتركة، ولنا في ذلك حديث آخر فيما بعد.

منذ فترة أعلن خالد مشعل رئيس حماس أن حركته أخطأت في الحكم لقطاع غزة، لكنّه لم يكمل بماذا أخطأت وأغفل شكل معالجة هذا الخطأ، أن يقول ذلك فهو أمرً جيّد، لكن أن يغفل بأنّ خير الخطّائين هم التّوابون، عندها يصبح الأمر استهبال سياسي يسوقه على أعضاء حركته وأنصارها وعلى أبناء الشعب الفلسطيني، هو يعلم أن الإعتراف بالخطأ فضيلة عندما يبدأ بسلسة خطوات لإصلاحه، أمّا أن يقوم بعكس ذلك حينها يصبح الأمر تحدي لعقل الناس وحاجاتهم الأساسية في العيش الكريم الآمن الخالي من أشكال الترهيب بحق مجاهرين من حركته لم يعجبهم تردي الحال، وبحق متظاهرين باحثين عن فرصة للحياة، فما حصل بعد تظاهرات مخيم جباليا وملاحقة المئات من نشطاء الحراك الشبابي ومداهمة بيوتهم ومصادرة حواسيبهم وتفتيش خزائن أمتعتهم ووصفهم بالمخربين (وصف أطلقه الإحتلال ضد المناضلين)، كل ذلك ممارسات تفيد أن اعتراف مشعل لا يعدو كونه محاولة منه للظهور بعباءة الحكمة والرزانة وهرباً متواصلاً من إستحقاقات الحكم في غزة.
خلال عشر سنوات من حكم حماس نفّذت الأجهزة الأمنية التابعة لها آلاف الإعتقالات، اعتدت على النساء والأطفال والإعلاميين ونشطاء حقوق الإنسان، وقامت بتهديد كل من اختلف معها تقريباً، حتى الذين انتقدوها من داخلها، واعتقلت بعض من تركوها، وغامرت بثلاث حروب مع إسرائيل ورفعت جملة مطالب من بينها إقامة ميناء وفتح المعابر وفك الحصار عن قطاع غزة، تركت خلفها مآسي وحصلت على خفّي حنين، فالإحتلال أوسع الشعب قتلاً وترويعاً وفازت حماس بالخفّ، واستمرت في دعابة الإنتصارات وعقود تصدير الصواريخ حتى فترة قريبة من الإنتشار الكبير لأجهزتها الأمنية في جميع حواري قطاع غزة، بعد أن أيقنت أنها وانتصاراتها وصواريخها في مهبّ الريح أمام غضبة شعب يريد أن يرى النور.

كل المجد للشهداء والجرحى والمعتقلين، لمن كان هدفهم الأساسي مقارعة الإحتلال ونصب الكمائن لمجرميه على حدود غزة وأكثر من مكان، أرفع القبعة وأنحني لمناضلين أمضوا أياماً في نفق لا زاد فيه ولا شراب، امتلكوا إرادة المقاتلين وعزم الصابرين، تزنروا بالعزّ والكبرياء، وحفظوا عن ظهر قلب وصايا الشهداء وأحلام الأحياء، هم ليسوا في معرض مقالي، بل هي قيادتهم السياسية التي أغمضت عينها عن مقتضيات الحكم والإدارة، وحوّلت حياة مليونين من الفلسطينيين إلى جحيم، وأضافت إلى المأساة كوارث، ونكثت عهدها الانتخابي مع الشعب، فرضت الضرائب والجزية على المواطنين، وتركت آلاف المتعطلين عن العمل بلا أمل، حتّى أنها لم تعد تقوى على تسديد رواتب موظفي حكومتها، وسلمتهم بدلاً من الراتب هراوة ينزلون بها على رؤوس المحتجين المطالبين بالكهرباء.

لا يمكن أن تحكم شعباً بالشعارات وبعض البطولات، ولا بهراوات أجهزة القمع والتنكيل، جميعها لا تأت بسلة غذاء لعائلة يستفرد بها الفقر والجوع والعتمة، ولا تسدد رسوم جامعية لطالب حُجزت شهادته لحين استكمال دفع الرسوم، ولا توفر سرير لمريض ضاقت به مشافي غزة وعجز أطباءها عن تشخيص العلاج، لن تفتح مشفاً جديداً ولا تمنح فرصة عمل، هذا ما أدركه بعض قيادات حماس الذين يواجهون صعوبة التعبير عن موقفهم داخل حركة أخطأت في تعبئة كوادرها، ورهنت سياساتها بأجندات مع قطر وتركيا، اللتان خذلتاها في أكثر من موقف، سياسياً ومالياً وأخلاقياً، حتّى خلال الحرب على قطاع غزة لم يكن لهما دوراً مهماً في وقف الجريمة الإسرائيلية التي فاقت كل الجرائم، وتركتا غزة تنزف من كل جسدها، قدّموا الوعود في وسائل الإعلام وجاءوا لغزة بإتفاق تطبيع تركي مع دولة الإحتلال وراتب شهر خاضع للرقابة ويستثنى منه عشرات الموظفين.
الحالة في غزة التي تتحدث عن نفسها بالأرقام والصور والحكايا، هي المأزق الحقيقي لحركة حماس، إذا ما استثنينا من جملة مآزقها العلاقات مع دول الجوار العربي، وانتكاسة الإخوان المسلمون حيث أطاحت بهم الشعوب، والتغيرات الكبيرة على الموقف التركي بعد ترتيباتها الأخيرة مع روسيا والموقف المعلن للرئيس الأمريكي الجديد ترامب من حركات الإسلام السياسي، وقبل كل ذلك الحالة الوطنية الفلسطينية المبكية بعد ما وصل إليه النظام السياسي الفلسطيني من هشاشة وعجز، كل ذلك دفع الحكماء في قيادة حماس بالتعامل الجدّي مع مبادرات القيادي الفلسطيني محمد دحلان، ليس بوصفه أحد مسارات المراوغة التي يستخدمها بعض قيادات حماس في الضغط على الرئيس محمود عباس، بل لأنه حقيقة يمتلك حلولاً لجملة من مشكلات قطاع غزة، وحلولاً للعلاقات الشائكة التي تورطت بها حماس مع النظام العربي الرسمي.

لا تمتلك حركة حماس الكثير من الوقت لتقوم بخطوة ثورية تحدث تغيير، تتغلب بها على الإتجاه القطري داخلها، حيث ورّط الحركة في صراع لا ناقة لحماس فيه ولا جمل، وتلجم فيها عبث رئيسها "المنتهية ولايته" الذي أقرّ بالخطأ ويرفض دفع الثمن، ويناور حتّى اللحظة الأخيرة من أجل إفشال أي تفاهمات بين حماس ومصر والتيار الإصلاحي في حركة فتح، لعلّ زيارة القيادي في حماس إسماعيل هنية لمصر حالياً تضع حداً لمأزق السياسة والحكم عند حماس، تساعد في التخفيف من مآسي غزة، سنرى ونكتب.

[email protected]



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من موسكو رحلة جديدة مع الأضاليل
- عن إجتماع تحضيرية الوطني في بيروت
- حنجلة عباس نحو المفاوضات
- ماذا بعد في جعبة عباس؟
- القبيلة في العقل الفلسطيني
- بعد الجمهرة في مقاطعة عبّاس، أسئلة لابد منها
- للتذكير، إن نفعت الذكرى
- مؤتمر أم مذبحة لحركة فتح؟
- سيسقط الديكتاتور ومعه كل الأضاليل
- الهدّاف دحلان
- المبادرة المصرية الأردنية فرصة إنقاذ جديدة للحركة السياسية ا ...
- معركة وطنية وليست انتخابات بلدية
- الحركة الوطنية الفلسطينية تقاد إلى المقصلة
- من جوقة عباس إلى حاشية مشعل
- دحلان العقدة والحل
- هل يجد خالد مشعل جوباً لسؤال والدة أطفال عائلة أبو هندي ؟
- حركة تبحث عن زعيم
- مراوغات عباس وحماس في ملف المصالحة
- ما بين تواطؤ الرئيس وعجز الفصائل
- بعد أن تفجرت ألغام أوسلو


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - مأزق حماس ومبادرات دحلان