أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - شارع القبط22















المزيد.....

شارع القبط22


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 5411 - 2017 / 1 / 24 - 09:24
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا يمكنها التوقف عن مطالعة الصحف الوطن،الاهرام،البرهان،والاعتدال تصف المصريين فى حالة يأس تام بعد ان احتل الانجليز البلاد وسقطت حركتهم التى ارادوها ان تقف امام الخديوى الظالم وتقود البلاد وهاهى تطرد لم يعد مقبولا رؤيتها. عرابى هو من تسبب فى هذا كان سيداروس يدور من حول نفسه فى غرفة المكتب فى غضب منعت الزوجة احدا من الاقتراب منه اكثر حتى يهدأ وصعدت باولادها وامرتهم ان يلزموا غرفتهم حالا.كانت تبكى راتها هدية هل كانت تبكى على المحروسة هل الزوجة ايضا تعرف ما حدث فى المحروسة ولكنها كانت تبكى على الزوج خائفه من ان تفقده فحسب .ماذا اذا حدث له مكروه ؟المرض اخذ يضرب بيتنا وعندما يزور المرض لا يتوقف عن الزيارة ؟الاولاد صغار وليس لنا كبير سواه .كانت هدية تراقبها بصمت .هى ايضا خائفة من ان يصيبه مكروه ولكنها لا تحبه هو من يختار كل شىء .تشعر انها احد المجرمين الذين يلقون فى السجن يتلقون العقاب بل تمنت لو يصنع بها مثلما فعل محمد على بان جعلهم يزرعون الارض ،احبت ان تكون فلاحة ترى ثمارها وهى تكبر وتربى طيورها وتراقبها .
لايمكنها التفكير فى ذلك الان بعد ان اصبحت لويصا تقشعر كلما تذكرت ملمسه .لم تحب ذلك الملمس .ولكن الام كانت قد اعطتها الوصايا اطيعى زوجك فى كل شىء وقبل كل شىء فهو راسك وسيدك وله طاعتك وليس العصيان لن يتحمل طفولتك تلك لذا عليك ان تصبحى سيدة وتستعدى ان تكونى اما الان .وامه ايضا منذ الان كام لك عليك طاعتها بالمثل ولتحمدى الرب لان لك من يصنعون عملك عنك فى البيت وانت فقط تباشريهم ولست من ابناء الفقراء فليس لك ان تتذمرى مثلما كنت طفلة فى السابق.
كان عليها ان تتحمل كل من وقف فى تلك الليلة بالقرب منها من الام كلاهما الام الضخمة والمنديل والدماء اصوات الفرح بالخارج اصوات الالم المكتوم .نفورها منه.صمتها ليس لاحد ان يعرف هذا .عندما رات صغار اخيها اشتهت ان يكون لها واحد ايضا مثله واحدا فحسب .غضبت من نفسها لانها تخيلته مرار صبيا وليست فتاة فرددت بصوت مرتفع بل اريد فتاة جميلة لا اريد صبيا .لكن احلامها جميعها كذبتها .ماذا هل تشعر بالخوف من جديد ؟لم يجعلها ويصا تنسى صديقها الخوف ابدا.
الغت بريطانيا صحيفة الزمان والسفير وتوقفت الطائف بعد ان اصبح النديم مطاردا ،واختفت المفيد والسفير والنجاح بعد ان قبضوا على صاحبها حسين الشمسى.
واصبحت الوقائع المصرية نشرات قرارات الحكومة التى يصدرها الانجليز وتعطلت بقية الصحف .
فرضت قوانين العقوبات على الصحف متضمنه الجنح والجنايات .عادت الاهرام من جديد بعد ان عوض الانجليز سليم وبشارة تقلا اصحابها عما حدث لهم اثناء الحركة وبسببها .واعادت البرهان ومراة الشرق واتحاد المصرى والزمان وحينها قرأت فى صحفهم ان عرابى واصحابه هم من تامروا عل المحروسة حتى وصلت الى ما هى فيه الان واصبح من كان عرابيا خائنا فخافت على ناثان وشعرت بالقلق على ويصا لاول مرة .ولكنها لم تحبه.
بعد مرور شهر عاد ويصا ليصطحبها من جديد ،كانت قد نسيته ولو لفترة قصيرة تخيلت فيها انها عادت مثلما كانت فى السابق قبل ان يموت الباشا ويصبح اخيها الاكبر هو رب العائلة ،عندما كانت الام تسمح لها ان تمرح فى حديقتها التى لحظت زبولها عليها ،انها صديقتها الوحيدة الوفية فى ذلك البيت الواسع .
كانت الام تبكى باستمرار الان لم تعد الام التى تعرفها ،لقد تحولت لطفلة عوضا عنها ،تريد ان تلهو مع الصغار بل وتتشاجر معهم حتى ابتعدت بهم زوجة الاب ،كانت تحدثها ان الباشا عندما يعود سيغضب منها ويطردها.واحيانا تردد انها تخاف من ابيها اذا عاد ورأها تتسلق الشجر مثل الصبيه .تعجبت وهى تتخيل الام طفلة تتسلق الشجر وتخاف من عقاب ابيها لها،بل وتخاف الظلام وتنام على الشموع ،لم تعرف ان الام تخاف.. عندما كانت ضخمة بعد والكل اقزام الى جوارها ليتها رات امها من قبل كذلك.
كانت تصرخ لدى رايتها من انت؟ انا لا اعرفك لما اتيت لتسرقى طعامى ارحلى انه لى انا وحدى انا جائعة ولا يمكننى اقتسامه مع احدا اتفهمينى ثم تبكى بغزارة وهى تراقب الطعام كانت هدية تتراجع الى الوراء تخاف ان ترى الام ،وهى تبكى خائفة على الطعام ولا تتذكرها .كانت الام تذبل وويصا ينتظرها ان تعود لبيته من جديد قال ان حال الام ربما يطول وعليها ان تفعل مثل ايريس شقيقتها التى لم تاتى ابدا ولكنها افضل لانها بقيت جوار امها .اما الاخرى فلم ترسل خطابا لتطمئن فيه اخبرته انها تسأل وتعرف من دميانة لانها من ارسلت الطبيب الانجليزى الى امها لكنه لم يعد يحتمل اى شىء اجنبى حتى لو كان طبيبا برغم انهم عوضوا تجارته ووالده وعادا للعمل دون خوف من جديد ،بعد ان قام الانجليز بالسيطرة على تامين البلاد،كان يخبرها ان تكف وتصمت لانه لا يحب ان يسمعها تتحدث كثيرا ،بل كان يغضب لانه ليس بمفترض من سيدة ان تتحدث هكذا مثلها لكنها تعجبت وقالت انا احب اعرف كل شىء مثلك .ولكن الام كانت تنسى اكثر وتعود طفلة فحسب ولا تعود اما ابدا .كانت تصرخ على ابيها فى المساء وحرارتها مرتفعة وقدمها ملتهبة والحمرة تضربها حتى الاعلى فتهلك قدمها .لكن الاخ الاكبر يسمح للمرضة الانجليزية ان تتدخل وترى المريضة لتعطيها الدواء حسب ارشاد الطبيب .
كانت تزداد مرضا ولم تعد تقدر على التنفس ،ارسلت هدية دميانة لتحضر ايريس ،طرقت باب ناثان وكان الاخ الاكبر بخارج الغرفة ،فى تلك الليلة الاخيرة سكنت كانت تراقب هدية فحسب لم تسمعها تنطق اسمها هكذا من قبل قبل ان تطبق شفيتها عن بسمة وتغمض عيناها الى الابد وتشهق هدية كيف اتى عزرائيل واخذها من بين يدها وهى تقف على راسها اياما بل اشهر لتمنع اقترابه منها كما وعدتها وهى تبكى هاهى لا تفى بالوعد الذى قطعته على نفسها لعنت وسبتها والخادمات يحملنها بعيدا وهى تراقب من ترفع عنها الملابس واخرى تحضر الماء الساخن والصابون ويقمن بغسلها جيدا والباسها ملابسها النظيفة ووضع الانجيل فوق راسها كن يتمتم بصلاتهن وهن يعملن وكان روحها لا تزال هناك بحاجة من يصرفها الى حيث مكان راحتها .وضعن الشاش من حول راسها وضعن الزيوت والحنوط جوار الجسد،حضر الصندوق الكبير من الكنيسة .وضعت فى الصندوق وذهبت الى حيث مقبرة العائلةة بعد صلاة الجناز التى حضرها اشقائها وكانت هى فى فراشها ،لم تتخيل ان تقوم بدفن الام ابدا تخيلت موت الباشا مرارا منذ كانت صغيرة لكنها لم تتوقع موت الام ابدا .



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارع القبط19
- شارع القبط20
- داخل الاتون جدران المعبد26
- شارع القبط17
- شارع القبط18
- شارع القبط15
- شارع القبط16
- شارع القبط13
- شارع القبط14
- شارع القبط12
- شارع القبط11
- شارع القبط9
- شارع القبط10
- شارع القبط8
- شارع القبط7
- شارع القبط6
- شارع القبط5
- شارع القبط4
- شارع القبط3
- شارع القبط2


المزيد.....




- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مارينا سوريال - شارع القبط22