ابراهيم مصطفى علي
الحوار المتمدن-العدد: 5410 - 2017 / 1 / 23 - 04:44
المحور:
الادب والفن
برعمُ السوسن
جاءت للميدان تحتفي بالنصر وفي مقلتيها
صور بُدورٍ تزهو بنورها *
والمُحَيَّا أرَّ نارَهُ جمالاً كَفَوْرِ حمرة شفق الغروب *
مغزولة الأخصار يذري من مبسم
الثغر مسكاٌ سِمة زينتها
في صباحٍ حَفَّفَت الشمس ثوبها طَرَزاً بالزَيِّ الموُصلِّي *
لانتصاب قامة نينوى برحيل الغزاة
والرِياضُ ارتدت رَياشها على صَخْبِ هزيز الصَنْجِ *
لتنهل من أصابع العازفين لحناً يسامر رقصتها
بعد أن كانت قاحلة بلا روحٍ
تسبح في بركة سِلِّ الغزاة
كنت عائداً وضجيج الرصاص
ما زال يسكن ذاكرتي وشظى عبوةٍ تغفو في جسدي
إلتقيتها تحت سماءٍ تقدح بريقاً
قرب حرير الضفاف
قلت انظري دجلة كيف اشطأ زرعها *
ياسميناً ونرجساً وفاح طينها شذاً للربيع
والطير امتطى صهوة روجها ومن
مهمازه أسرعت خطاها للجنوب
إرتعشت كبرعم سوسنٍ كي تعوم في قعرعينيَّ
عندما بانت لها قطرة دمِ فَرَّت من ضمادها
واللغز كلانا أسرج حصانهُ وتحسس قلبه قبل الوداع
لم أكن أعلم كيف عدونا كلٌّ في طريقٍ
وفوقنا طيور الأخْيَلِ تقرأُ نشيد الوطن *
قلتُ مع نفسي يا قدراً لمَ جئتني بلا وعيٍ
وقاتلتي غرست بقلبي جواهر خضراء تؤسرُ
................................................
*بُدور .. جمع بدر
*أرَّ النار .. أوقدها
*ألفوْرُ من الشفق ..بقيِّة حمرة الشمس في الأفق الغربي
*ألصَنْجُ .. صفيحة مدورة من النحاس الأصفر تضرب على أخرى
مثلها للطرب , بعضها يثبت في أطراف الدف أو في أصابع ليضرب عليها عند الطرب
*ألهزيز..صوت سقوط الشهب والنيازك
* الثوبَ ..نَسَجَهُ
*أشطأ الزرع ..أخرج اغصانهُ وورقهُ
*ألرياش.. أللباس الفاخر
*ألأخْيَلُ ..طائرٌ أخضر على جناحيه لمعةٌ تخالف لونه .. يسمّى الشقراق
#ابراهيم_مصطفى_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟