أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - الجدران العالية














المزيد.....

الجدران العالية


كمال تاجا

الحوار المتمدن-العدد: 5409 - 2017 / 1 / 22 - 23:47
المحور: الادب والفن
    


الجداران العالية

الجدران تسند بعضها بعضاً
وتشيد المظهر العام للصلابة
حتى لا ينهار
مشهد التماسك العام
للحي السكني
-
والجدران مغلقة بإحكام
على صرير أبوابها
والذي كان يستعير إنصاتنا
لدربكة المجهول
ويمد النظر
على تقلب أوجاع فزعنا
-
والنوافذ تتعربط بردفتيها
خائفة من هاجس
غير متوقع
أو لص
أو متلصص
أو مفتاح مندس
في أقفالها
-
وفي الجانب الآخر
سلسلة مفاتيح معلقة على الباب الخارجي
من الداخل
لإعطاء هذا المنزل المتوحش
في غابة
جدران متنافسة
على إغلاق وسد كل الأبواب
في وجه ضيف
أو شبح
أو عصفة ريح
-
حتى الدبيب يعرج
على عتبات الأبواب
ولا يتجاوزها قط
-
وأنا نسيت كل خطواتي في دروب
لم تصلني بسبل
وجمعت كل زلاتي
في محصلة فشل
ولدي من العثرات
ما يفضح قوائمي
وهي تهمد محطمة
وفي حالة عجز تام
-
ولم أرى ألحاظي منذ وقت طويل
جاحظة
وفي موقف دهشة
أو ارتطام بذهول عارض
-
ولم أسمع هسيس
يدوار بجوار
لفت انتباه
أو لسماع نحيب
يدعو إلى التأثر
-
صوتي يهمس في مكان
لا أدركه
وأنا أخرس في كل الأوقات
والزمن صنج هائل
يقرع هنيهات فل ضبطها للوقت
ويدحر دقائق صعبة
والطنين ساكن رأس المعابر
والأيام تعرج على دروب
لم تطأها
مثل تنفس
تطلع الحدقات
من العيون
ومشكلتي مع لفظ الأنفاس
الخارجة عن إرادتي
-
وأنا دون أن يضرب أحداً على يدي
امضي مسرعاً
كمصراع عيش
يصد كل أبواب
تلمس درب
العودة للحياة
-
ودون شائبة
لا أجيد ربط العلاقات
بحذائي
-
وأواجه معضلة أنني
لست أنا
ولا أعرف كيف أعيد تشكيل
هياكل لنفسي المحطمة
على المنافذ العامة
ولم أطلب مساعدة
أحد
بل أنا لا أعرف أحداً البتة
والكل في عجلة من أمرهم
حان حينهم
أو لم يتبقى لهم على قائمة نفاذ الزمن
من وقت يذكر
-
والأوضاع تتغير دائماً
دون أن نلاحظها
وتقدم إلينا واجبات الإفلاس
في أطباق خواء
وفي حالات يأس
كواقع مفترض
لصرف نظر
عن مدك بالزخم
والمسلوب منك
والذي تراه من بعيد
يهزأ من غفلتك
ولا يهمه أمرك
-
لا ليس هذا هو الجزء الصعب
من المشكلة
لأنك في هذا الخلاء
لا تقدم شيئاً
ولا تؤخر
وفقاً لما وصل إليه عجزك
من احباط
عن إنقاذ نفسك
-
وأن تكون مجرد
لا شيء يذكر
في حصيلة هذا الأذعان
لانكسارات الحطام
-
لأن هذا الخلل الميكانيكي
هذا العطب
ناتج عنك
ومرجوعه إليك
-
لا لم يتبق للجميع
الوقت الكافي للرحيل
حتى الرحيل سبقك
-
لا لسنا مؤهلين لأن نصبح شيئاً يذكر
ولا أنت
ولا الأخرين
بخير
وليس الممكن
بعد الآن
يتحصل
من فراغ
والكل معرض للسلب
-
بعدما تحولت حركة العبور
إلى حاضر
إلى مشكلة
إلى ورطة
إلى انزياح
على اجتياز طرقات حرجة
تمتد على المدى
-
قدمت نفسي للآخرين جميعاً
ولم يتعرف علي أحد
وأطلقوا عليّ أسماء عدة
دون أن يسألوني من أنت
-
وكنت أعتقد من أنني قدمت للشطط
أفضل العروض
على مسرح الخلو إلى نفسي
وشاهدت أجيالاً تتعاقب
ولم يلحظني أحد
ولم أحفظ عناوين ثابتة
عن امتداد أمد
ولا ليس لي أهل
ولا عائلة
ولا مربط فرس
-
أنا فقط هبطت من الفضاء
في عربة غفلة
من أمري
ولذلك لا أدرك
لماذا اتبادل الحديث
ولا أعرف
مع من
أتكلم

كمال تاجا



#كمال_تاجا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لحاف الأرصفة
- حالة اشتباه
- كجثامين حية
- صحة توقعاتك
- غواية
- بعضاً من الشدو يصلح الحال
- ت-ع-ا-بير حرجة
- اعتدال
- وطن لا بديل عنه
- الأوضاع المهشمة للرأس
- وردة على الطريق
- خراب البيت العتيق
- ليال حالكة
- صرح شامخ
- شهادة على الشعر
- مفكرة مجند
- معترضة - أو بين قوسين
- حقيبة سفر
- الوطن للجميع
- الحرية


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - الجدران العالية