أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زورو - هويته قيد التصنيع














المزيد.....

هويته قيد التصنيع


ابراهيم زورو

الحوار المتمدن-العدد: 5409 - 2017 / 1 / 22 - 12:44
المحور: الادب والفن
    


هويته قيد التصنيع
ابراهيم زورو
عدنان حسن اغترب عن كل شيء وخاصة الشعر ليعود إليه فيما بعد، تركه ليختمر في سياقه الجميل، ظن الجميع بأنه لن يعود إليه، وقد أتى عدنان شاعرا ليحترم الكلمات والصور الشعرية بل يبجلها إلى حدها الأعلى، كأنها طفلة تحبو بين يديه يعلّمها فن الكلام وسيرة الدلال، وهذا ما نلمسه في أولى قصائده باللغة الكوردية بعنوان: الغريب،
ترى أي غريب يتصادق مع نفسه بعد سنوات طوال، بل أي علاقة عتيقة تجمع بين عدنان الغريب وعدنان الشاعر، يأتي عدناننا ليقول: لست غريباً بالمعنى المعهود والقديم للكلام، بل الغريب هو الذي يترك معطف حنينه على كتف رجلاً كان يبحث عن ذاته، وما جعلت تلك العلاقة مشدودة على وتر طنبوره الذي يبكي بين يديه بينما هو يضحك، ضدان يجتمعان بلحظة جميلة، /فها هو الغريب يكسر مشط الخريف بين شعور السنديان في الغابات التي تتبجح بعنجيتها الجميلة/،،، ويجمع الغريب بين لحظتين في موقف واحد، ليلتقط طلوع الشمس وغروبها في وجد وعلى أمل أن يعود في وقت باكر حينما يكون الكل نائمين إلا الغريب الذي يشعر بنشوة غربته، يتذكر أمه وهي تطبخ له شوربة العدس في صباحات ذات رائحة بصلية بود جميل، ويتلمس قلبها ليحملها بين يديه ليعيده إلى صدر أمه بعد قليل، والأب يلتقط أنفاس وجوده في باكر الصباح ويقول لأمه أي زوجته صباحك مثل وجه الغريب تشرق في كل صباحاتنا كما لو انك جديدة على عالمنا، حياتنا، في كل يوم.
الغريب جملة موسيقية وحيدة وقلقة...
أيها الغريب كنت تسافر مع الحزن وتجره في زوايا قلبك الجميل
لتبحث عن رأسه وتترك القلب لوقت آخر...
أيها الغريب طالما تكلمت عن الفلسفة بلباس أدبي جميل، حتما أن وجودك غير قابل للتفاوض مع اليأس والحزن وأمطار الذاكرة قد تدل على مكامن الضعف في حياة أي غريب استعاد ذاكرته بعد لأي.
الغريب يفر من لوحة ناقصة الألوان إلى حيث يتيه الطبع عن طبيعتها الغريزية ..
الفراشات تترك طريقها لتلتقي في وئام نفسها رغم ضياعها المستمر على دروب حفظته عن ظهر قلب غريزتها التي لا تخطأ...
عبثا تعيد الفراشات إلى وجودها إلا لكي يحكي الغريب عن نفسه الجميل وهو ينتظر غروب شيئاً ما من مكان ما، سيدي أنك تنزف رغبتك في البقاء. الحنين لا يركن الى الهدوء وانت تهرب من بيت لبيت عسى ان تلتحف ذاتك ولكن عبثا...
الغريب يئن من وحدة قاتلة، هو والوحدة صديقان لا تغيير في لون معطفهما، وحيث إن ذاكرة الغريب تضغط عليه احيانا بلمسات جميلة في سياق ألم يومي، وذاكرة من تكرار لغوي لمتن لغة تساعده في تكوين قلب جديد! ربما قد يستوي الغريب مع ذاته عبر حديث ساخن لا يركع الى معناه سوى الغريب، الغريب هو أن تشوي ذاتك الجميل لتضاف إلى سجلات الغرباء الذين انتعلوا وطنهم لسبب ما،،،
ايها الغريب أنك تبكي عندما تتلمس ذاكرتك قبل وبعد المطر
الهواء يتواتر قبل أن يصبح مطرا/ دموعاً ينسج في مقلتي الغريب ولادة ما،
فياغريب لا تكن يانيئاً، تلّون بفكرة ما/تأخذك افقاً نحوه...لا تكن برزخا من الانتظار الممل، "...اوقف حصانك تحت نخلتنا ياغريب واكتب معي رسالات السماء..." هكذا يخاطب محمود درويش غريبه/ربما مغتصبه، بينما عدنان يخاطب الآخر الذي ذاق الغربة في العمق/ الذي يبحث عن أمل هارب بطريقة ما،
البرق/ الرعد أصاب ظهر/مفاصل الجملة التي استغرقت مليا في تكوين وجودها/ ربما هذا الاستغراق هو التفكير بحد ذاته،
الغريب في حالة محمود درويش هو الآخر لست أنا/معاناته من فعل الآخر موجه ضدي/معاناتي في العمق، ربما مارس نوعاً من المازوشية ضد ذاته، هو نفسه أي الغريب يشعر بحالة سادية مع مغتصبه. بينما في حالة عدنان هو أنا، نفسي/معاناتي. أناي مع أنا الذي هو أنا، يسوق الليل ظلامه ضد خيالي/ ذاتي يزجيني ميؤوساً وهي حالة راقية، استعداد نفسي ضمن وحدته المفتتة إلى شظايا ربما الشاعر لوحده لا يستطيع أن يقاوم وهو أمر بحاجة ربما إلى الاخر كي أكون بجانب نفسي/ذاتي...
هذا الاستغراق في عمق نفسه يجعلنا أن نعيد حساباتنا الآنية والمستقبلية في صرة جدتي، الجدة التي تفتح الفأل أيامنا بود ربما بتأوهات متقطعة تحوم حول الصور الشعرية التي تسقط من شعره، فيقول:
مازال الامل يحوم في سماءه..
الامل يستعصي في لحد قبره..
الأمل في السماء كما في الأرض لا محل له في حياتنا، وهو أمل مرتبط بواقع الغريب الذي لا يتكأ على ذاته قيد شعره، وجوده قلق لا يستريح على مكانه، فهو دائم الحركة لا يستكين، ربما كان بوده أن يقول أصل الحركة هو السكون وليس القلق الذي يعلمنا أن نكون صاحب ذات لا ننسى انفسنا قيد شعرة وربما وهي سمة للقلق.



#ابراهيم_زورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيلك ياموسى تكبر !
- المصطلح والمفهوم
- جريمة قتل الشرف
- حقوق الإنسان والايديولوجيا المخبأة
- في فلسفة الإقلاع عن الكتابة
- كلمة السياسي إبراهيم زورو خلال مؤتمر سميرأميس للمعارضة في دم ...
- شايلوك وإسطبلات أوجياس
- ترامب مقياس غبائكم
- فلسفة اوباما
- برسم تهنئة اردوغان
- اردوغان سكايبياً( ناشط اعلامي)
- ارهاب داعش بين الواقع والخيال
- التجار فقط من يبكون-حالة السورية نموذجاً
- ضاحية الفكر
- وحدانية لوط واحزانه
- قدسية الهجوم الروسي
- و...
- في مفهومي الاصيل والدخيل
- كن عاقلا من الآن فصاعداً
- تفسير لغوي لحلم سوري


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زورو - هويته قيد التصنيع