دهام محمد العزاوي
الحوار المتمدن-العدد: 5408 - 2017 / 1 / 21 - 20:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ترامب وخياراته في العراق
دهام العزاوي
لم يكن الشغل الشاغل للعراقيين الذين تابعو حملة تنصيب الرئيس دونالد ترامب هو عبوس وجه ميشيل اوباما او حركات ترامب وكبرياءه المصطنع الذي يشابه غرور القذافي . كان هم العراقيين متابعة ماذا سيقوله ترامب عن واقع العراق الملتهب وهم يمنون النفس ان لاتذهب وعوده باستقرار العراق كما ذهبت وعود اوباما وسلفه بوش بالتحرير والديمقراطية والبناء. لقد اكد ترامب انه سيحارب بقوة التطرف الاسلامي وسيجتثه من اصوله . ومع ادراكنا ان راس افعى الارهاب تتمركز في العراق فان هذا يعني ان على العراقيين ان يتهيأو لمرحلة قادمة من الصراع والقتل والتهجير تشابه مرحلة داعش الارهابي وربما اقسى. ليست المهمة تقتصر على قلع جذور داعش وارهابها الاعمى وانما وفق الرؤية الترامبية قلع كل مايمت الى قوى الاسلام السياسي وشخوصه واذرعه المسلحة . مايعني صراعا مفتوحا بين تلك القوى للتشبت بالمكاسب حتى على حساب ابن الملة والحليف ورفيق النضال . معادلات ترامب الاقليمية والدولية وتحالفاته الجديدة قد تنعكس على تغير واقع الجغرافيا والديمغرافيا وربما كل قواعد اللعبة في العراق ومع ان هذه الرؤية ستفرح كثير من العراقيين الذين لم يجدوا في الاسلام السياسي سوى الابتلاءات والشعارات التي اوغلت في تفكيك العراق ونهب ثرواته وتشتيت علماءه ومفكريه .فان الكثيرين ايضا سيحبسون انفاسهم لان التجربة اقنعتهم ان التغيير في العراق له ثمنه الباهض على امنهم واستقرارهم ووحدتهم . لقد اتهم ترامب ادارة اوباما بانها هي التي تسببت في مزيد من الدمار والتفكيك للعراق حينما صنعت ودعمت داعش ماليا وعسكريا ووعد ناخبيه بانه سيصلح هذا الخطأ الشنيع ولكن لاندري هل سيكون اصلاحه باستبدال داعش بماعش ؟ ام بتحالف جديد وربما مهادنة مع متأسلمي السلطة يتم فيها بيع اخر قطعة من العراق هذا ان بقي شي منه لم يباع ؟ ام بالاتيان بدكتاتور امريكي جديد يذبح ابناءنا ويرمل نساءنا ؟قد يكون العراقيون غير مكترثين بكل الخيارات الترامبية فالمفلس في القافلة امين ولم يبقى للعراقيين شيئا يخسروه ولكن الغصة التي ستبقى في نفوس العراقيين متى سينعمون بالسلام .
#دهام_محمد_العزاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟