أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رفيق عبد الكريم الخطابي - سكيزوفرينيات شائعة















المزيد.....

سكيزوفرينيات شائعة


رفيق عبد الكريم الخطابي

الحوار المتمدن-العدد: 5408 - 2017 / 1 / 21 - 17:44
المحور: كتابات ساخرة
    


سكيزوفرينيات شائعة




ـ تحدث إلى صديقه عما قرأه حديثا في أحد كتب " فقهائنا العباقرة" وكأنه اكتشف آخر منجزات العلم والتحضر قائلا : أتعلم أن أكل لحم الإبل أو الناقة يستوجب الغسل أو إعادة الوضوء حيث هناك اختلاف بين "العلماء" حول هذا الموضوع ، وأنه تبعا لذلك ودرءا لكل شبهة يجب علينا الاحتياط من الأمر وإعادة الاغتسال كلما أكل المرء لحم الناقة ؟!!!
تدخلت في الموضوع دون استئدان منهما وقلت له : عفوا هل تتحدث عن آكل لحم الناقة أو عن ناكحها ؟
قال لي متهجما : أنا لا أتكلم معك أعرف أنك كافر ولا علاقة لك بالموضوع هذا الأمر انا متأكد منه لقد قرأت حول هذا الموضوع توا .
قلت : في كل الأحوال لقد ميزك ربك عن الإبل بنعمة العقل ، وأراك لم تستخدم عقلك فيما قرأت وجئت تردده علينا كأي ببغاء .
توجه بكلامه إلى صديقه الذي يداعب هاتفه النقال ، ومنشغل بدردشات الواتساب : إسمع إسأل عن هذا الأمر أي شخص متمكن من الدين.
أجبته ساخرا : يا صديقي انت قديم جدا ، وغبي بشكل ساذج ، انت تطلب من صديقك ان يسأل فقيها جاهلا في أحد مساجد النظام ، فيما يحمل بين يديه أكبر خزان للمعلومات في التاريخ، أنت لا تستطيع أن تفهم أن غوغل أكثر علما من كل فقهائكم ، فلماذا تطلب منه السؤال عوضا عن البحث؟! مسخرة.....




كان يتحدث إلى إحدى خليلاته العديدات عبر الواتساب ، أم عازبة تغير بدورها حجاج ما بين فخديها كما تغير ملابسها الداخلية ، إليكم نص الحوار كما قرأته مع بعض الإضافة طبعا :
هو : لقد استمتعت كثيرا بلقائنا السالف ، هل ستأتين إلي الليلة ؟
هي : نعم ، إن شاء الله.
هو : أريد جوابا واضحا ، إما نعم أو لا . إن شاء الله تعني الإثنين معا . وفي أغلب الأحيان نستعملها عوضا عن كلمة : لا.
[إننا شعوب نادرا ما نستعمل كلمة : لا ، وعوضا عن قولها واضحة نستعمل صيغة إن شاء الله ].
هي : قلت لك نعم ، ولكن كل شيء يتم بإذن الله تعالى .
هو : أنت تعجزين عن أخذ إذن من أبيك ، كيف ستحصلين على إذن من الله . أنا أرى ألا علاقة لله بموضوعنا، خصوصا وأن الأمر يتعلق بحج إلى فرجك وليس إلى مكة .
هي : استغفر ربك ، والعن الشيطان.
هو : أنت من يجب أن يستغفر ربه وليس أنا ، أنت من تسيئين إلى ربك بإقحامه في موضوع بعيد عنه ولا يتعلق إلا برغبتنا. أتعلمين أنك حين تربطين مجيئك عندي بقرار من عند الله ، تخرجين ربك من وظيفته كإلاه متعالي ، إلى مجرد " قواد " عندي وعند أمثالي وأمثالك ، إستغفري الله وقولي هل ستأتين عندي الليلة أم لا ؟
هي : أنت كافر وقح ، ولا تشرفني معرفته .
لقد شطبته المؤمنة المسلمة والمجاهدة والأمية من لائحة أصدقائها ولربما كذلك من لائحة زبائنها .




بمجرد قضاء حاجتهما البيولوجية ، وهو ما يزال نائما على صدرها، بعد ليلة أكثرا فيها من شرب النبيذ والشيشة وكل انواع المخدرات ، وبالرغم من أنه سبق أن وجدها مخمورة بين يدي صديقه يمارسان الجنس في سيارته، وبالرغم من انه يمارس الجنس معها بمقابل مادي ، فقد بادرته بالقول : أنت تعلم أني أعاشرك وأتعامل معك بنية صافية ، ولم ولن أخونك أبدا لأني احبك كثيرا ولا أرى غيرك في الوجود ، والله من فوقي شاهد على ما أقول.
أجابها غاضبا دون تفكير : ما دمت تعرفين أن الله فوقك ، من الذي أجبرك على قيام الليل تحتي يا مؤمنة؟!




آه من تلك الليلة .. كانت باردة جدا وهادئة .. لم يغير من رتابة فقرها وغمها المعتاد سوى رائحة ذاك الديك الرومي " البيبي" التي تعم كل أرجاء البيت/ الكوخ .. وصوت كمنجة أحد شيوخ سهرات ليلة السبت على القناة الثانية ..
تحلق المنكوبون على مائدة الأكل، الأب الملتحي الذي لا يفوت صلاة الفجر بالمسجد مهما كانت أحوال الطقس والأم والإبن وأنا.. قالوا في نفس اللحظة جميعا : بسم الله وانهالوا على اللحم الشهي .
امتلأت البطون تناولوا بعض الفواكه على غير العادة وحمدوا الله كثيرا على نعمه وطلبوا دوامها.
بعد لحظات قليلة والوليمة في البطون تتهيئ للهضم ، توجه الأب بالدعاء لابنته وقراءة سورة الفاتحة كي ييسر لها الله أمرها ، وهي التي كانت وراء هذا الشكل الجميل من الاحتفال بمناسبة " الحوادز " ، من خلال إرسال حوالة سمينة من السعودية وفي الوقت المناسب .
تحسست بطني فيما القوم يشكرون الله على نعمه ، وقلت مع نفسي وأنا أحاول أن أمنع تقيء ما أكلته :" ويحي لقد أكلت من لحم ابنة أخي .. والقوم من حولي يحاولون إقحام الله في الجريمة ..؟؟؟!!!!"




هو رجل سبعيني وصديق قديم أفتخر بمعرفته محترم ونزيه جدا وأب لأحد أعز رفاقي، قضى كامل عمره تقريبا داخل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وخرج منه بمجرد تنصيب حكومة اليوسفي، جمعتني به الصدفة على هامش الاعتصام الليلي الذي نفذناه بساحة الحرية بالبيضاء ضمن فعاليات انتفاضة 20 فبراير .
حدثني الصديق تلك الليلة عن أحد أصدقائه المقربين بالحزب وهو طبيب نفساني كان يكتب ضمن نافذة أسبوعية بجريدة الحزب عن صديق صديقه الطبيب الفرنسي الذي كان ضمن الطاقم الطبي المعالج للملك السابق قال :
دخلت (أي الطبيب الفرنسي) يوما على وزير الداخلية ادريس البصري فوجدت عنده أحد أعضاء المكتب السياسي للحزب (ربما لتلقي التعليمات أو لتقديم التقارير تلك كانت تقديرات الطبيب) ، حضر ذلك القائد الحزبي كامل الاجتماع بين الطبيب والوزير ، وعند نهاية الاجتماع توجه الطبيب فورا للقاء الكاتب الأول للحزب وأعتقد أنه كان عبد الرحيم بوعبيد، فوجد عنده نفس الشخص القيادي مرة أخرى. استمرت الدردشة لبعض الوقت وعندما سنحت الفرصة للطبيب أخبره بما رآه في مكتب وزير الداخلية فأجابه الكاتب العام للحزب بأن ذاك الشخص قدرنا ولا نستطيع فعل شيء
[أي أنهم يعلمون أدوار بعضهم البعض ومتعايشون مع تلك الأدوار ].
مرت الأيام وتسلم ذاك الشخص وزارة الفلاحة والتنمية القروية والصيد البحري ثم حاليا رئيس مجلس النواب ، فيما صديقي باع كل ما يملك وزاد عليه لعلاج زوجته ورفيقة رحلة حياته من سرطان ألم بها بشكل متزامن مع تقاعدهما، ولم يبخل بأي قرش من أجل علاجها حتى لحظة وفاتها بالرغم من أن حالتها تقريبا كانت ميؤوس منها . ومع العلم ان هذين النموذجين ( الوزير والصديق) ليست بينهما فوارق كبيرة فيما يخص التكوين الأكاديمي ، وبالرغم من أن حجم التضحيات تميل لصالح الصديق بما لا يقبل مجالا للمقارنة، إلا أنهما يشكلان آيتين من آيات التضحية والوفاء من جهة والخيانة والوصولية من جهة أخرى .
وما هذه السكيزوفرينيا الحادة التي كانت سائدة داخل الحزب المشار إليه أعلاه إلا أحد أسباب اهترائه وتفسخه الحالي .





#رفيق_عبد_الكريم_الخطابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة إلى الرفيق المعلم حسقيل قوجمان
- حوار مع فرناندو اريناس الأمين العام للحزب الشيوعي الإسباني ( ...
- حوار مع فرناندو اريناس الأمين العام للحزب الشيوعي الإسباني ( ...
- قلم زنديق
- حوار مع فرناندو اريناس الأمين العام للحزب الشيوعي الإسباني ( ...
- رسائل مارس : رسالة البندقية ( الرسالة الأخيرة).
- رسائل مارس : ذكرى ستالين ستبقى خالدة ورسالة للبروليتاريا
- رسائل مارس : الحب والوفاء التضحية البندقية (الجزء الثالث ) ...
- رسائل مارس : الحب والوفاء التضحية البندقية . (الجزء الثاني)
- رسائل مارس : الحب والوفاء التضحية البندقية .
- الولايات المتحدة الأمريكية: حكومة للشركات متعددة الجنسيات
- الشهيدة سعيدة المنبهي .. الشاعرة و المناضلة ..درس في المبدئي ...
- الإجرام المتنقل ما بين بيروت وباريس ..وجهة نظر (2)
- تضامنا مع الزميل : معز الراجحي أحد كتاب الحوار المتمدن البار ...
- الإجرام المتنقل ما بين بيروت وباريس ..وجهة نظر
- تضامن انتهازي مع حزب انتهازي ..رد على مقال محمد محسن عامر
- قصة : رديئة ، مملة ومقرفة جدا
- الحرب السرية ضد روسيا السوفياتية..بعيون أخرى ( الجزء الأخير)
- الحرب السرية ضد روسيا السوفياتية .. بعيون أخرى (6)
- انطباعات عن معرض البيضاء للكتاب بنكهته ال -بنكيران - ية


المزيد.....




- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - رفيق عبد الكريم الخطابي - سكيزوفرينيات شائعة