أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هبة الله الذهبي - أنثى من خشب














المزيد.....

أنثى من خشب


هبة الله الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5408 - 2017 / 1 / 21 - 12:41
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


متى يريد الرجل أن تتحول زوجته أو أخته أو أمه إلى أنثى من خشب، وفي أي مرحلة، ولِمَ؟
أطروحة تهواها أنفسنا للوصول إلى حقائق خفية عن المجتمع الذكوري.

يغار الرجل من الأنثى بشكل عام، وتتمحور غيرته منذ نعومة أظفاره لتتحول إلى وحشية أو تُكسَر لتتحول إلى حنان مطلق، في كل دقيقة ينمو الشاب ويرى مُدرّسته أنثى وأمه وجدته، في مجتمع أنثوي أكثر من ذكوري، تستيقظ ملامحه ليجد نفسه مميزاً برجولته يعلو ويعلو ليبدأ مشواره الذكوري، ويبدأ بالتشفير النفسي والخذلان لكل من مدَّ يده إليه في مراحل نشأته الأولى، يتنمر على والدته وأخته قبل زوجته أو بسبب زوجته معلناً حرباً عاطفية بين الذكورة والأنوثة، يذهب بعيداً في تنمره ويقوم بجولات وجولات، ليبدأ بفساد المجتمع رويداً رويداً كلما علا، أين ينشأ هذا التنمر هل هو من والده أو جده، أعمامه أم أخواله؟

نعم، سواء كانوا سيئين أم جيدين، موجودين أم غير موجودين، التنمر قائم على مر الزمان يُخل بميزان القوة في المجتمع، نتيجة فقدان الكثير من القوانين المنزلية الناجمة عنه مسبقاً، والذي كان من الممكن أن يكون التفاعل الاجتماعي في المنزل ناجحاً في بناء الذكر والأنثى، حتى حين يتعرضون لأشخاص مزعجين ضمن حياتهم اليومية.

تُستهدف الأنثى في التحرش النفسي في مجتمعاتنا العربية خصوصاً قبل الذكر، وهي أخطر أنواع التنمر العاطفية ضد الأنثى التي تنشئها نشأة تسيء إلى حياتها الاجتماعية والمستقبلية والزوجية، وهكذا دواليك.

مجتمعنا يحتاج إلى إعادة تكرير، يحتاج إلى فلترة شعور الأطفال بالوحدة والاكتئاب والقلق في منازلهم قبل المدرسة، فهو لا يولي أهمية إلى تقدير الذات للطفل، ومنذ ولادته معرض للانتحار، وسرعة الغضب واستخدام القوة للمراهقين في منازلهم، والذي أصبح سلوكاً اعتيادياً وواقعاً بأدلة بحثية تشير إلى أن هذا قد يوصل إلى خطر العنف المنزلي الذي يبدأ أولاً ضد الأنثى.

فهل يكفي أن ينشئ امرأة من خشب؟

ناهيك عن لجوء الأنثى إلى العلاقات العابرة في الإنترنت، التي لا ينفك الرجل المتنمر عن إدخالها في عزلتها أكثر، لن أتطرق إلى قصة أو مناقشة أي من نشاطات التنمر والسلوك العدواني له، الذي نجد أن الخيانة هي ثقافة للتنمر والهوس وثقافة الخوف وزعزعة الاستقرار النفسي والجسدي والإساءات اللفظية والرفض الاجتماعي كلها سلوكيات لمفهوم واحد.

وكم من قضايا وحوادث انتحار وقتل أو ابتزاز عاطفي، نشأت كبش الفداء نتيجة لعدم تقدير الذات للطفولة، وعدم وجود مجتمع يناضل لإنهاء هذه الأمراض، وإنما هو بيئة متنمرة أصولاً.

أنثى من خشب.. منطقة خالية من التنمر، تنمر بلا وعي داخلي، وخصوصاً في حالات العشق تبين أن الكثير من العاشقين يصلون لمراحل خطيرة من التملك الذي يلغي شخصية أحدهما، ولا بد أن تتجرد أقنعة وجوهنا قناعاً تلو الآخر أمام الآخر، وغالباً ما يكون الرجل هو الأقوى في تلك المراحل تتعرى المرأة أمامه بكل مشاعرها وأحاسيسها وتنزع عنها أسطورة المرأة الحديدية؛ لتكون أنثى من خشب.

تخاف.. تخفي.. تتصدع.. تنهار وهي في حالة العشق، تتبلد مشاعرها وهذا ما يصدم الكثيرين في علاقاتهم عندما يصلون للذروة يفترقون، هذا التهشيم النفسي المستمر والمتوارث بين الرجال المتنمرين في مجتمعاتنا الشرقية، وكأنه قاعدة أسطورية للرجل يضع الأنثى في سؤال: لِمَ تعجز كل أنثى عن أن تضع يدها بيد الرجل في المكان المناسب والزمن المناسب؟



#هبة_الله_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عذوبة
- كيف تفكر بشكلِ إنسان؟
- بين الأبواب
- بائعات الهوى
- الهرم الذي لم يهبط
- أرض السراب
- سحر الشرق
- إلى أين يذهب بنا الآخرون ؟
- خمسة أميال من الحكمة
- صناعة الكذب
- نصفك الآخر
- عندما يموت الوطن.. نفكر جميعاً بالانتحار
- العقيدة بين الفكر والحقيقة


المزيد.....




- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هبة الله الذهبي - أنثى من خشب