أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ساري سمير الحسنات - بكائية المهاجر الأخير














المزيد.....

بكائية المهاجر الأخير


ساري سمير الحسنات

الحوار المتمدن-العدد: 5407 - 2017 / 1 / 19 - 03:27
المحور: الادب والفن
    


بكائية المهاجر الأخير


منفاي يشبهني
وبلادي وردة مشنوقة في عروة الأبد
قلقي غصة في حنجرة الليل
وقلبي قشة يتقاسمها غرقى البعد
ملعون أمسي أنا وطريد يومي
لا أذهب نحو غدي ولا غدي يرجع نحوي
وأنا لست أنا حين يقترف ظلي
فكرة الانشقاق عني
دون أن ينزع خنجر الوداع من نهد وحدتي
كزوبعة تجلد جسدها وتقبل خذيها
انغلقت على نفسي ولم أدرك بعد ما غايتي مني!

هذا أنا ناي أرجم عابري الزمن بياقوت الوصايا
فهل الذي يتبعني راقصاً تاريخ أعرج
يعتكف في انتباه المرايا؟!
ضيقة هذه الحياة يا أبي ضيقة
كل ما فيها خيبات تسابقني إلى جذور أمالي
وأشواق تسحب دلو ذكرياتي من آبار نسياني
ضيقة هذه الحياة يا أبي ضيقة
كل ما فيها عسكر سكارى
يضعون الدمار تاجاً فوق رأس قريتي
كل ما فيها حاكم ملتحي يعتصم بحبل الكذب
وبجيوش الملح يحرس جرحي من ثورة الأندمال
يكسر شموخ معولي ويفض بكارات سنابلي
ليغازل الجوع أمعائي
كعمر هارب من حاضنه
أربي عزلتي وأركض باتجاهي
وكناسك أجثو في غار غربتي
وأنادي ملء صوتي
إلهي أريد أن أكون غيري
إلهي أريد أن أموت كي يحيا قبري
فلا العرب أهلي ولا العروبة داري
إلهي إلهي
الذهول يحاصرني
الخوف يمزقني
والملاك الأبيض يملأ مسودتي برماد الخطايا
فماذا كان علي أن أفعل ليصير الأخرون شهداً
يفيض من قاع الحكايا؟؟

سنين وسنين
والعالم يفشل
في تحويل أنهار الدم إلى أنهار موسيقى
سنين وسنين
وأمير البكاء لم يشبع من التربع على عرش أعيننا
سنين وسنين
ولهيب الضجر يرمقنا
وكل أشجار الروح تتمنى أن تمتلك لحم إبراهيما!!

كم خدعتنا أيها الأمل حين قلت لنا أن في الحياة حياة
لقد أبصرناها جيداً وعلمنا
أنها لعبة نرد بين أيادي الطغاة؟

كم مرة حاولنا الخروج من دائرة الحرب
كي لا نصبح في بطولات القتل هواة

وكم كم قلنا ونحن نحصي أوراق الفرح
التي قرضتها جرذان المأساة؟!

بيني وبيني
فوق نسمة ميلادي
تحت شفق لحدي
تلسعني إشراقات الفقد
ويثناثر الفراغ حولي
فيما يجيء جرحي من أفق ضحكتي
على غديرة التجلي
وكعجوز تحن لورود زفافها
يؤنث هواه
ويلد فراشات تبتكر احتراقي
وتنخر وجدان اسمي لتختلس مرجان سكوني
أيا حلماً يشاطرني أكاليل الدمعات
أيا حلماً مطعوناً بي
هل أمطرتني بنشيدك لترتدي عري الأرصفة
ام لتغدو أسطورة تراودك عنها الروايات؟!
قلبي على قلبك نخلة تربي سلام الأحفاد
صداي في صداك فكرة تفسر وحدة الآحاد
أنتظرك هناك عند زغاريد البحر
المرصع بشهيق الشهوات
أنتظرك مفردة مثقوبة
تجوع لتعويذة الرتق ولوز الأغنيات
أنتظرك منديلاً يلوح للمتحررين من عبودية العذراوات
أنتظرك شرخاً كبيراً في صدر الغياب
المعلق على حبل الاحتمالات
أنتظرك أسيراً يتأمل ملامح حريته
في بريق مفتاح السجان (واهب الآهات)!!


لا تعاتبينا يا بحار العلقم
أن خبأنا عن حواف ألسنتك
سكر الخطوات
فكل ما فينا مات
نبض الحب ورؤى الأمنيات
تعال يا حلمي
وقل للذي تراه:
بلادنا الحبلى بتفاصيل الخراب
بلادنا التي تركناها
قبل محطتين ونصف نشيد
رأيناها ترقد في فوهة أغترابنا
تحرض المنفى وطيوره علينا!!!
تعال يا حلمي
دون دمار المرحلة
وخيط حروف صوتك بشال الماء
لتسمع ما قال القارب الصغير
للمهاجر الأخير نحو عَمار القصيدة
تعال إلى أقصى الحنين
لعل أثينا وليدة النرجس تفكك جدائلها
وتغطي بها عري أرواحنا
من مطر الدم الصادح
نكاية بالمعتكفين في عيون المذابح
لعل بلغراد
تضعنا فوق رموشها نسوراً تروض حريتها
وتعيد لنا لهو الأعياد
عليل أنا إذ ما عليك أنادي
فأصعد جبال القهوة قرب أنفاسك وأنفاسي
لنشيد معاً صباحاتنا من لون الحصاد وأعراس الكناري وسر معي
ولا تسألني كيف أصبحنا خبزاً للمسافة
وكيف أمسينا أوطاناً عالقة في محطات الشرود؟!
لا تسألني متى تزهر الرأفة في عيون الجنود
وتفر من أهازيج رحيلنا أسلاك الحدود؟
فنحن كما عصافير مغتربة تفتش
في خرائط تشرين عن قمح الأغتراب
فتشنا في حقائب الأرض
عن كنوز مفخخة بياسمين الوعود
فلم نجد بها شيئاً سوى حياة مصابة بسعال الركود
فررنا من جغرافيا التلاشي إلى عشب المنافي لنبعثر شمل الجفاف في قواميس الحنينا
صعدنا أعالي العدم لنهرب
من تعب الوجود المرسوم على الجبينا
فافتتح الضياع عواصمه فينا
سبى ظلال ابتساماتنا
وأقام حد البؤس على كل من يأخينا!!!



#ساري_سمير_الحسنات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفاق
- حكمة الحق في حضرة المحكمة
- بوح حر
- خطاب السلطان
- كاندلاق الصيف على شفة تموز
- كأني غيري حين أهجرني
- أكتبُ لأؤجلَ موتي
- نداء مكسور
- صحارٍ مجعدةٌ
- صوب الخطيئة الكل يدنو
- غيمة لقيطة
- ‏لا تنسَ أنك بحيرةَ زهو جافة
- وعود تذرف رماداً
- قصيدة أسيرة تحاول الهروب من ذاتها
- شتاء خجول
- لحن صباحي دامع
- حبر الحرب
- حالة غناء
- أنتِ أنا وأنا أنتِ
- حب ديمقراطي


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ساري سمير الحسنات - بكائية المهاجر الأخير