حسام جاسم
الحوار المتمدن-العدد: 5406 - 2017 / 1 / 18 - 16:28
المحور:
الادب والفن
أدرك أنها رحلت و عيناها مرتقبه صوبه
أدرك أنها كانت ذكرى و انطوت مع الهذيان
توجهت انظارهما بلهفة فاحشة الثراء لمس يدها ليشعر بالنسيان
ابتعدت هي
و امعنت النظر في شعرة أصبح ناصع البياض و وجنتاه كستهما التجاعيد الأفريقية
سبقته بالحديث
- كم زادك البياض خيانة ؟!!
- كما انت دون رادع !!
- حسبته أعطاك وقارا فلم يعطيك إلا سيجارة و أنفاس مبعثرة السعال !
- ما هذا التهجم اللساني ؟
- اقترب فلدينا الكثير من القصص نحو الماضي المشين .
- لا !! انتهيتي مع تلك الأنفاس .
منذ الطفولة و لم نتفق أبعد المشيب سنتسابق للود !!
- تفكيرك فارغ من الهواء الطلق و لم تتزن قبل بلوغ سن الانتحار .
- لم يعد الكلام يجدي نفعا
- أفضل جمله قلتها بعد هذا اللقاء الساخن .
- نلتقي على خير الأحوال و حسن الديار و ذوق الاهمال
- أسأل الله أن لا يعيد مثل هذا اللقاء الذي جمع الكآبة بكوب ماء
- وداعا يا ذات اللسان الناعق
- لألعق به عقلك الباهق
و عليك الانقطاع و الوداع .
بعيدا عنهما شاب يضحك على اسلوبهما الحاد و ينصت لنهاية الحوار
التفت إليه صاحبه و قال :
- ما أحلاهما من رفاق تتلخص حياتهما بجيل الطيبين
- اي طيب خرج من لسانهما !!!!
- انهم قيمة للوفاء .
- انهم قيمة للجفاء و الانحدار .
- انت لا تدرك حجم البركة من عمرهما
- و هل للعمر بركه هؤلاء قلة حركة .
- انت ممل و عنيد .
- و انت لم تسمع ما سمعته !!
- و ماذا سمعت ؟؟؟
- إخلاء سبيل للهواء المحبوس في ذاكرة كل منهما .
#حسام_جاسم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟