أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عليان عليان - تنازلات أردوغان تكتيكية لم تغير مواقفه في دعم الإرهاب في سورية















المزيد.....

تنازلات أردوغان تكتيكية لم تغير مواقفه في دعم الإرهاب في سورية


عليان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 5406 - 2017 / 1 / 18 - 04:47
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تنازلات أردوغان تكتيكية لم تغير مواقفه في دعم الإرهاب في سورية
بقلم : عليان عليان
في الوقت الذي يقترب فيه موعد انعقاد مؤتمر أستانة في كازخستنان بناء على اتفاق موسكو – أنقرة ، تتملكني- كغيري من المتخندقين في خندق سورية العروبة في مواجهة الإرهاب- خشيةً كبيرة من دور الثعلب أردوغان في المرحلة القادمة لاسيما وأن انصياعه لمتطلبات وقف إطلاق النار، عبر إصداره التعليمات بهذا الشأن للفصائل المؤتمرة بأمر الاستخبارات التركية ، لا يعني التراجع عن ثوابت موقف نظامه التآمري على سورية.
إنها مجرد استدارة تكتيكية ارتبطت بمجموعة عوامل أبرزها :
أولاً : ميزان القوى الجديد الناجم عن الانتصار الإستراتيجي الذي حققه الجيش العربي السوري وحلفاؤه في حلب ، والهزيمة النكراء التي لحقت بفصائل الإرهاب.
ثانياً : عدم قيام الإدارة الأمريكية بشيء يذكر لمنع انهيار جبهة الإرهاب في حلب سوى تحريك حلفائها في مجلس الأمن، لتقديم مشاريع قرارات كان الفيتو الروسي لها بالمرصاد.
ثالثاً : انحياز التحالف الدولي المزعوم بقيادة واشنطن ، لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وأداته العسكرية " قوات سورية الديمقراطية" على حساب تركيا من ثلاث زوايا هي :
1-أن واشنطن لم تضغط على الحزب لسحب قواته شرق نهر الفرات بعد سيطرته على منبج.
2- أن واشنطن تدعم بكل قوة الطرح الفيدرالي لهذا المكون الكردي انسجاماً مع مخططها لتقسيم سورية على أسس عرقية وطائفية، خدمة للكيان الصهيوني ولمخططها القديم الجديد " الشرق الأوسط الجديد ".
3- لأن واشنطن رفضت توسلات أردوغان بدعمه جوياً في معركة مدينة الباب ضد تنظيم داعش، الذي ألحق خسائر فادحة بالجيش التركي وقوات درع الفرات من الفصائل الإرهابية المؤتمرة بأمر أردوغان.
4- لأن تركيا – بعد أن فرضت عليها الوقائع السياسية التخلي عن داعش - أصبحت في مواجهة مفتوحة معه على كامل أراضيها ، خاصةً بعد أن نفذ هذا التنظيم سلسلة عمليات تفجيرية وانتحارية في أكثر من مدينة تركية.
وفي إطار هذه الاستدارة الانصياعية، يمكن رصد التنازلات التكتيكية التي أقدمت عليها حكومة أردوغان :
1- توقيع حكومة أردوغان على وثيقة مع موسكو – لم يجر نشرها، وذكر بنودها الدبلوماسي السوري السابق مهدي دخل الله ، في حلقة مع فضائية الميادين جمعته مع أحد رموز ما تسمى بالمعارضة السورية سمير نشار - وتتضمن عدة بنود من بينها : توقف تركيا عن تزويد الجماعات المسلحة في سورية بالأسلحة والذخائر ، وتسيير دوريات مشتركة روسية تركية لمراقبة الحدود السورية التركية ، ورقابة جوية روسية للحدود التركية السورية.
2- صدور تصريحات تركية تبدو وكأنها ذات طابع تنازلي ، أبرزها ما جاء على لسان المتحدث باسم رئاسة الوزراء التركية، نعمان قورطولموش، الذي قال لصحيفة "حرييت": "أنا أحد أولئك الذين يقرّون بخطأ سياستنا في سوريا... لن نصطفّ إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد، ولكنّنا يجب أن نصحح أخطاءنا". وأضاف بشأن (مصير الرئيس الأسد) "يجب أن يتخذه السوريون على طاولة الحوار، ونحن يمكننا أن نلعب دور الضامن لذلك القرار ولا يحق لنا فرضه".
3- وفي إطار الربط بين سورية والعراق في مواجهة الإرهاب والأطماع التركية في حلب والموصل، لفت انتباه المراقبين الزيارة المفاجئة لرئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم لبغداد، وتوقيعة على بيان مع رئيس الوزراء العراقي بشأن استعداد تركيا لسحب قواتها من بعشيقة.
لقد استثمرت حكومة أردوغان حاجة موسكو إليها في عقد مؤتمر الأستانة بدون مشاركة أميركية وسعودية وقطرية، وعبر شطب مقولة "أن مؤتمر الرياض وهدهده رياض حجاب هو الممثل الشرعي لما تسمى بالمعارضة السورية" وذلك في موازاة الاستثمار الذكي من قبل القيادة الروسية لأزمة أردوغان المركبة بعد هزيمة أدواته الماحقة في حلب وتخلي إدارة أوباما عنه.
فالقيادة الروسية تلعبها بذكاء، لجرجرة أردوغان إلى ساحتها ، فنراها " تمكيج" الدور التركي وتزوق هزيمته، عندما تشيد بدوره في إقناع أدواته للخروج من المربع الأخير في حلب ، وعندما تجعله الشريك الرئيسي في اتفاق موسكو – أنقرة وعندما توجهه لإرسال رسائل تصالحية مع بغداد، ولحس تصريحاته بأن الموصل تركية .. ألخ
في ضوء تحليلنا للاستدارة التركية المرحلية ، يجب الانتباه والتأكيد أن هذه الاستدارة الأردوغانية ، لا تعني بالمطلق تخلي أردوغان عن ثوابت موقفه التآمري وأطماعه في الشمال السوري ، ناهيك أنها تصب في خانة الضغط على الإدارة الأمريكية الجديدة، للتراجع عن مجمل مواقف إدارة أوباما ، حيث تستخدم أنقرة في هذا السياق وبشكل تكتيكي ورقة التحالف مع الروس، والتهديد بإغلاق قاعدة "انجر ليك ".
ولعل ما يؤكد تمسك أردوغان بثوابت موقفه التآمري وأطماعه في سورية ما يلي :
أولاً : أن أردوغان لم يتخل عن موقفه بشأن الرئيس بشار الأسد، ولم يتوافق مع موسكو في أن الشعب السوري وحده ، هو يقرر من يكون رئيسه في الانتخابات الرئاسية ، بل رهن مسألة الرئاسة للحوار السوري على طاولة المفاوضات ، لأنه بات متأكداً أنه في حال إجراء انتخابات رئاسية، فإن الرئيس السوري حتماً سيفوز بها .
ثانياً : أن أردوغان بإصراره على حسم معركة الباب وهزيمة داعش فيها عبر قواته وقوات درع الفرات العميلة التابعة له، يريد استثمار سيطرته على مدينة الباب ، لأنها تشكل خاصرة حلب الرخوة، وقد تهدد إنجاز حلب الإستراتيجي إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن أردوغان لم يتراجع عن أطماعه في حلب.
ثالثاً : أن أردوغان بات يستثمر حاجة موسكو له لإبعاده عن واشنطن ، وراح يتصرف سياسياً كأنه المنتصر ، خاصة عندما يطالب قوات المقاومة " حزب الله "والحلفاء الإيرانيين بالانسحاب من سورية ، متجاهلاً حقيقة أن وجود الحلفاء في سورية جاء بناءً على طلب الحكومة الشرعية في سورية.
رابعاً : أن أردوغان في السياق العملي، لم يلتزم بتفاهماته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن عدم دعم الجماعات المسلحة ، ولا يزال يراهن على احتلال مدينة حلب ، فقد أكدت تقارير إعلامية وعسكرية حصول اجتماعات متتالية خلال الأسبوع الماضي ، بين ضباط أتراك وممثّلين عن فصائل ما يسمى "بجيش الفتح" في منطقة دارة عزّة في ريف حلب، بهدف الإعداد لهجومين الأول على مجمع 1070 شقة وجمعية الزهراء، والأخر على طريق أثريا - خناصر لعزل مدينة حلب وقطع الطريق بينها وبين دمشق، وأن حكومة أردوغان قدمت تأكيدات للإرهابيين بأنها ستزودهم بأسلحة جديدة ونوعية.
خامساً : أن أسماء أعضاء الوفد الذين بعثت بهم أنقرة إلى موسكو كممثلين للفصائل الإرهابية المسلحة في مؤتمر الأستانة، ينتمون في غالبيتهم إلى جماعة الأخوان المسلمين، الذين يقودون العديد من الفصائل الإرهابية في سورية.
ما تقدم يدركه الروس جيداً ، ويوصلون رسائل بخصوصه لأردوغان بشكل غير معلن ، وصمت الروس على سلوك أردوغان في هذه المرحلة تمليه بشكل رئيسي متطلبات إنجاح مؤتمر الأستانة ، لكن قيادات محور المقاومة في دمشق وطهران وحزب الله تدرك جيداً النوايا والتحركات الأردوغانية ، ولن نفاجأ في حال أقدم الجيش العربي السوري وحلفاؤه عشية أو غداة الأستانة، على قطع الطريق بشكل حاسم على الخطط التركية في الباب وإدلب وغيرهما من المناطق .
انتهى



#عليان_عليان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتصار حلب الإستراتيجي محطة مركزية للاستثمار السياسي في مؤتم ...
- تحرير حلب حطم إلى غير رجعة المشروع التقسيمي المدعوم أميركياً ...
- فصائل الإرهاب في حلب أمام خيار الاستسلام أو الموت الزؤام
- تكتيكات موسكو ودمشق السياسية والعسكرية لتحرير القسم الشرقي م ...
- نحو مراجعة تاريخية لمحطات وعد بلفور واستخلاص الدروس في المرح ...
- المؤامرة السعودية على القضية الفلسطينية منذ مطلع القرن العشر ...
- الهدنة في سورية إلى أين.. بعد التدخل الأمريكي والإسرائيلي ال ...
- الاتفاق الروسي الأميركي بشأن حلب في الميزان
- هجمات فصائل الإرهاب تتكسر أمام أسوار حلب الشهباء
- زلزال استفتاء بريطانيا يهز العولمة النيوليبرالية ويهدد الاتح ...
- الجيش العربي السوري سيقبر أحلام الأمريكان وأدواتهم في الرقة
- في الذكرى أل 49 لحرب حزيران 1967 : عبد الناصر لم يسلم بنتائج ...
- جنيف -3- استثمار للوقت من قبل الأمريكان لتعديل الميزان لصالح ...
- النكبة الفلسطينية من النشوء إلى الرد بالثورة إلى الردة
- يوم الأسير الفلسطيني : محطة لاستنهاض المقاومة لدحر الاحتلال ...
- في زمن الخريف العربي: الانحراف عن النهج الوطني يتحول إلى أيد ...
- جنيف (3) إلى فشل جراء انقلاب معارضة الرياض على بيان فينا الس ...
- استهدافات آل سعود من إدراج حزب الله على قائمة الإرهاب
- موقع هيكل سيظل شاغراً لفترة طويلة على الصعيدين الصحفي والفكر ...
- في ذكرى الوحدة المصرية السورية : إنجازات كبيرة تحققت وثغرات ...


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عليان عليان - تنازلات أردوغان تكتيكية لم تغير مواقفه في دعم الإرهاب في سورية