أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - علي مسلم - من الخنادق الى الفنادق














المزيد.....

من الخنادق الى الفنادق


علي مسلم

الحوار المتمدن-العدد: 5403 - 2017 / 1 / 15 - 01:34
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


إذاً فقد نجح الروس اخيراً في فك طلاسم الازمة السورية كما يريدون وباتوا يسبحون ويمرحون في مياه المتوسط الدافئة ، واستطاعوا ان يقلبوا الموازين على كل الصعد وتخطوا معادلة الثوابت سورياً عبر استمالة الفصائل العسكرية المعارضة نحو طاولة الحوار والاقرار بما كان ممنوعاً إقراره على غيرهم حتى الامس القريب بالإبقاء على الاسد رئيساً ، واقليمياً عبر تحجيم دور الولي الفقيه ما أمكن ، واطلاق يد وريث السلطان العثماني هنا وهناك ، ودولياً عبر تحييد قارة أوربا بأكملها وكذلك امريكا بمالها واعمالها وسطوتها وقوتها التي لا تقهر .
وقد كان هذا النجاح مبنياً على المزج التام بين الدبلوماسية المنفلتة والاستخدام المفرط للقوة بدون الاكتراث الى تبعاتها وما رافق ذلك من قتل وتشريد وتدمير طال السوريين خصوصاً في حلب المدينة ومواقع عديدة أخرى فدائماً تؤخذ الامور بنتائجها .
أما الاطراف السورية صاحبة الشأن والعلاقة فمن الواضح أنه تم تثبيت معادلة لا غالب ولا مغلوب بينهما بالرغم من تبجح النظام بوهم الانتصار ونشر الميليشيات العابرة للحدود في المواقع التي تم طرد المعارضة السورية المسلحة منها فهي من جهة فقدت السيادة على ما تبقى من سوريا بما في ذلك العاصمة دمشق ومجمل الساحل السوري لصالح روسيا وايران وبعض الميليشيات الاخرى ومن جهة أخرى فقد النظام عمقه العربي والاقليمي وبات ابعد ما يكون الى اعادة الامور الى ما كانت عليه قبل الولوج الروسي في الشأن السوري أما المعارضة بقطبيها السياسي والعسكري فقد باتوا ينظرون نحو القادم بعيون لا ترى أي جميل فقد تنازلوا تباعاً عن المحددات الاساسية للثورة التي خرج من أجلها السوريون وقدموا على مذبحها مئات الالاف من الشهداء فلم يسقط النظام ولم تخرج ايران من سوريا وفوق كل ذلك تحولت مناطقهم الى ركام وأطلال تفوح منها رائحة الدم والاشلاء .
بيد أن نجاح الروس تجسد في ابهى معانيها في قدرتها الفائقة " أولاً "على استبعاد المعارضة السياسية المتمثلة بالائتلاف والهيئة العليا للمفاوضات من المفاوضات الدرامية التي جرت في العاصمة التركية انقرة وكذلك التمثيل المرتقب في العاصمة الكازخية هذا الامر الذي يمهد ربما للبحث عن جسم آخر جديد يمثل المعارضة سياسياً بدل الاجسام السابقة الموجودة والتي فشلت في إدارة الازمة من طرفها حسب كل الباحثين والمهتمين في الشأن السوري بحيث يمتثل هذا الجسم الجديد الى المزيد من المتغيرات التي طرأت على تفاصيل المشهد السياسي في سوريا بعد سقوط حلب وتكون موالية لروسيا تماماً ، و" ثانياً " المقدرة الفائقة في فك الارتباط بين جبهة فتح الشام ( النصرة سابقاً ) وباقي الفصائل الاسلامية وهذا ربما يمهد ايضاً لانهيار ما تبقى من المعارضة المسلحة سيما وانهم تخلوا عن خنادقهم وباتوا نزلاء في فنادق انقرة الفخمة ينتظرون ما سيقدم لهم على مائدة الحوار في استانة .
تركيا بدورها استطاعت ان تحقق بعض النجاحات وربما كان جزء من هذه النجاحات على حساب الطرف الايراني والتي وجدت نفسها فجأة في مواجهة مباشرة مع الروس حيث تسعى روسيا نشر قواتها البرية بدل الميليشيات الموالية لإيران في كافة المناطق التي تمت السيطرة عليها في حلب وريف حلب بما في ذلك تلك المواقع التي سوف تكون بتماس مباشر مع حدود المنطقة الامنة التي ستحظى بها تركيا في المحيط الجنوبي لمنطقة الباب (شرق حلب ) بدل الميليشيات الشيعية كثمن لإسقاط حلب واجبار المعارضة المسلحة للذهاب الى الاستانة بدون شروط .



#علي_مسلم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجيل الثالث من الارهابيين – تحول في قلب المتحول
- فيينا 3 – هل ستكون محطة النهاية
- عفواً تركيا – الروس قادمون
- بين مرج دابق ومرج داعش – هل يعيد التاريخ نفسه
- وجهة نظر حول المبادرة التي طرحها الاستاذ القدير صلاح بدر الد ...
- الاتفاق الامريكي التركي وانعكاساته على مسار الازمة في سوريا
- الطريق بين القاهرة ودمشق سالك - قراءة في ميثاق القاهرة
- بقعة ضوء على ميدان جهنم – بدلاً من رثاء شهداء المذبحة في كوب ...
- مشروع الحزام العربي جزء من حزام تركي عثماني بدأ من شمال حلب
- اردوغان العثماني وديمرتاش التركي - من سينتصر
- منتدى موسكو التشاوري والبحث عن الديك السوري
- رسالة من فوق الركام – في تداعيات رسالة اوجلان الأخيرة
- التقارب السعودي – التركي هل سيعيد صياغة خارطة التوازنات الإق ...
- حروب في الظلام
- غياب تمثيل اقليم كردستان العراق عن اجتماع لندن – هل بدأ لعبة ...
- المرجعية الكردية واعادة تأهيل الفشل
- كل الدروب تؤدي إلى طواحين دمشق
- في حيثيات المنطقة الآمنة (العازلة )
- تصارع الإمبراطوريات في سوريا
- روبرت فورد الحاضر رغم الغياب


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - علي مسلم - من الخنادق الى الفنادق