|
ديوان من ارتجاجات صمتها
عبدالعاطي جميل
الحوار المتمدن-العدد: 5403 - 2017 / 1 / 15 - 00:29
المحور:
الادب والفن
... قالت : اكتبها شرقية اكتبها غربية أنى شئت على جسدي أيها الحبر المخضب بالذكريات .. قلت : أنا قارورة عطر فارغة لا مغامرة فيها كيف ترجين زجاج البوح فيها ؟؟ لا حياة تخلو من قصص العشق قالت : أرضي خيال فازرع مجازك في لحظة انخطافك صوبي . سأنتظر موسم القطف أقرأ تاريخك المدمى على رصيف العصف أيها الحبر الخجول المعطر بالعناد ... .................... يناير 2017 .................... ..... قالت : هل تهوى ؟؟ من تهوى ؟؟ كيف تهوى ؟؟ أراك تصب الماء على الماء في زي ربان .. قلت : كيف لا أهوى وأنا أحيا من مهوى إلى مهوى .. .......... أنا دلو أتدلى عطشا إلى قعر أتحسس خريره في مفترق اليم أمد يدي أصابعي تنتشي حين تلمس جسد الماء تتآخى يفرح بنصر يرقص خنصر وسطى تتمطى ماذا أقول لسبابة تحتفي بالنصر ؟؟ .. ............. حذاء سفري أخضر لا أنزعه كي لا تعطش العصافير الحشرات الأشياء وأنا معلق بين سقوط وهبوط بين ذهاب وإياب بين إحجام وإقدام و أنا متسلق أتلو آيات تجيء من تحت الأرض نبوءة أرتل تقاسيم قطرات تهمس لي توحي لي بارتواء .. .................... • أهواها شجرا • أهواها قمرا • أهواها حجرا • أهواها مطرا • لكل الفصول • على سريرها أخون صمتها على ورقي يصول .. أتودد ود الورد لعلها تذكر عطر إبطي أدمنته وأنا أحمله إليها أتعبد أطوف أسعى بين حبر بحر و خبل نخيل أهذي أتمرغ في مستنقع ذكريات لا تتجدد تأسن في عين الماء .. ................ أنا دلو هي تعرف ذلك هي تعرف مالك قلبي وتسأل مالك الحزين الذي كنت في سفري إليها .. .............. كيف لا أدير أساطير القرى على شفاه الورى والحاكم الظالم في زي إله يتلهى على أجساد البسطاء ؟؟ ... ...................... يناير 2017 ……………… لماذا هذا البحر يتراجع كبهلوان على جسده كل الألوان ؟؟
لماذا هذا النهر ينهار كلما تأخر عنه المطر ؟؟
لماذا هذا الحبر يتخذ شكل الدواة مصر على السهر على ورق خارج حدود الكلمات ؟؟
لماذا هذا اسم إشارة يبلغ عن أسرار عبارة أضاعت عنوانها على سرير الوقت ؟؟ لماذا ؟؟ ... ................... يناير 2017 .................. في جيوب الخيبة تتسلل أسطر من حلم قديم ورثه أبي عن جده الهارب من أفاعي الصحراء .. إلى مدينة حمراء كان يهرب جسد أخته الصغرى كي لا يراها الحاكم القائم بأمر السلطان يشتهيها قربانا للغواية ... ... كان علي أن أصون تاريخي المخضب بالنعناع أن أصون عنعنة خطتها أبجدية في صدر أمي قالت مرة من مرارة الصبار : هم الحكام هموم يتشابهون في الهتك يرون الأرض بما رحبت غنيمة في غزوات النساء ... ..................... كان على جدي أن يرسم حلمه على كثبان الرمل كي لا يقتفي أثره موكب السلطان .. من جنون الجنوب عن صهوة الصمت نزلت أيها المرابطي ، كيف كتبت آخر انتظار على ورق يخضر حيث الحكاية تبدأ من نهايتها العائمة من سراق المشرق إلى غربان المغرب تنتهي من بدايتها الغائمة ... .................. يناير 2017 ................. كتب لها عنها له عنه لكنه لكنها ... توقفت بأمر من صمتها . صمتها يقرأ يفتي صمتها يتعقب مخارج الحروف يستلذ خرسه المشتهى . صمتها يجيد لعبة الخفاء لكنه يتجلى في العراء مخضبا في بياضه كريش النعام . صوتها لم يقل نعم لخريفه الأخضر يسبق خطاه إليها .. هي لم تقل لا قد نامت طويلا على جسد النهار على جسد الليل لكنها ... فاضت كأس صمتها عليه يتمرغ في أبجديتها يغرق في حطبها لا جرس في صدره يدق بعد صمتها لا صلاة تحلو في غير معبدها الآذان يعكر صفو صمتها يمضي غجريا في عروق الكلام .. يحرض حروفه على الوقوف في وجه الانتظار اللعين في فمه تتشظى عبارت تجيء وتمحي يتفتق عطرها وهو عنها يكني فتضيع ملامحها في طوافه حولها المقدس كأنه يرسمها على الماء على الرمل لا على الورق المدنس .. تعب من صمتها أذاقه وجع البجع نوى النورس . كيف يبيت الليل كله كالزورق يبحث له عن أفق أزرق وفي سماها يرسو نجم الأرق ؟؟... صمتها يكفي هذا ...... ................ يتلصص رؤيتها هي تعلم به لكنها ترجو كل ليلة أن يزورها و لو خلسة كأنها تراه ناسكا تفتح مزاراتها له ... ................ ماض في القرية يتسكع خفافا بين الأشجار تراقبه الطيور ترافقه النسور تعرف أنه لا يحمل مقلاعا لا يحمل بندقية مذ جاء .. تراه على دراجة عادية يتأبط محفظة ثقيلة دفاتر أقلاما مجلات ولا جرائد وثنية يضعها على طاولة في مقهى القرية ولا حجارة في جيوبه المثقوبة بلا رجاء .. تعرفه فراشات الظل تحوم حول الماء من قبعته السوداء من جلسته المستديمة يقرأ رواية مديح ديوان هجاء .. يكتب مسودات جديدة عن حلم قديم يتعثر يتحجر في حلق فصول هوجاء .. كان طيفا ضيفا درويشا تهواه الطيور الغجرية والفراشات الوردية تسعى إليه وهو يعشق امرأة قديمة هاجرته في سنة جديدة كحلمه دوما في انتظار . لم يكن حاكما يسمي السماء باسمه ينسب الأرض بما فيها إليه . كان حلمه كل رجائه في عودته إرجاء ... ................ يناير 2017 .............. كوكبان يحلمان اتحدا ذات غيب في السماء .. جسدان روحان في طريق رفيق اختصما . يلتقيان في موعد فراق تجمعهما نجوى على شط الغروب .. صباحها مساؤه مساؤه صباحها يراسلان ظلهما الطروب عبر الأثير كأنما هما : شمس الليل قمر النهار يرقبان الفجر الشحوب .. قصة هوى هوت كما الرعود في بحر التآويل والهذيان : هل يغادر قمر نهاره غير المنتظر ؟ هل تغادر شمس ليلها تصحو صحو السحر ؟ ربما استفاقا من خدر فكلاهما ضحية تلوم الضحية والوقت ماض بلا تقية .. الوقت ماض والربيع زائل وهذا الخريف الهائل يسقط أوراق الخصام المهول أيتها الريح كوني بردا وسلاما عليهما تجمعهما يد الغد . فالوقت ماض ألف تحية لقلبين نفضا غبار الليل والنهار ناما على سرير واحد مرصع باللقاء . فالوقت ماض أيها العشاق فلا تبرحوا مذاق العناق طريق الشقاق مر كما الحنظل ، طويل طويل فسيروا في طريق الأمل .. .................. يناير 2017 .................. كأن جسدها بستان للكناية من كل موضع يقطف قبلة يروي بها عطش زهره الأنقى .. روحها فاكهة تسري فيه أو خمر ، يوقظ الشوق فيه أو جمرة توقد العطش فيه من جديد في وجده أبقى ... ................. دجنبر 2016 ................. هذا حلم لي أخفيه ولو كان بحجم وطن . ذاكرتي مثقوبة يتسرب يتسلل من شقوق غضب زلالا يطارده العفن . أتغابى كي أحيا يرافقني الحلم لكن أفق انتظاري يكسره الشجن .. أتسلى أكتبني صورا ألونها بالحزن .. في خندق سلمان أردد : " ما سكت عنه فهو عفو لكم " أتسرب سرب يمام أتقوس قوس قزح أسدد حلمي صوب الطغاة قاب قوسين أو أقصى قليلا . كل مساء مستاء أعود إلي : كوخ صغير خيمة انتظار سرب نمل أزيز نحل مفردات ترعد على ضفاف سحب ترتق بياض الزمن . غيث سيجيء طاغية سيرحل شارع سيغني أغاني إمام حلمي إلي سيعود هدية ولو كان في كفن ... ................... يناير 2017 ................. .... بين رغبة فيها ورغبة عنها أنازل مقامات الشهوة أعاندني أطوف حولي أراني على حافة الوصول إليها لكني أعيد الطواف بي أتسلل مني أتبرأ مني وأدخل في .. أفتحني على احتمالات أتوحد بي أتوزع أشعة تنيرني بي .. أتمرغ في رغبة أتوغل في رهبة مني أستعين بي علي كي أستعيدني مني .. أتواطأ معي ضدي أشرب معي بعيدا عني كي لا أراني أستعطفها علي أتسلقني إلى مهوى الذكريات .. أتقلب في أقلب عني أحدس أن جسدي يخاصمني عليها أشده إلي .......... ................ يباغتني المساء عنها يسألني المداد مني يستاء .. كيف عليه أرد ، والدمع على الورق يسمع عثرات اللسان تدمي جسد المعاني ؟؟ .. عن فرحة الصبايا في عينيها المخبوءة يحرجني المساء يجرحني الجواب .. رسائل أمس كتبناها معا بالهمس ، باللمس ، قرأنا شهوتها معا في حضن الغروب والبحر موجاته تتحسر علي تذكر ألق يدي تهتف بالعناق بانتظار المساء ... ................ يناير 2017 .................
.............. في عز الوجد آيار يفتح صدره للثلوج خرجنا نشم بعض البياض يتسكع في قريتنا الحزينة رأينا الشجر مطرزا بالرايات حمرا قد روينا وانتبهنا رجال ببدلات رمادية تحاكي وجه السماء نحن أطفال تساءلنا في غفلة الأنبياء : كيف توقف الوقت على ساق واحدة والسواقي ما توقفت أمس في قريتنا البعيدة ؟؟ .. قيل لنا : موكب السلطان يتسلطن في كل اتجاه يسمي ضحكاتنا باسمه يسمي حزننا القديم باسمه يسمي الشوارع القديمة باسمه لا اسم يعلو على جبين الأرض . انقطعت أنفاس الطرقات تلاميذ المدارس كقطعان الماشية يحملون إلى عين المكان يؤثثون شوارع الموكب نسينا طقوس الفرح كأن الطيور على أشكالها تحتج الأشجار في عز الصحو ترتعد قبل الغروب قليلا حملنا زادنا : خبز زيتون و شاي معطر بالأعشاب قالت الطفلة فينا : انتهت النزهة .. كما العصافير عدنا راجلين رحلوا الحافلتين إلى مكان الموكب بقي سكان القرية واقفين في محطة الحافلتين كاليتامى حزانى بدأ الليل يعزف برده يرسم بالسواد أفق الانتظار .. وصلنا أعمدة النور واقفة نراها لكن الضوء كسول كعادته يتأخر عن تقبيل الطرق غير المعبدة الدراجات النارية الدراجات العادية تسب حظها المتعثر .. وقفنا قرب نافورة نشرب قيل : الماء توقف السواقي أجلت زيارتها كالمعتاد حتى تشبع بساتين السلطان حتى ترتوي .. جلسنا على الرصيف الأيسر نقطف النظرات الحزينة نجدد موعد نزهة أخرى ربما يسعفنا وقت آخر غير مخنوق .. عدونا في حلكة الصمت صوب ديارنا المتعبة و اتفقنا على أن نجدد اللقاء ... ......................... يناير 2017
لماذا تخونني مع أعز الأصدقاء تختلي بهم في نهم واحدا واحدا تستفرد بخمر الروح ؟؟ . لماذا تؤجل اندفاعي كله نحو النهار الذي أخفى شمسه عني وعن الرفاق ؟؟ .. ليس بوسعي أن أستجدي طلتها أعرف أن : الكرسي الذي يتمدد في الحديقة وحيدا هو من تلك الشجرة ترمم أغصانها من جديد لا تستجدي الغيث . ربما هذي الشجرة تشبهني : تبيت في عراء دفء تسخر أوراقها للاجئين إليها بعد الغروب ، الهاربين إليها في نصاصات الليل . وأغصانها للعرسان ينبون الأعشاش على جسدها ينجبون الصغار فهل يدري ذلك الكبار ؟؟؟ .......................... لماذا تخونني ؟؟ تسرق رفاقي بلا حساب حبيباتي إلى ما لا أعرف .. شواهد القبور لا تكفي صور الذكريات الرسائل القديمة ....... لماذا تخونني ، و تسخر مني أيها الموت ؟؟؟ ... ................. يناير 2017 .................
عن آخرها محبرتي امتلأت اهتز سرير ضحكتها فاض حبورها على أرق ورقي .. لم أبح لها باسمي باسمة القلب الحرون لكنها ، تصيدت نبضات ترددي سمعت ما أملاه عليها تكتم الألم في لغوي والحزن قرة عيني .. قاست درجات الحنين على شفتي لم أنبس بكنيتها لها لكنها ، أدركت بصمات عطرها كفراش يحوم في غرفتي حول كأس نبيذ نسيه على حافة السرير جاري كان هنا قبل قليل يسأل هزالي .. لم أبح له باسمها كانت قبله هناك في الغرفة ذاتها لم يرمق هديتها على حافة السرير لأنه لا يقرأ شعرا لكنه يسمع الأغنيات حين تحتويه عسلا على لسان فيروز على لسان ناظم الغزالي .. تستهويه العراق يبكيه شط بين دجلة والفرات يجري .. كلما تذكر دماء الشام في الشوارع عربد غضب على شفتيه مطرزا بالشتائم ... ...................... 30 دجنبر 2016 .................. ... أنا الغبار أغار من قوافل نمل تتجمهر في الغار تختفي تحتفي بعيد النبيذ . أصاحبي النهار كله لكن الليل يتبرأ مني أ لأنه يهاب غموضي أم علي يخاف من قطاع الطرق يتسكعون على أوراقي يفتشون دروب المجاز بيتا بيتا وأنا على الرصيف الأخضر الأيسر أعربد بوجهي العاري ؟؟ .. ... أنا الغبار أنهار كمعبد قديم مستاء من ترك الصلاة من ترك الحبيبة تكنس غرفتها تغزل كلامها المباح تعد جسدها لوليمة صمت تواسي غربتها باسم الراح ترقب الراحلة عليها تجيء إلي ترمم شفتي ربما استقام لساني في حضرتها على إيقاع المجاز ... ....................... يناير 2017 .....................
#عبدالعاطي_جميل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سنة أخرى ، أخرى
-
شمس تحترق
-
كأنها تخونه ...
-
سوريا حميا الروح
-
إقامة في احتمال
-
من حماقة البهاء
-
معطف أسود
-
عتمة المعنى
-
لكنها مضت
-
كلام يبلغ عن نفسه
-
ديوان إشراقات على جسد
-
بلد آخر
-
مسد الخبر
-
واختبأت في الصمت
-
أظافر .. وجه سادس
-
من رتق الفصول
-
تحت راية الانتصاب
-
من سفر العتاب
-
محمد عفيفي مطر
-
مسودة شهوة حمقاء
المزيد.....
-
“بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا
...
-
المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
-
رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل
...
-
-هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ
...
-
-جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
-
-هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
-
عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا
...
-
-أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب
...
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|