أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - زهير الخويلدي - الوعود الثورية للحدث الشعبي 14 جانفي














المزيد.....

الوعود الثورية للحدث الشعبي 14 جانفي


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 5402 - 2017 / 1 / 14 - 11:35
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


" إن المهمة الكبرى التي تقع على عاتقنا هي... أن ننمي عقل الشعب، أن نملأه ، أن ننوعه، أن نجعله إنسانيا"1

منذ ستة سنوات ولدت تونس جديدة من رحم الاستبداد وقال الشعب كلمته الحقيقية في النظام السياسي الفاسد وكنس بلا رجعة للرموز الشمولية التي رزح تحتها لعقود طويلة وهبت بقوة رياح الانعتاق والتمرد.
لقد حملت الثورة العربية في تونس جملة من الوعود التأسيسية التي أشعت على المنطقة وألهمت الحراك الاحتجاجي المدني وبالطرق السلمية في الفضاء العام العربي وتتمثل في ضرورة امتلاك المقدرات الذاتية بصورة سيادية ضمن الخصوصية الحضارية التابعة لها:
- الحرية liberté : لقد طلب الشخص المناضل في تونس بأن يكون الشعب بأسره غير خاضع بصورة كلية لأي سلطة خارجية ولأي ضغط غير إرادته العامة ويتمتع بصور كاملة على القدرة على الفعل والمبادرة ونحت مصيره بنفسه.
- الكرامة dignité : لقد رفض عامة الناس أن تتمتع معاملتهم كأدوات لتحقيق أغراض معادية لإنسانيتهم وطالبوا بأن يتم احترامهم من حيث هم غاية في حد ذاتهم واعتبار شخصيتهم المعنوية وتقدير هويتهم الرمزية ومعاملتهم بصورة حضارية واستحقاقهم للمكانة المرموقة التي تليق بهم كبشر.
- الاعتراف reconnaissance : لقد هب الشعب بصورة جماعية في المناطق الشعبية المهمشة والمحرومة ضد السلطة المركزية وممارسات الازدراء والإقصاء والتبخيس تائقا إلى الاعتراف الاجتماعي وباحثا عن شرعية الانتماء منتزعا المواطنة الكاملة والتقدير التام وطامحا إلى الدمج.
- العدالة justice : لقد ثار الشباب والنساء والعاطلين من أجل استعادة الحقوق المادية الضائعة وطالبوا تطبيق مبدأ أخلاقي عادل بصورة متوازنة وإنصاف المظلومين ورفع الضيم المضطهدين وجعلوا من العدالة القيمة السياسية التي تخرج المجتمع من الحاجة والعوز إلى توزيع الثروة وتفتيت السلطة وتقاسم المعرفة والعلم بشكل جمهوري.
- المساواة égalité : لقد تفطن الشعب من خلال ضمائره الصادقة وعقوله النيرة إلى الخلل في العلاقات ودافعوا على خيار المساواة للقضاء على التفاوت ومعالجة التعسف وخلع التمركز.
- السيادة souveraineté : لقد حرص الثوار على افتكاك الحكم من دوائره الضيقة في القصور ومنح سلطة القرار وتقرير مصيره إلى الشارع والفضاء العمومي ومنحوا الشعب القدرة المطلقة والمستمرة من أجل ممارسة السلطة وامتلاك النفوذ السياسي من أجل الارتقاء بنفسه وبأمته نحو السؤدد والتوحد ضمن الاطار العربي والاسلامي والانسانية التقدمية ضد الرجعية والامبريالية.

بهذا المعنى حدد الحراك الاحتجاجي جملة القيم الطلقة والمبادئ التوجيهية التي يمكن السير في اتجاه تحقيقها وعَوَّل على الحرية في مختلف تجلياتها وعلى الكرامة الوطنية والعدالة الاجتماعية والسيادة الوطنية والمساواة السياسية والاعتراف المتبادل بين المركز والجهات من حيث هي وعود ثورية للحدث الجلل الذي نحته في التاريخ السردي للذاكرة الجماعية للشعب التونسي.
هكذا تظل ثورة 14 جاتنفي 2011 حدثا استثنائيا وحقيقة ناصغة وقيمة مضافة ويستمر الشعب في كل الجهات العميقة والمناطق الداخلية والمدن الحضرية وأحيائها الشعبية في الدفاع على مشروعها الحضاري والاستماتة في تحقيق وعودها واستكمال مسارها وفك الارتباط مع العالم القديم واستقبال العالم الجديد في مجتمع خال من الشمولية ونظام سياسي تعددي وديمقراطي.
والحق أن الاستثناء التونسي يشق طريقه بثبات نحو المدنية وأنه بصدد توديع القرون الوسطى الضلامية بخطى واثقة وحثيثة وأن غد مشرق ينتظر المتفائلين والمصممين على الاستكمال. فمتى يعلم الملتفين على المسار المنير أن للثورة شعب يحميها وأنه قادر على تجسيم وعودها التأسيسية؟
المرجع:
1- فانون (فرانس)، معذبو الأرض، ترجمة سامي الدروبي- جمال الأتاسي، دار الفارابي، بيروت، طبعة أولى، 2004، ص212.

كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب المصلحة من التفاوت وضرورة الدفاع عن المساواة
- إعادة تشكيل الفضاء الفلسفي السياسي
- تاريخية تفوق الغرب وراهنية الاستئناف
- النظر الداخلي إلى الذات بين لوك وريكور
- فن الإصغاء إلى الذات وتنمية الاهتمام بالعالم
- النزعة اللاّمادية ونقد الأفكار المجردة عند جورج بركلي
- حال الحرية في اليوم العالمي لحقوق الإنسان
- حضور الفلسفة في الزمن التاريخي
- العالم يودع أمميته برحيل كاسترو المضاد لعولمته
- تحيين المشروع الفلسفي عند طيب تيزيني وسط عنف التحولات المجتم ...
- التزام الفلسفة في عيدها العالمي
- صنعة السياسي في سياق غير مُعرّف
- التباسات فلسفة الطبيعة
- جائزة نوبل للمؤلف الموسيقي بوب ديلان:هل هي نهاية الأديب أم ت ...
- ركائز المشروع الفلسفي
- تصفية حتر محاولة لإسكات صوت مناهض
- زهير الخويلدي - كاتب فلسفي - في حوار مفتوح مع القارئات والقر ...
- طيبولوجيا الأخطاء السياسية
- علاقة الإدراك الحسي بحركة الأجسام عند توماس هوبز
- عناصر الذهن البشري عند جون لوك


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - زهير الخويلدي - الوعود الثورية للحدث الشعبي 14 جانفي