-سيرتا -عاصمة النومديين تحيي عرسها الأمازيغي في افتتاح السنة الأمازيغية 2967

علجية عيش
(aldjia aiche)

الحوار المتمدن-العدد: 5402 - 2017 / 1 / 14 - 07:15
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

عروض فنيّة و أغاني "قبائليّة" تصنع الحدث الثقافي و المْلاَيَة حاضرة في كل المناسبات
------------------------------------------------------------------------------------
لاقت التظاهرة الثقافية الخاصة بالاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة - 2969 - التي أقيمت بمدينة قسنطينة على مدار ثلاثة أيام والتي اختتمت أول أمس الخميس تجاوبا كبيرا مع الجمهور القسنطيني الذي شكل نسيجا أمازيغيا يرسم لآفاق مستقبلية ثقافية تندرج في هذا الإطار طالما سيرتا النوميدية برهنت على أنها نموذج لمجتمع متصالح مع نفسه ومتسامح مع الآخر، و قد تميزت هذه الإحتفلات بعرض أغاني قبائلية ، تفاعل معها الجميع ، رغم أن البعض لم يكن يفهم ما يسمع، و لكن الطبوع حركت أجسادهم فرقصوا جميعا، و يعتبر يناير (كانون الثاني) من كل عام، الشهر الأول من السنة الأمازيغية، و هو مناسبة لإحياء التراث الثقافي الأمازيغي، و كما عاشت كل ولايات الجزائر العرس الأمازيغي ، فقد شهدت دار الثقافة محمد العيد آل خليفة بولاية قسنطينة أول أمس بهذه المناسبة إقبالا كبيرا للزوار من مختلف الأعمار و المستويات، وقفوا على عادات المدينة و تقاليدها، و ما تزخر به من صناعات تقليدية ( نحاس ، ألبسة و مأكولات تقليدية، حلي و مجوهرات فضية، و أواني فخارية، بالإضافة الى لوحات فنية رسمت بأنامل جزائرية)، حيث حظيت هذه الاحتفالات بزيارة المسؤول التنفيذي الأول على الولاية كمال عباس، الذي أشرف بنفسه على تدشين التظاهرة ، التي أخذت طابعا وطنيا عرفت مشاركات عديدة لجمعيات ثقافية قدمت من مختلف ولايات الوطن ، تفقد فيها المعرض الذي أقيم بهذه المناسبة، و هذا يدل على اهتمام السلطات العليا و على رأسها رئيس الجمهورية مدى تعهد الدولة بتثمين علاقات الهوية و الثقافة الأمازيغية، و تكريسها لدى الشباب، و موروثه الحضاري الضارب في أعماق التاريخ.
ولا يختلف اثنان أن " سيرتا" عاصمة النوميديين أمازيغية الأصل ، و هي تعيش هذا الحدث الثقافي و الحضاري تؤكد أن جذورها متأصلة عبر التاريخ، فجميع من شاركوا في هذه التظاهرة أكدوا أن مدينة "ماسينيسا" ومدينة "تيديس" الأثرية ويوليوس أركابوس وحتى مدينة ابن باديس الصنهاجي ذات أصول أمازيغية، من خلال آثارها ومواقعها الأثرية الموجودة إلى اليوم والتي تشهد على تعاقب الحضارات عليها، خاصة و أن احتفال هذه السنة جاء بنكهة خاصة ، تزين فيه العارضون و العارضات بفساتين و قمصان مزركشة، ترجموا فيه الذوق الأمازيغي، و هذا إن دل على شيئ فإنما يدل على الامتداد الحضاري للشعب الجزائري ، و الحقيقة لم تكن الأعمال المعروضة من ألبسة و نحاس موضع اهتمام الزوار ، مثلما لاقته الأكلات الشعبية ( التقليدية) ،من إقبال، خاصة الشباب منهم، لأن المسألة كما عبر البعض هي مسألة أذواق، فيما لقيت أعمال أحد المبدعين تمثلت في عرض شموع إعجاب الزوار، و قد تفنن هذا الأخير في تنويعها و تزيينها، فتيان و فتيات أبوا إلا أن يحتفلوا بالمناسبة و هم في الزيّ التقليدي، ما لفت انتباه الزوار هو حضور "الملاية" اللباس التقليدي ( الحجاب) للمرأة القسنطينية، و الملاية لها قصة طويلة ، حيث تعود إلى حزن المرأة القسنطينية على وفاة صالح باي، و الملاية ترتديها المرأة السطايفية و نساء ولاية ميلة، غير أنه مع مرور الوقت بدأ هذا النوع من الحجاب يتراجع بعد طهور حركة الصحوة الإسلامية بداية من منتصف الثمانينات.
للتذكر فإن التاريخ الأمازيغي حسب المؤرخين يبدأ من سنة 950 عندما احتل الأمازيغ مصر وكانت أول مملكة أسسها الأمازيغ حسب المؤرخين بمصر وكانت عاصمتها بوبسطيس بالدلتا وهي الزقازيق حاليا، ثم المملكة النبطية وعاصمتها مدينة سايس، وكان أول مؤرخ من ذكر الأمازيغ في كتبه هو المؤرخ اليوناني هيرودوت والذي يؤكد على نزوح الأمازيغ إلى شمال إفريقيا من الجزر الموجودة ببحر إيجة جنوب اليونان، وينسب معظم المؤرخين أصل الأمازيغ إلى السلالة الحامية ، نسبة إلى حام بن نوح عليهم السلام، وأكد ذكا كل من الجرجاني، الطبري، القرطبي، المسعودي وغيرهم عكس ما جاء به ابن خلدون الذي أشار إلى أن أصل الأمازيغ ينحدر من القبائل اليمنية..، و كلمة أمازيغ تنقسم إلى مقطعين هما: ماس MAS وتعني السيّد، وزيري ZIRI ومعناها النبيل، وبالتالي فكلمة أمازيغي تعني السيد النبيل، وتؤكد الدراسات التاريخية أن تاريخ الإنسان الأمازيغي يتجاوز 700 ألف سنة بشمال أفريقيا وحروف التيفناغ تشهد على ميلاد هذه الحضارة وتشهد كذلك على أن هذه الحضارة ليست تيارا منحصرا ومنغلقا على نفسه، بل نموذجا لمجتمع متطور ، متصالح مع نفسه ومتسامح مع الآخر، لا مكان للإقصاء والنفي، مجتمع تسود فيه الحرية الثقافية وهو تراث ثقافي يُعدُّ مكسبا يزخر به الشعب الجزائري وكذا شعوب شمال إفريقيا التي حققت نضجها في إطار الحضارة العربية الإسلامية مهما اختلفت مناطقها الجغرافية.
علجية عيش

#علجية_عيش (هاشتاغ)       aldjia_aiche#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات