بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 5401 - 2017 / 1 / 13 - 00:15
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
بير رستم (أحمد مصطفى)
درجت العادة في بداية الأزمة السورية، أن كان يخرج علينا شخصية ما خدمت النظام السوري لعقود من الزمن وداخل مؤسساتها الفاسدة والقمعية، ليعلن "انشقاقه" عن النظام، طبعاً إننا نتفهم وضع أولئك الإخوة الذين خدموا في المؤسسات المدنية وخاصةً الموظفين الصغار منهم، لكن ما لا يمكن فهمه _أو بالأحرى هضمه_ هو أن يخرج أحد أساطين النظام؛ كرئيس الحكومة أو أحد ضباط الاستخبارات للنظام .. الخ ليعلن انشقاقه وهو الذي يحمل في رقبته ورقبة أمثاله، عشرات الجرائم الأخلاقية والإنسانية بحق السوريين.
بل وصل الأمر بهؤلاء "المنشقين" _أو المشقوقين بتعبير أدق_ أن باتوا يزايدون على من كان يعارض النظام، عندما كان هو يرتزق على حساب النظام، بل ومثلما يقول المثل؛ "كان لحم أكتافهم من خيرات النظام"، ورغم ذلك بات يُنفش ريشه على حساب الآخرين الذين قضوا سنوات في السجون، مع العلم بأننا نعلم جميعاً؛ بأن هؤلاء انشقوا عن النظام لأحد السببين: إما ركوباً للموجة "الثورية الجديدة" وكانوا على قناعة بأن الثورة ستنجح خلال ستة أشهر، كما كانت تروج لها تركيا وعدد من الدول العربية وأتباعهم، وبالتالي سيعودون لمواقعهم القيادية الارتزاقية أو أن انشقاقهم جاء نتيجةً للصراع الطائفي المذهبي وعلى الأخص بالنسبة للمتأخرين.
وبالتالي وفي الحالتين؛ إن كان بسبب الارتزاق أو الطائفية، فإن إعلان الانشقاق عن النظام لن يكون تعميداً لهم لكي يخرجوا علينا على إنهم؛ "آباء وعمداء" الثورة السورية، لكن أن يأتوا ليحتلون المراكز القيادية في المعارضة السورية وذلك على الرغم من كل تاريخهم الإجرامي فتلك إحدى تراجيديات الأزمة السورية وبذلك فقد اثبتوا على الأقل؛ بأنهم حقيقةً "يعرفون من أين يؤكل الكتف" .. وأما قضية الوطنية فهي ممكن أن تشترى بما تملك من سحت المال السياسي وذلك في وطن كل شيء ممكن أن يباع ويُشترى فيه وللأسف!!
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟