فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5400 - 2017 / 1 / 12 - 17:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
متابعة المواجهات الجارية ضد تنظيم داعش الارهابي في العراق و في سوريا و مايتداعى عنها من خلط للأوراق و إعادة ترتيب للمعادلات، يٶکد و لأکثر من سبب و هدف و دور نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المشبوه مما جرى و يجري، ولعل الوصف الذي قدمته السيدة مريم رجوي رئيس الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية في إحدى مقابلاتها الصحفية من إن(طهران هي القلب النابض للتطرف الديني الشيعي و السني)، ولئن أکدت العديد من التقارير الخبرية و الاستخبارية بالعلاقات الوثيقة التي ربطت و تربط بين النظام الايراني و مختلف التنظيمات المتطرفة و الارهابية في المنطقة، فإن ماقد جرى في سوريا و مايجري في العراق، يؤکد بأن تنظيم داعش ومع کل الذي يدعيه و يزعمه من أفکار معادية في الظاهر للنظام الايراني لکنه و في الخط العام سار و يسير في طريق يصب في مصلحة النظام الايراني من حيث تحقيقه للعديد من الاهداف و الغايات.
تسييس الدين و جعله وسيلة لتحقيق الغايات، توضح تماما عندما قام النظام الايراني بتفجير مرقدي الامامين العسکريين في سامراء وقتها و أشعل نار مواجهة طائفية غير مسبوقة في العراق في سبيل التمويه على الجميع و إحراج الامريکيين و دفعهم للخروج من العراق و تسليم هذا البلد إليه على طبق من ذهب، وهو عندما إستقدم التنظيمات الارهابية المتطرفة ذات الاتجاه السني، أثبت سعة(شيطنته)و تغلبه على ميکافيلي في إستخدام الوسائل لبلوغ الغايات، واليوم عندما تتسع دائرة الرفض للدور المشبوه لهذا النظام في المنطقة، فإن النظام الايراني يعلم جيدا بأن هذا الرفض يعني رفض مشروعه و نفوذه في المنطقة عموما و في سوريا و العراق خصوصا، ولذلك فإن هذا النظام يقف موقفا ملفتا للنظر مما يجري في هذين البلدين خصوصا و ممايجري في المنطقة عموما.
في أکثر من مناسبة، دعت السيدة مريم رجوي لتشکيل جبهة اسلامية ـ عربية لمواجهة التطرف الديني و الارهاب في المنطقة و العالم مٶکدة بأن خطر النظام الايراني ان لم يتم مواجهته بجهد جماعي فإن آثاره و تداعياته ستکون وخيمة جدا على المنطقة، ذلك إن بقاء هذا النظام يعني إستمرار موجات التطرف الديني و الارهاب في المنطقة و العالم، ذلك إن ترکه و تجاهله يعني بالضرورة إفساح المجال و الفرص له کي يبقى الخطر الاکبر المحدق بالمنطقة و العالم، والذي يجب الاعتراف و الاقرار به بعد کل الذي جرى و يجري من أحداث و مستجدات في المنطقة و العالم، هو إن الضرورة صارت أکثر من ملحة من أي وقت آخر من أجل تشکيل هذه الجبهة و وضع حد للطموحات السرطانية لنظام الملالي.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟