أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد شودان - نار تحت البرقع














المزيد.....

نار تحت البرقع


محمد شودان

الحوار المتمدن-العدد: 5400 - 2017 / 1 / 12 - 04:33
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


نار تحت البرقع
تأتي هذه المقالة في سياق الجدل الدائر حول القرار الذي سطرته السلطات المغربية والمتعلق بمنع خياطة البرقع واللباس الشرعي القادم من الثقافة الشرقية. وقد أنتج القرار شرخا في رأي الشارع المغربي، ذلك الشرخ الذي يترجمه تنوع وتناقض التدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، والحق أن هذا الخلاف ما هو إلا انعكاس لانقسام رأي الشارع في المد الأصولي الوهابي الذي اجتاح البلاد، ومن أهم ما طفا على السطح نجد ثلاثة توجهات:
الأول يرى في القرار انتهاكا للحرية الشخصية وضربا في أصول الدين ومقتضيات الحشمة، وهؤلاء من الأصوليين المتشددين، ويدعون لعصيان القرار.
الثاني رحب بالقرار، ورأى أن البرقع وما إليه أشياء دخيلة لا تمت للثقافة المغربية بصلة، واقترحوا بديلا عنه "الحايك" و"الملحف" و"تادغارت" وغيرها من الألبسة التي "تستر" وجه المرأة، بل ومنهم من رأى بأن المرأة يكفيها أن ترتدي جلبابا فضفاضا وتسفر عن وجهها، وهذه البدائل موجودة في الموروث الشعبي المغربي القديم.
الثالث نظر إلى القرار بإيجابية ورأى أن من حق المرأة أن تتحرر من ذلك الغلاف الذي يحجب عليها الأكسيجين، وقد تبنت هذا الاتجاه ثلة قليلة من الشباب المنفتح.
بدءا لا بد من التأكيد على أن للمرأة الحق في اختيار وارتداء اللباس الذي يوافقها ويناسب ذوقها وشخصيتها، وهذا يدخل ضمن احترام الحريات الشخصية، ومن هنا يحق للمرأة إن اختارت بإرادتها أن ترتدي خمارها وتغطي وجهها، وذلك يدخل أيضا من باب حرية الاعتقاد والتفكير. ولكن الحرية الشخصية التي تضمن هذا الحق لا تقوم دون وجهها الآخر، إذ إنه لا يمكن فصل الحرية عن المسؤولية، والمسؤولية قد تتداخل مع مفاهيم أخرى كالصالح العام والأمن القومي، والتوجه المجتمعي العام، وهنا يبرز المشكل الأول، وذلك أن البرقع ليس لباسا بريئا، لأنه ينبع من خلفية متشددة، خلفية تحتقر المرأة وترى أن ملامحها ومحاسنها عورة وخالقة للفتنة يجب حجبها، وهذا يتعارض مع حقوق الإنسان لأنه يحتقر نصف المجتمع ويترجم النظرة الذكورية القديمة من جهة، ويهدد الأمن من جهة أخرى، لأن الأسر التي تلزم بناتها ونساءها بهذا اللباس، تغترف من الفكر الجهادي الذي يتبنى التخريب والإرهاب، وقد أثبت الواقع صحة ذلك.
يشكل البرقع استثناء في الحريات الشخصية لأن ارتداءه لا يمثل بالضرورة تصرفا حرا من قبل المرأة في جسدها ونفسها، فأغلبهن يرتدينه تحت قوة قاهرة، قوة الترهيب والقسر، قسر عائلي أسري، إذ تلزم الأسر المتشددة نساءها بهذا اللباس، أو قسر ديني/اجتماعي، إذ يعمد مؤولو النص الديني إلى ترهيب المرأة بوعيد الله وعقابه، وسوط الجلاد إن تطلب الأمر كما هو الحال في الدول المتشددة، كالسعودية وإيران.
إن مشكلة البرقع بشكل خاص أنه لا يمثل لا الهوية الثقافية لمجتمعنا المغربي، وأنه يعد إقصاء لمن يشكل نصف المجتمع ويربي نصفه الآخر، ولا يستطيع حتى ضمان إجماع رجال الدين عليه، إنما يشكل البرقع تجليا لفكر آن له أن يزول، فكر ظلامي لا يرى أن اللباس حرية شخصية، بل يرى فيه واجبا، وبالتالي لا ينظر إلى البرقع نفسه كاختيار بل كإلزام، والأخطر من ذلك كهوية، وبذلك يعمل على خلق جزر معزولة من داخل النسيج الاجتماعي، جزر لا تفكر بإمكانية الاندماج بل الاحتواء، ومتى استقوت فلسفتهم فسيرفضون أي لباس آخر.

محمد شودان ــ المغرب



#محمد_شودان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتهى الكلام,,, إلى مزبلة التاريخ
- حربائية بنكيران
- مشروع متحف
- النظرية الثورية عند امرئ القيس
- مارطون تشكيل الحكومة المغربية
- نبوءة الشاعر
- شرارة شباط
- الدين والفلسفة
- في ظلال ما قبل الإسلام
- حلب وإعلام البيترودولار
- الحاجة إلى الوعي بالذات الجماعية
- ملامح المستقبل، نظامنا التعليمي إلى أين؟
- -اللغة العربية في منظومة التربية والتكوين- تدريس المؤلفات، ا ...


المزيد.....




- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...
- المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد شودان - نار تحت البرقع