|
لماذا لا يحترم الرجل العربي المرأة ؟
صبيحة شبر
الحوار المتمدن-العدد: 1426 - 2006 / 1 / 10 - 11:02
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
كثيرا ما نسمع آراء غريبة مفادها ان الرجل العربي ، لا يحترم المرأة ولا يعترف بحقها بالمساواة ، والحياة الكريمة المكافئة لحياته ، والتي تتمتع بها بحقوق ، وامتيازات مشابهة لتلك التي يتمتع بها الرجل ، أول الإجابات الغريبة التي نسمعها اذا ما وجهنا السؤال ، لان المرأة عاطلة عن العمل ، عالة على أهلها وزوجها في استحصال الرزق ، وأنها ضعيفة جبانة ،لاتحسن من أمور الحياة شيئا ، الا أن تقلد الرجل وتفعل كل ما يفعله من أعمال ، فهي بالتالي ، إمعة ، ليس لها شخصية مستقلة ـ وليس لها رأي خاص بها ، وإنما تنتظر التوجيهات من الرجل ، وتأتمر بأمره ، وإنها عاطفية كثيرا تخاف من الوحدة والغربة ، ومن القطة والفأر وترتعد من أمور عديدة ، وتنتظر ، بلهفة وشوق الرجل ، كي يسارع وينقذها مما هي به من رعب مستديم وفزع مقيم ،،، واذا ما حللنا الإجابات فإننا سوف تجد ردودا عليها ، فالرأي القائل ان المرأة عاطلة عن العمل وان الرجل يعيلها مردود عليه ، لان المرأة أصبحت تعمل مختلف أنواع الأعمال ، ولم تعد تعتمد على الرجل ، للقيام بشؤونها المختلفة ، وان عمل المرأة في الوقت الحاضر يساهم في تلبية نصف احتياجات الأسرة او أكثر من النصف ببعض الحالات ، أما أنها ضعيفة جبانة ، فان الشجاعة والقوة من الأمور التي ننشأ عليها ونتمرن من أجلها منذ الصغر ، فإذا شاء أهلنا أن يغرسوا فينا قيم القوة والشجاعة ، فعلوا ذلك ومنذ الصغر ، وكم من فتاة علمتها الأسرة كيف تكون قوية شجاعة ، تدافع عن نفسها وتطالب بحقوقها ، ولكن الأسرة التي ترغب في ان تنشأ نساؤها ضعيفات الشخصية تعوزهن الشجاعة ، دربت بناتها على هذه الصفات منذ الصغر لأنها تعتقد ، ان المرأة الضعيفة المستكينة ،لن تستطيع المطالبة بحقوقها وليست قادرة بالتالي على ان تسبب التعب لذويها اذا كانوا لا يتحملون من المرأة رأيا مخالف لما ير تؤون ، وان المثل الذي يقول ( من شب على الشيء شاب عليه صحيح تماما ) وقولهم ان المرأة لاتحسن من الأمور شيئا مردود عليه ، فهي تحسن كل شيء يطلب منها او حتى تلك التي لا تطلب منها نراها تحسن القيام بها ، فهي تعمل خارج المنزل ثم تؤدي الأعمال المرهقة المستمرة والتي لايمكن ان تنتهي داخل المنزل وتتعلم كل ما يلزم لإدارة المنزل والتي لا يستطيع الكثيرون القيام بها ، اما قول البعض ان المرأة إمعة ،،، تقلد الرجل فيما يقول ويفعل ، مناقض للصواب ، لان بعض الرجال لا يحبون ان تناقشهم المرأة وان تختلف معهم ويظنون ان اتفاقها معهم دائما دليل قوتهم ورجولتهم ، وان اختلافها دليل الضعف ، والمراة قد تناقشهم في أول الزواج محاولة إثبات صحة رأيها لكنها تقابل بالتكذيب ، فتتعب بعد مرور الوقت ، وتدرك انه لا فائدة من إطالة الجدال ، فتصمت مؤثرة السلامة على وجع القلب ، أما قول البعض ان المرأة عاطفية ، فأظن أن هذه الميزة دليل قوة وليست دليل ضعف ، فان العواطف جميلة تربط بين أفراد الجنس البشري ، وتمنح حياتهم جمالا ووجودهم توهجا ، والعواطف أنواع ولا يمكن لأي إنسان ان يستغني عنها ،والا أصبحت حياته جافة يابسة ،،لاخير فيها ولا اخضرار ، اما ادعاء البعض ان المرأة تخشى الوحدة والغربة ، فان هذه الصفة دليل على الإنسانية ورهافة الحس والعواطف الجياشة ، وكل هذه الخصال تدل على إنسانية الإنسان وعلى ميله لبني جنسه ورغبته في إقامة العلائق الإنسانية القائمة على المودة والرغبة في الحب والتواصل اما قول البعص ان المرأة تخاف من بعض المخلوقات كالقطة والفأر ، فهذا يعود الى البيئة ، فان البيئة التي تحارب الفئران وتخشى القطط ، تنشأ نساؤها وهن متعودات على الخشية من هذه المخلوقات ، ولقد ثبت علميا ان المرأة أكثر تكيفا مع البيئة من الرجل اما لماذا يحتقر بعض الرجال العرب المرأة فهذا يعود الى شخصيتهم المتذبذبة التي لا تدري ماذا تريد ؟ فهم في فترة الشباب يطالبون المرأة بالإقدام والشجاعة وان تكون قوية للدفاع عن حقوقها ، فاذا ما ضعفوا في منتصف الطريق ، واستكانوا ، طالبوا المرأة ولعلها تكون نفس المرأة الأولى ان تنظر الى البيئة وآلا تغالي بالمطالبة بحقوقها ، وان تراعي العرف والتقاليد ، فاذا ما أطاعتهم قالوا انها ضعيفة الشخصية تحاول أن ترضي الرجل على حساب المباديء التي تؤمن بها ، واذا لم تطعهم قالوا إنها جنس يستحق أللعنة وإنها خرجت على التعاليم التي تأمر المرأة بطاعة الرجل في أي أمر يشاء ، ويتساوى معظم الرجال في النظرة الدونية الى المرأة ، ولا أدري ما ذا يريدون ، واشك ان كانوا هم أنفسهم يعرفون حقا ما يريدونه من المرأة وما يطلبونه من الحياة ، وأستثني من كلامي أولئك الرجال الشجعان الأعزاء الذين أخذوا بيد المرأة إلى دروب النضال والحرية والمساواة الفعلية دون ترديد أقوال ميتة لا تعني شيئا
#صبيحة_شبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حياة
-
مفهوم جديد في الزواج
-
المعلم : قصة قصيرة
-
تحية الى العام الجديد
-
يوم في حياة امرأة
-
مقابر
-
كلام في كلام
-
يافقراء العالم اتحدوا
-
الحرية الشخصية والدين
-
مسيرة الحوار المتمدن
-
اختي مريضة بالعراق
-
أرق ونحيب مكتوم
-
حقوق المرأة الأم
-
حياتكم لاتستحق التنديد
-
ايامنا تزداد سوءا
-
رأي في الارهاب
-
كن بعيدا
-
الزكاة بين الجمود والاجتهاد
-
نظام الجواري
-
ويستمرون في اغتيال فرحتنا
المزيد.....
-
فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول
...
-
اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
-
جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
-
رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر …
...
-
دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
-
السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و
...
-
دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف
...
-
كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|