أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فاطمة ناعوت - الوسادةُ الإلهية …. كنزُك














المزيد.....


الوسادةُ الإلهية …. كنزُك


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5399 - 2017 / 1 / 11 - 03:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



الوسادةُ الإلهية …. كنزُك

القصةُ الجميلة التالية كانت مكتوبة على أحد المواقع الأمريكية، فوددتُ ترجمتَها ونقلها لكم لعمق فكرتها وعبقرية مغزاها.
"دأبت أمّي في سؤالي عن أهم جزء من الجسد البشري. وظللتُ سنواتٍ طوالا أحاول أن أخمّن الإجابةَ الصحيحة.
حينما كنتُ صغيرًا، فكّرتُ أن "الصوت" هو أهمُّ ما في حياتنا، نحن البشر. لهذا قلتُ لأمي: “أُذناي يا أمّي.”
قالت أمّي: “لا يا بُني. فكثير من البشر صُمٌّ لا يسمعون. استمِرْ في التفكير في الأمر، وسوف أعيدُ سؤالك قريبًا.”
مرّت سنواتٌ عديدةٌ قبل أن تسألني من جديد. ومنذ محاولتي الأولى في التخمين، ظللتُ أفكّر في الإجابة الصحيحة. ولهذا أخبرتُها هذه المرة بأن "النظر" هو أهمُّ ما لدى الإنسان، وبذا لابد أن أهمَّ أجزاء أجسادنا هو "العينان".
نظرت إليّ أمّي وقالت إنني أتعلّم بسرعة وأفكّر جيدًا، سوى أن الإجابة غير صحيحة أيضًا، لأن كثيرًا من الناس من العميان، ويعيشون حياةً طبيعية.
ارتبكتُ من جديد في طفولتي، لكنني ظللتُ أفكّر مع السنوات. وسألتني أمّي السؤالَ ذاته مرتين. وفي كل مرّة كانت أجابتها عليّ: “لا. لكنك يا طفلي تزداد ذكاءً كل عامً.”
وفي أحد المساءات الحزينة، مات أبي. كان كلُّ من حولي من بشر يتألم. كلُّ من حولي كان يبكي.
نظرت أمي في عمق عيني لحظةَ كان علينا أن نقول لجثمان أبي للمرة الأخيرة: "إلى اللقاء". وسألتني: “هل علمتَ الآن ما هو أهم جزء في أجسامنا يا حبيبي؟"
كنتُ مصدومًا أن تعيدَ أمّي سؤالها في تلك اللحظة. لأنني ظللتُ دائمًا أظنّ أن ذلك السؤال هو لُعبة مازحة بينها وبيني. فهل هذا وقتٌ مناسبٌ للعب والمزاح؟!
لمحت أمي الحيرةَ في عيني، فقالت: “ذاك السؤال شديد الأهمية يا بُني. لأنه دليلٌ على أنك قد عشتَ حياتك على نحو حقيقي.”
في كلِّ إجاباتك السابقة في الماضي، كنتُ أخبرك أن الجزء الذي اقترحتَه كأهم أجزاء أجسادنا كان خطأ. وكنتُ أشرح لك بمثالٍ حيّ لماذا هو خطأ. لكن اليومَ هو الوقتُ الذي تحتاجُ فيه أن تتعلّم هذا الدرس المهم.”
أطرقتْ برأسها نحو الأسفل ونظرت إلى جسدي الضئيل وانحنت لأسفل ثم ألقت برأسها فوق كتفي وحضنتني. وكان بوسعي أن أرى الدموع تتلألأ في عينيها.
ثم قالت: “حبيبي، أهم جزء في جسدك هو كتفُك.”
سألتُها: “هل لأنه يحمل رأسي عاليًا؟"
أجابتني: “لا، بل لأن بوسعه أن يحمل رأسَ صديق لك أو رأسَ شخص تحبّه حينما يبكي. كل إنسان يحتاج إلى كتفٍ ليبكي عليه في وقتٍ ما من حياته يا حبيبي. كل ما أرجوه هو أن يكون لديك ما يكفي من الحب، وما يكفي من الأصدقاء، حتى أطمئن على أنه سيكون لديك كتفٌ تبكي فوقه حينما تحتاجُ إلى ذلك.
في تلك اللحظة، تعلّمتُ أن أهمَّ ما في أجسادنا ليست أجزاء أنانية لإفادتنا نحن، بل هي مخلوقةٌ من أجل الآخرين وليس من أجلنا. إنها مناطق التعاطف مع الآخرين.
سوف ينسى الناسُ ما قلتَ. سوف ينسون ما فعلت. لكن الناس أبدًا لن ينسون ما جعلتهم يشعرون به.”
انتهت القصةُ الجميلة، التي لا نعلم مصدرها. وعليّ الآن أن أُنهي مقالي بشكر كل الأكتاف الطيبة التي ساندتني وعانقتني وتحمّلت أحزاني. أشكر وأمتنُّ إلى كل كتفٍ من أكتاف أصدقائي الرائعين الذين جعلوا من أكتافهم وسائدَ ربّانيةً حملت دموعي طوالَ العام الماضي العسر في حياتي.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيكار … ريشةٌ ملونة طمسها الظلام
- متى ينتهي كتابي عن الإمارات؟
- لأن الله يرى ولأن مصر تستحق!
- طائرةٌ للفاسدين والسد العالي الجديد
- الأقباط … يركلون أمريكا
- لأن الله يرى!
- الشنطة بيني وبينك
- المصري اليوم تحاور الشاعرة فاطمة ناعوت
- على هامش البطرسية
- أيها الجندي … أنت تجرحني!
- الجميلةُ المغدورة، اليومَ عيدُها
- من حشا الحزام الناسف بالشظايا؟
- قُبلة يهوذا
- لهذا لم أحادثك يا صبحي!
- دموعُ الفارس | إلى محمد صبحي
- شجرةٌ وأربعُ عيون
- محاكمة نجيب محفوظ وأجدادنا والفراشات
- مشيرة خطاب أمينًا عامًا لليونسكو
- إيزيس
- عروسة مولد وشجرة ميلاد


المزيد.....




- راكبة تلتقط بالفيديو لحظة اشتعال النار في جناح طائرة على الم ...
- مع حلول موعد التفاوض للمرحلة الثانية.. هل ينتهك نتنياهو اتفا ...
- انفصال قطعة كبيرة من أكبر جبل جليدي في العالم!
- 15 قتيلاً على الأقل خلال انفجار سيارة في مدينة منبج في سوريا ...
- روسيا تعلّق الطيران في عدة مطارات عقب هجوم أوكراني بالطائرات ...
- عواقب وخيمة لوقف أمريكا المساعدات الخارجية.. فمن سيعوضها؟
- الصفائح الجليدية في القطب الجنوبي أكثر قدرة على الصمود
- انتشال رفات 55 شخصا ضحايا اصطدام طائرة الركاب بمروحية عسكرية ...
- لبنان .. تغيير أسماء شوارع وساحات تذكر بالنظام السوري السابق ...
- الرئيس الجزائري: أبلغنا الأسد رفضنا للمجازر بحق السوريين


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فاطمة ناعوت - الوسادةُ الإلهية …. كنزُك