أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - باب الانتهازية.....4














المزيد.....


باب الانتهازية.....4


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1426 - 2006 / 1 / 10 - 11:02
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الفصل الثالث : الانتهازية الجمعوية :

و ما قلناه عن الانتهازية النقابية المتعددة، والمختلفة، في نفس الوقت، والتي لا تخدم إلا مصالح القيادات النقابية الانتهازية، و الطبقات المستفيدة من الاستغلال المادي، والمعنوي، للشغيلة المغربية، يمكن أن نقوله أيضا في القيادة الجمعوية الانتهازية. فهذه القيادة، غالبا ما تدوس مبادئ العمل الجمعوي، التي، هي نفسها، تعتمد في سيرها العادي، على مبادئ العمل الجماهيري، التي تعتبر شرطا لقيام أي تنظيم، على العمل الجمعوي الصحيح، الذي لابد فيه أن يكون ديمقراطيا، وتقدميا، وجماهيريا، ومستقلا.

و الانتهازية الجمعوية، التي غالبا ما تكون مريضة بالتطلعات البورجوازية، سرعان ما تلجأ إلى توظيف العمل الجمعوي، لتحقق أمور فردية، أو حزبية، لا علاقة لها بالعمل الجمعوي الثقافي، أو التربوي، أو الترفيهي، أو الحقوقي، أو التنموي. لأن الانتهازية الجمعوية، لا تجد نفسها إلا في استغلال كل شيء، لتحقيق تطلعاتها الطبقية.

ومظاهر استغلال الجمعيات، والعمل الجمعوي، تتمثل في :

1) التصرف في مداخيل الجمعيات لصالح القيادات الجمعوية، خاصة إذا كانت تتلقى دعما من الدولة، أو من جهات خارجية، مما يساعد على تحقيق التطلعات الطبقية، الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية. و كأن قيادة جمعية من الجمعيات، عمل مؤدى عنه، عن طريق ذلك التصرف، في أموال قد تعد بالملايين، إن لم نقل بالملايير، كما هو الشأن بالنسبة للعديد من الجمعيات "التنموية".

2) استغلال التواجد في قيادات الجمعيات، لممارسة الابتزاز على منخرطي الجمعيات من جهة، و على الجماهير المستهدفة بالعمل الجمعوي من جهة ثانية. هذه الجماهير، و هؤلاء المنخرطين، الذين عليهم أن يكونوا رهن إشارة القيادات الجمعوية، سواء على مستوى تقديم الدعم، أو الموافقة على المشاريع الجمعوية، التي تجني من ورائها القيادات الجمعوية الكثير من العطاءات، التي لا تستفيد منها الجماهير الشعبية المعنية بالعمل الجمعوي أي شيء.

3) استغلال هذا التواجد لقيام القيادات الجمعوية الانتهازية بممارسة الابتزاز على الإدارات المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية، وعلى إدارات الجماعات المحلية، من أجل تلقي الدعم المباشر، وغير المباشر، للجمعيات، حتى يصير في متناول القيادات الجمعوية الانتهازية، التي تتصرف فيه لتحقيق تطلعاتها الطبقية.

4) العمل على جعل الجمعيات، التي يقودونها، تابعة لحزب معين، من أجل إبراز أهميتهم داخل الحزب، حتى تكون لهم الأولوية في التكليف بالمهام الحزبية، التي تلعب دورا أساسيا في الوصول إلى المؤسسات الجماعية، وإلى البرلمان، ومن خلالهما، إلى الحكومة، التي تمكن القياديين الجمعويين من التموقع إلى جانب البورجوازية الكبرى، التي يصيرون جزءا لا يتجزأ منها، حتى يتمكنوا من الوصول إلى تحقيق الارتباطات الدولية، وخاصة، مع الشركات العابرة للقارات، و مع المؤسسات المالية الدولية الأخرى، التي يصيرون في خدمتها. و بعد ذلك، فليذهب العمل الجمعوي إلى الجحيم، و ليتخذ المنخرطون قيادات أخرى، بناء على التوجيه الحزبي، حتى تصير هي بدورها قيادات انتهازية، تسير على نفس النهج، لانتاج نفس الممارسة العاملة على إنتاج نفس الهياكل الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية.

5) العمل على جعل الجمعيات، التي يقودها الانتهازيون، مجرد تنظيمات حزبية، تهدف إلى تنفيذ القرارات الحزبية، في المجال الجمعوي، الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، حتى تكتسب كل قيادة جمعوية، انتهازية، مكانتها في الحزب، الذي تنتمي إليه، فتصير في صدارة المخاطبين الحزبيين، وتكون لهم الأولوية، في تلقي الامتيازات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، فيستفيدون من الوصول إلى الجماعات المحلية، وإلى قياداتها، وإلى البرلمان، ومن خلاله إلى الحكومة، ليصير بذلك العمل الجمعوي، الحزبي، مطية للوصول إلى تحقيق التسلق الطبقي السريع، و بطريقة انتهازية مفضوحة.

6) العمل على جعل الجمعيات مجالا للإعداد، والاستعداد، لتأسيس حزب معين. لأن فكرة تأسيس الكثير من الأحزاب، ومن التيارات السياسية، تبلورت من خلال العمل في الجمعيات المختلفة، التي يستغل قياديوها، الانتهازيون، الجمعيات المختلفة، و من أجل الإعداد لتأسيس حزب معين، يكون وسيلة للتعامل مع الطبقة الحاكمة، ووسيلة للوصول إلى المؤسسات الجماعية، والبرلمان، والحكومة، لتحقيق تطلعات القيادات الانتهازية، الطبقية، التي تساعد على التموقع إلى جانب الطبقات المستفيدة من الاستغلال.

و بذلك نجد أن النقابة، والعمل النقابي، يهدف إلى تحقيق التطلعات الطبقية. فكان بذلك قدوة للجمعيات، التي يسلك قياديوها نفس الطريق، بسبب غياب المبدئية في العمل النقابي، وفي العمل الجمعوي على السواء.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باب الانتهازية.....3
- باب الانتهازية.....2
- باب الانتهازية.....1
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- من أجل ريادة المرأة أوالأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الأول.. ...
- هل بعد هذه الأزمات المتوالية يمكن أن نحلم بمستقبل لصالح الجم ...
- هل بعد هذه الأزمات المتوالية يمكن أن نحلم بمستقبل لصالح الجم ...
- هل بعد هذه الأزمات المتوالية يمكن أن نحلم بمستقبل لصالح الجم ...
- المنظمات الجماهيرية و انتهازية البورجوازية الصغرى ........6
- المنظمات الجماهيرية و انتهازية البورجوازية الصغرى ........5


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ... / أزيكي عمر
- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - باب الانتهازية.....4