أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - بأية فضيحة عدت يا عيد














المزيد.....

بأية فضيحة عدت يا عيد


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1426 - 2006 / 1 / 10 - 10:58
المحور: كتابات ساخرة
    


تحمل الأعياد عادة الفرح، والتجدد والأمل بغد أفضل، وحياة أكثر بهاء وإشراق. لكن هدية الأعياد، لهذه السنة، وكعادة الميامين الأبطال حملت لعموم السوريين فضيحة انشقاق من العيار الثقيل، وأظهرت حقيقة أولئك الرجال الذين امتطوا الظهور والأعناق، ورفعوا الشعارات الفضفاضة والبراقة عشرات السنوات، لغاية الإثراء غير المشروع فقط وتكديس المليارات، وخلفوا وراءهم الفضائح والقمامات والنفايات، وأظهرت قدرتهم الفائقة على التنقل بين التيارات والإيديولوجيات، وتغيير الولاءات، حسب حاجة السوق السياسي، وحسابات الربح والمنفعة، وتغير موازين القوى، وقانون العرض والطلب السياسي. أليس فضيحة بحد ذاتها، أن يستهبلنا الجميع ويخاطبونا من القصور الأسطورية، إلى المجالس المرسيدسية ونحن صم وبكم وطرشان، ولا حول ولا قوة، وصارت وظيفتنا التاريخية في الحياة هي تلقي التحولات، والكذبات، والصفعات؟

إنها فضيحة، ومهما حاول أصحابها إلباسها رداء الطهر، والوطنية، والبراء. ومهما حاول أولئك الصامتون أبدا وصمها بصفات العار والخيانة والارتداد. فضيحة ضربت سكون الشموليات القائم على التعتيم، والإغلاق، وحلو الكلام في نشرات الأخبار. فضيحة فضائية "بجلاجل" عبرت الحدود، والسماوات، والقارات، ولم يعد بإمكان أحد من المتفوهين المزمنين البلغاء أن يداريها، ويصورها على أنها نصر جديد للأوطان، وإنجاز فريد من إنجازات الثوار. إنها فضيحة أخرى للأجهزة التي نزّهت المافيات، ورفعتها إلى عنان السماء، وظلت وظيفتها المقدسة، وشغلها الشاغل مطاردة الفقراء، والبؤساء، والشرفاء، والزج بهم في الزنازين والظلمات. فأين كان هؤلاء الناس كل هذه السنوات؟ وماذا كانوا يفعلون وجعبتهم خاوية من أي انجاز أو انتصار؟ إنه يخيل للمرء لوهلة بأنهم، وفي الحقيقة، لم يكن لديهم من عمل سوى التهيئة، والإعداد لمسلسل الفضائح الكبير الذي بدأت تباشيره تلوح في الآفاق حيث لم يبق لا ستر، ولا غطاء، نظرا لما تابعه الجميع، وبذهول على شاشات الغرباء، وتأبي الحقيقة إلا أن تأتي من خارج الحدود بعد أن حظر تداولها الرفاق. ألا يستأهل هذا كله، وبعد وليمة المافيات، كلمة اعتذار لتطييب خواطر مكسورة، ومن أي كان؟

ويأبى الرفاق دائما إلا أن يفسدوا كل شيء في الحياة، بعدما أن أفسدوا كل شيء في الأوطان، وجعلوها مرتعا للفضائح، والنفايات، والمافيات. وهاهم يزفون آخر"عيدية" في هذه الأيام المباركة من العام، حيث من المفترض أن يتبادل الناس التهاني، والتبريكات، والزيارات، تراهم يتبادلون، الفضائح، والمرارات، والصعقات الكهربائيات، ويتحاشون بوادي، وربوع الوطن التي صارت مدافن للأحلام والنفايات، ومطاحن للموت تجلب اللوكيميا، والسرطان. وفي الأعياد ينتظر الناس الابتسامات، والمفاجآت السارة، وتبادل الأنخاب، ولم الشمل وعناق المهاجرين والأحباء، ونحن نتابع حماقاتنا، وما فعل السفهاء بنا، ونداري الفشل والخيبات الكبار. ماذا أعدوا من هدايا في هذه الأيام سوى الحزن، والمرارة والانكسار. فماذا عسى أن يقول الأصدقاء للأصدقاء، والأحبة للأحباب وهذه الحال التي لا تسر على الإطلاق، مع كل ما تخبئه القادمات من الأيام؟ وهل صار من أي معنى لعبارة كل عام وأنتم بخير، سوى التندر ، والشماتة، والتهكم على انعدام الخير، وندرته المطلقة في هذا الزمان؟

ليس هناك في الحقيقة، أي خير، أو أمان لأحد على الإطلاق، ولا أي حديث عن النعم، والجمال ومكارم الأخلاق، وما في هذه الحياة إلا القمامة، والخيانة، والرياء، والنفاق، وقصص المافيات، وضباع المال، وبياعي الكلام الذين تاجروا عقودا طوال بمعسول الكلام، والخطط الخلبية عن الرفاهية والازدهار، واللصوص الكبار الذين أتوا على الأخضر واليابس وتركوا الأرض يباسا وهباب، وفي الضفة الأخرى هناك الملايين المهمشة التي تئن تحت وطأة الفقر والعوز، والتعتير والغلاء، وتبحث في الفتات، والقمامات عن الطعام.

هذه عيديتنا لكم، واعذرونا على ضيق ذات اليد والحال، وكان في الود والبال، والله، أن نعيدكم بمشاريع، وآمال، وأحلام، وأخبار تسر وتفرح القلب، وتلم الشمل بعد طول غياب، ولكن هيهات وألف هيهات. هل نجامل بعضنا كالعادة، ونقول كل عام وأنتم بخير، ونحن نعلم، أننا، وأنتم لسنا بخير، ولم نعرف ماهو النعيم والرفاه، والاستقرار ونحن نعبر متاهة هذا العمر الحزين من نكبة، إلى فضيحة إلى مأساة، ونحلم بغد يبدو أنه بعيد المنال. وفي الواقع، لا يسعنا، وهذه الحال التي لا تسر أحدا على الإطلاق إلا أن نقول:

كل عام وأنتم بفضيحة يا.........شباب.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سامحكم الله أيها الرفاق
- مقالب خدّام
- نكتة الموسم الشامية
- حرب المزابل والنفايات السياسية
- المنشق السوري الكبير
- تعقيبا على تعقيب
- مرايا السوريين
- البرلمان العربي: سراب السراب
- شجرة الحرية
- الحجاج نويل
- الأجندة العربية والأجندة الأمريكية
- صلوات لاستسقاء الديمقراطية
- نقطة نظام
- عندما تطفئ الشموع
- لِمَ الإحراج يا سيادة الرئيس نجاد؟
- نبوءة علي الديك
- مدرسة الحوار المتمدن
- نهاية رجل شجاع
- مُصحف سيادة الرئيس
- عودة الوعي للسوريين


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - بأية فضيحة عدت يا عيد