|
كارل ماركس في العراق / الجزء الثالث والثلاثون
فرات المحسن
الحوار المتمدن-العدد: 5395 - 2017 / 1 / 7 - 13:40
المحور:
الادب والفن
ــ منو ...منو؟ ــ أنا رفيقكم كارل ماركس الذي استقبلتموه عند أول دخوله بغداد، وفي اليوم الثاني جلسنا في فندق رفيق جبار وقد تكلمت أنا في موضوعة المجتمع والماركسية الجديدة، أثارك موقفي ذاك، وكنت متوترًا جدًا وطلبت مني الاعتذار عما ذكرته، وقلت بأن الماركسية الكلاسيكية هي منهجكم وطريقكم، واتهمتني بالردة والتحريف، حينها قال لك الرفيق جبار بأنك تثير المشاكل وبدأ الخصام بينكم، وأنت أخبرته بأنك تحملت رفقته لأكثر من عامين وأنك لا تعترف به رفيقا لك، واتهمتني بأني لست كارل ماركس الحقيقي وإنما شخص آخر تحريفي، وكانت ردة فعلك شديدة وعنيفة حين هددتني وأنت تخرج من قاعة الفندق مع مجموعتك بعواقب وخيمة وسوف تطلعوني على الماركسية الحقيقية. نظر سامر بتركيز شديد إلى وجه ماركس ثم ضغط على صدغيه وهز رأسه وكأنما يريد أن ينفض عنه شيئًا ثقيلاً علق به، ثم أطرق نحو الأرض، وبعد لحظات رفع عينيه ليغرزهما بوجه ماركس ثم أمسك كتفه وراح يخضه بهدوء وهو يصرخ بسرور وفرح طفولي تجلى في بريق عينيه السوداوين. ــ ياربي.. ياربي هاي شلون دنيه.. افترت ودارت.. ورجعت ليوره.. والله صحيح هذا الخشم عرف ومو غريب وهاي الكَصة نفسها.. هاي انته وين جنت.. منين أجيت.. وهاي منو هلس شعرك ولحيتك ؟ ــ حين كنا مختطفين عند عصابة أبو بشير وبعد إطلاق سراح رفيق جبار عُذبت كثيرًا وقام أبو بشير ومرتزقته بحلق شعر رأسي ولحيتي. ــ تعال.. تعال.. تعال ورايه خل ننزل بحديقة الأمة هناك نكَدر نتفاهم أحسن. كان زحام الجماهير على أشده وهتافاتهم تتعالى لا يستطيع المرء التمييز والتعرف على ما يردد فيها، مجاميع تشتم وتقذف بالأحذية نحو صور لشخصيات لم يسبق لماركس مشاهدتها، وهناك مجموعة كبيرة أخرى تستمع لخطاب يقرأه رجل رشيق القامة بشعر فاحم عكش يعتلي منصة نصبت أمام الساحة، ومجموعة أخرى ليست ببعيدة ترفع لافتة خط عليها شعار كبير، باسم الدين باكَونه الحرامية، لم يجد ماركس في جعبته ما يفسر الكلمة الوسطى، ولم يهتم للأمر بشكل جدي، فكثيرا ما كانت ترد كلمة باكَونا على أفواه العراقيين ودائما ما وجدها قد أصبحت لازمة عند البعض في أثناء أحاديثهم دون أن يسألهم عن معناها. تابع سيره وسط الزحام ليلتحق بسامر الذي سبقه وكان يقتحم المتظاهرين بقوة وحيوية وكأنه تيس ماعز ضخم. هبطا سوية السلم المفضي إلى وسط الحديقة بعد أن اجتازا العربة العسكرية التي كانت تقف تحت الراية الخرسانية، تاركين ورائهم الجماهير الصاخبة وهي تهتف مطالبة بالإصلاح والبعض منها يطالب بإسقاط الحكومة. أمسك سامر ماركس من يده وتنحى به جانبا نحو زاوية بعيدة من الحديقة. ــ هاي شلون..أوين أفتر بيك الدهر يمعود تعال أحجيلي شنو القصة؟ ــ حكاية طويلة سوف أرويها لك لاحقاً. ــ لعد أني خبرني رضا أخو الرفيق جبار بأن العصابة أطلقت سراحك بعد ما أخذت الفدية من السفارة الألمانية. ــ أي سفارة وأي فدية.. لم يحدث مثل هذا الأمر وإنما الشرطة من أطلق سراحي بعد فترة من خروج الرفيق جبار بعد أن دفع لهم أخوه مبلغ السبعة آلاف دولار فدية عنه. ــ سبعة آلاف دولار!؟ ــ نعم سبعة آلاف دولار اتفقوا عليها ولذا أطلقوا سراح الرفيق جبار. ــ ولكن رضا أخو الرفيق جبار كَلي دفعنه سبعين ألف دولار. ــ مثلما أخبرتك الآن وهو الذي حدث أمامي في ذلك المكان. ــ مو غريبة كلهه أتطير أفياله! ــ كيف يطير الفيل، شيء غريب؟ ــ رفيق ماركس بالعراق كلشي ممكن ولا تستغرب.. الطلي يلعب شناو.. الديج الهراتي من الخوف ينرعص ويكَوم يعوعي بنص الظهر.. الواوي يصادق الدجاج.. بالعراق كلشي يصير وكلشي يطير. ــ رفيق سامر لا أريد أن أعرف شيئًا عن الذي تتحدث عنه.. المهم كيف أستطيع الوصول إلى الرفيق جبار؟ ــ ولو ما اريد أجذب عليك وأنته رفيقنا الجبير، من يوم تعاركنه أنه وياه بيوم ندوتك.. انكَطعت علاقتي بجبار، أو وراكم تفلكش وخرب كلشي بحزبنه، بس بقت عندي علاقة بأخوه رضا، علاقة قوية لأن رضا خوش ولد حباب وفقير، ومرات شويه يساعد، رجال سخي، وهو سولفلي كولشي الي صار بيكم. وهذا الي تسميه هسه رفيق جبار.. وره ما طلع من يمك رجع متخبل وصار طباكَات.. أو وره شهر كَلب عكرف لوي على حزبنه، وكَام يضرب ركعة، وجوه كَصته بالبيتنجان. ــ وما معنى يضرب ركعة وجوه كَصته؟ ــ يعني يصلي ويقشمر بالناس على أساس هو متدين ورايح بالدين للوحة..وكَصته صارت سوده من هلكَد يصلي.. وتخشخش ويه الجماعة المتدينين ألي بالحكومة، وأتعين بمركز مهم بوزارة الخارجية ومن ذاك الوكَت أربع سيارات جسكاره تودي وأربعه ترجعه وحرس أباب بيته. ــ أرجوك رفيقي سامر أفصح جيدًا عن حديثك فما عدت أعرف ما تعنيه.. رايح بلوحة وتخشخش وسيارات جسكاره.. ماذا يعني كل ذلك؟ ــ ملخص الكلام، خلال جم يوم، صار الرفيق جبار متدين ومن جماعة الحكومة، ورأسًا عينوه بوزارة الخارجية بمركز حساس، لأنه عنده شهاده ويعرف لغتين.. وكَرايبه هم جبير بحزبهم.. يعني جبار فد شي جبير بالنسبة لجماعته الي صار منهم.أصلا حته سالفة الاختطاف استغله وحصل من وراه شي جبير. ــ ما الذي تعنيه؟ ــ يكَولون سواه على اساس اختطاف طائفي وبسبب موقفه الديني وعلاقاته ببعض رجال الدين من طائفته ..لتكَلي ولا أكَلك سواها كَولبه،وصارت صدكَ ، تكَول جانو خاطفين نلسن ماندلا مو جبار أبو العقد المرعوص. ــ ماذا اكلك وماذا تكلي ..إلا تنتهي هذه الكوارث والعقد اللغوية؟ ــ حقك ابن عمي ماركس ..العفو رفيق ماركس ؟ ولا يهمك نرجع لصلب الموضوع. ــ المهم كيف نستطيع الاتصال به والوصول اليه؟ ــ الحقيقة.. رفيق ماركس تعرف.. هو بدل تلفوناته واتغيرت أحواله وما كَام ينشاف.. بس علاقتي بأخوه رضا استمرت وكلش زينه، يمكن نكَدر نحصل من عنده على تلفون جبار ونحاول الاتصال بيه. ــ ليتك تفعل هذا الآن.. أرجوك دعني أحادثه. ــ أي هسه خليني أحصله وبعدين كولشي يصير.. إذا حصلناه أو وافق يشوفك كون على ثقة أعتبر نفسك وصلت للمكان الي تريده. ــ أيعني ذلك عودتي إلى لندن؟ ــ نعم، رفيقك سابقًا جبار وحاليًا مولانا جبار، بين يوم والثاني يروح خارج العراق، ويكَدر يسويلك جواز سفر ويطلعك وياه.. هذوله عدهم كولشي سهل مثل شربة بطل ببسي ويجرون وراه تريوعه طويله.. من كثر ما شابعين ومبربعين بالنعمة والناس جوعانه. خل انحصله هسه وأذا وافق يقابلك خير على خير.. أعتبر مسألتك أنحلت وميك بالصدر والهوه بظهرك عدل وكَبل اللندن .. بس كون يشيل التلفون وأخاف يكَلب ويرفض يحجي ويايه وحتى وياك، تره هو نحس أعرفه أبن المداس حيل نحس وشايف نفسه شوفه.. على كل حال نتصل بأخوه رضا أولاً حته نحصل تلفونه، وشي هم حلو، بلجي هم بواسطتك وترجع علاقتنه آني وياه وشويه نستفاد منه لهذا اليابس الانتهازي اللوكَي. كان ماركس ينظر إلى سامر بغضب ويجبر نفسه الاستماع لثرثرته، وهو لا يملك حيال هذا الآمر ما يجعل سامر يكف عن الثرثرة والشروع مباشرة بإنجاز ما يرغب به ماركس. وترسخت في ذهنه القناعة بأن مثل شخصية سامر لا يمكن لها أن تكون ثورية وقيادية في مجال عمل ما،أي عمل كان، وهو هامشي وفوضوي ومخادع، فكل شيء فيه يوحي بالتطير والعجالة وكذلك الوصولية. المهم يريد ماركس منه أن ينجز مهمة إيصاله إلى الرفيق جبار، وليذهب سامر بعد ذلك أين ما يذهب. ضغط سامر على أزرار هاتفه ليتصل برضا وفي ذات الوقت سحب سيجارة وضعها عند طارف فمه. طال الوقت مع رنين الهاتف دون رد. أغلق سامر الهاتف وأشعل سيجارته وارتشف منها بقوة . ــ كلهم نفس الطينه،ولد الركَاع.. تكَول حسبالك أولاد شاه نشاه لو إمبراطور اليابان ولد الق... استغفر الله.
#فرات_المحسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كارل ماركس في العراق / الجزء الثاني والثلاثون
-
كارل ماركس في العراق / الجزء الواحد والثلاثون
-
كارل ماركس في العراق / الجزء الثلاثون
-
تنويه
-
الدراسة في الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية
-
كارل ماركس في العراق / الجزء التاسع والعشرون
-
كارل ماركس في العراق / الجزء الثامن والعشرون
-
كارل ماركس في العراق / الجزء السابع والعشرون
-
كارل ماركس في العراق / الجزء السادس والعشرون
-
السياسة السوفيتية والأحزاب الشيوعية العربية/ ج2- لقاء صحفي م
...
-
السياسة السوفيتية والأحزاب الشيوعية العربية/ ج1- لقاء صحفي م
...
-
كارل ماركس في العراق/ الجزء الخامس والعشرون
-
كارل ماركس في العراق / الجزء الرابع والعشرون
-
التحالف الوطني الشيعي العراقي وصراع المرجعيات الدينية
-
كارل ماركس في العراق/ الجزء الثالث والعشرون
-
كارل ماركس في العراق / الجزء الثاني والعشرون
-
كارل ماركس في العراق / الجزء الواحد والعشرون
-
التكييف القانوني لسرقة المال العام
-
كارل ماركس في العراق / الجزء العشرون
-
كارل ماركس في العراق الجزء التاسع عشر
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|