أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد الزارعي - الملاذ ج1














المزيد.....

الملاذ ج1


مراد الزارعي

الحوار المتمدن-العدد: 5394 - 2017 / 1 / 6 - 22:56
المحور: الادب والفن
    


يقول "جان جاك روسو" في كتابه المشهور (اميل) " ليس في ما يخرج من يد الخالق إلا الخير ويفسد كل شيء بين ايدي البشر" ، قول مؤثر يعكس حقيقة بشرية مثيرة وهي ان الانسان لم يخلق بهذا الشر الذي يتصوره البعض على انه غريزة طبيعية فينا ، وإنما هو اشبه بتلك الطاقة السلبية والآلية الدفاعية التي تكتسب بفعل الزمن والتأثيرات الجانبية. فكلنا قد خلق مثل صفحة بيضاء عذراء ونقية، كنا عاجزين وقتها على رسم خطوطها وفك شفراتها وألغازها ، لم نقدر على رسمها كما لم نقدر على البوح بأحلامنا وطموحاتنا. فقد استسلمنا لأقدارنا وتركنا المهمة للزمن ليخط عليها خربشاته المؤلمة والقاسية التي جسدت مأساة البشرية منذ نشأتها وحصيلة تجاربها المتنوعة...
امام كل ما يحصل في العالم الكبير من احداث وصراعات ونزاعات قتل وتشريد وتعذيب وتطرف اخلاقي وديني وتعصب فكري وطائفي ، نقف في حيرة حقيقية اين سنوجه ادراكاتنا ونوزع احساساتنا في وطننا الصغير ام في اوطاننا الكبيرة التي تجمعنا بها روابط كثيرة دماء مختلطة وانساب وعادات وتقاليد متوارثة وقيم وتشريعات دينية او في النصف الاخر من الكرة الارضية وما يحدث فيها من اعمال ارهاب وقتل للأبرياء وقتل للبشرية والطفولة والأمل...
لست متأكدا من المتسبب فيها بقدر تأكدي من انها من فعل الانسان نفسه ضد اخيه الانسان فبسبب الطمع قتل قابيل اخيه هابيل ونزلت اللعنة على الارض ليس بسبب التفاحة كما يشاع وإنما بسبب الطمع و الجشع والعدوانية التي تسكن الجانب المظلم من الانسان والتي تحولت من طاقة خيرة الى طاقة شر وحقد تكتسب بالقوة كطاقة تحويلية مكتسبة اجتماعيا تعتمد كدرع لدرئ الاذى والرد عليه بتوجيه اسهم الشر نحوه كردة فعل دفاعية هجومية تضمن بقائه وأمنه وإحساسه بالتفوق والعظمة والجبروت الذي يجعل منه وحش ادمي شرس قادر على التدمير مثل التعمير .
تدمير كان له الوقع الاخطر على الحياة نفسها وانعكست بطريقة مؤلمة على الانسان المعاصر الذي اختنق برائحة الدم والقتل والخراب حتى صارت الارض نفسها قبرا للحياة على وشك ان تغرق وتبتلع الاخضر واليابس بعدما ابتلت عروقها دما و اصطبغت باللون الاحمر الذي اضحى لونا مخيفا نشاهده على شاشاتنا الالكترونية والافتراضية كل دقيقة وكل ساعة وكل يوم. حيث لا يمضي يوم دون ان نردد حكايات القتل التي تفنن اصحابها في ترديد رواياتها المثيرة التي تستعرض طرق وأساليب قتل الحياة والتنكيل بجثتها الهامدة الممددة على مسارات حاضرنا ومستقبلنا الملبد بغيوم الخريف السوداء .
ويتردد السؤال التافه دوما بصوت خافت ، اتراها تنذر بالخير والغيث النافع ؟ ام تراها عاصفة رملية ستذري ريحا صرصارا يعمي البصائر قبل النظر...
وهاهي العاصفة تهب، فتعمي البصائر والأبصار وتغير الحقائق وتقلب التاريخ رأسا على عقب ، اذ لم نعد نعرف اين المفر وأين المستقر... كل شيء تغير ، الكلمات واللغات كلها صارت ملغزة وغريبة غرابة انسانيتنا المفقودة... حتى الالوان تبدلت وتغيرت ملامحها ومعاييرها وأنظمتها، فالأحمر بعد ان كان رمزا للحب والعاطفة والشبق استحال اليوم لونا مفرغا مفزعا ينشر الفوضى والعدم اينما حللنا، استعار من الاسود صفة الموت والعدم وبات الاسود ارحم بنا منه حتى صار لوننا المفضل الذي يبعث فينا الامل و نهتدي اليه في عزلتنا ونخفي فيه خوفنا وفزعنا من الحياة ذاتها ونفرغ فيه احلامنا الوهمية وشذوذنا الفكري وما خلفته سياسة العنف في جنسنا البشري من اثار نفسية خطيرة حتى اصبحت سيكولوجيته مريضة تعاني الوساوس والقهر والهذيان وانفصام الشخصية.



#مراد_الزارعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنصهارات وتحجرات إنسانية -لمحة عن تجربة الفنان السوري عصام ا ...
- ان تكون او لا تكون
- الربيع يختلف في اوطاننا


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد الزارعي - الملاذ ج1