أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالرازق مختار محمود - من عبقرية المسيح ( 1- في محراب الحب )














المزيد.....


من عبقرية المسيح ( 1- في محراب الحب )


عبدالرازق مختار محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5394 - 2017 / 1 / 6 - 21:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بين الحين والآخر يعاودنا الحنين إلى قراءة ما كنا قد قرآناه قبل سنوات طويلة، ربما رغبة في اختبار وقع خبرتنا على ما تقع عليه أعيننا، أو حنينا إلى تلك الأيام التي نشتاق إليها، وهذا أيضا ليس عن قلة المعروض من المعرفة، فالمعرفة متناثرة في كل الطرقات، وتكاد تقتحم علينا أنفاسنا.
ومن تلك الكتب التي عاودني الحنين إليها في هذه الأيام سلسلة العبقريات للعقاد، وهى سلسلة أكثر من عميقة، تناول فيها العقاد بعض الشخصيات العابرة للتاريخ، والمحلقة في سماء الخلود، بداية من الرسول الأعظم عليه أفضل الصلاة والسلام، وبعض الصحابة رضوان الله عليهم، ومن هذه السلسة أيضا عبقرية المسيح عليه وعلى نبينا السلام.
وفي ديننا حب المسيح النبي والإيمان به أمر في القرآن الكريم، فلا يكتمل إيمان المسلم إلا إذا آمن بالمسيح النبي المرسل من عند الله عز وجل لهداية قومه، والأخذ بأيديهم من طريق الضلال والكراهية، إلى محراب الإيمان والحب، في ديننا المسيح أرسل نموذجا لمعجزة فريدة، لم ولن تتكرر في البشر، وهي دليل على طلاقة قدرة الله عز وجل؛ فإذا كان آدم خلق من دون أبوين، وحواء من دون أم، وسائر البشر من أبوين، فالمسيح خلق من أم دون أب، وتلك هي طلاقة القدرة.
المسيح عيسى بن مريم هو النموذج المحتذى في تحمل الآلام، والصبر على الدعوة، وهو النموذج الساطع في إشاعة الحب والسلام في كل الكون، وهو المحب والقريب من أولئك المستضعفين المثقلين بالهموم: طوبي للحزانى. طوبى للمساكين. طوبى للجياع والظماء. طوبى للمطرودين في سبيل البر، طوبى للودعاء والرحماء:" تعالوا إلي يا جميع المتعبين والمثقلين.. احملوا نيري عليكم وتعلموا مني.. فتجدوا راحة لنفوسكم. لأن نيري هين وحملي خفيف".
وإذا جاز لنا أن نصف شريعة السيد المسيح التي أتي بها فهى شريعة الحب التي قضت على شريعة الكبرياء والرياء فعلم الناس أن الوصايا الإلهية لم تجعل للزهو والدعوى، والتيه بالنفس، ووصم الآخرين بالتهم والذنوب، ولكنها جعلت لحساب نفسك قبل حساب غيرك، والعطف على الناس بالرحمة والمعذرة، لا لاقتناص الزلات واستطلاع العيوب. ففي شريعة الحب يُقال للمتعالي على غيره: "لماذا تنظر إلى القذي في عين أخيك ولا تنظر إلى الخشبة في عينك؟"
وفي شريعة الحب " قيل للقدماء لا تقتل ومن يقتل وجب عليه العقاب. أما أنا فأقول لكم من يغضب على أخيه باطلا يأثم ويخزى...فإن قدمت قربانك وذكرت حقا لأخيك عليك، فدع قربانك أمام المذبح واذهب قبل فصالح أخاك"، وفي شريعة الحب " سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن، وأما أنا فأقول لكم لا تقابلوا الشر بالشر، ومن لطمك على خدك الأيمن فحول له الأيسر ... ومن سخرك ميلا واحدا فاذهب معه ميلين"، وفي شريعة الحب يقول السيد المسيح: من طلب منك رداءك فأعطه قميصك مع الرداء.
وبعد فمن الحق أن نقول: إن معجزة المسيح الكبرى هي هذه المعجزة التاريخية التي بقيت على الزمن، ولم تنقضي بانقضاء أيامها في عصر الميلاد: رجل نشأ في بيت نجار في قرية خاملة بين شعب مقهور، يفتح بالكلمة دولا تضييع في أطوائها دولة الرومان، ولا ينقضي عليه من الزمن في إنجاز هذه الفتوح ما قضاه الجبابرة في ضم إقليم واحد، قد يخضع إلى حين ثم يتمرد ويخلع النير، ولا يخضع كما خضع الناس للكلمة بالقلوب والأجسام.
نعم كما قال ربنا عز وجل ( وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين ) .



#عبدالرازق_مختار_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حنانيك أيها المطر
- وتدق الأجراس طلقني شكرًا
- العزف علي أطلال حلب
- ناسك في محراب العيون
- بانا العابد رسالة في جدار الإنسانية
- قهر الاختبارات
- التعليم المجتمعي من رحم التجربة
- أفيخاي أدرعي وميلاد الرسول!!!
- وطنك فقط من يروي عطشك
- حكايات الكلبة أناستازيا؟!
- كلاسيكو الأرض أزمة هوية
- قلم شريف
- حلب الشهباء التي أحببت
- إسرائيل تحترق وماذا بعد ؟!!
- ما وراء مباراة مصر وغانا
- المرضى لا يعرفون
- شد السيفون ولا تخجل
- مفتون أصابته دعوة سعد
- اسم الآلة
- للاحتكار وجوه أخرى


المزيد.....




- إليك ما نعرفه عن اصطدام طائرة الركاب ومروحية بلاك هوك وسقوطه ...
- معلومات سريعة عن نهر بوتوماك لفهم مدى تعقيد البحث عن حطام ال ...
- أول تعليق من ترامب على حادثة اصطدام طائرة ركاب ومروحية عسكري ...
- حوافه حادة..مغامر إماراتي يوثق تجربة مساره بوادي خطير في قير ...
- كيف نجا قائد الطائرة إف-35 -الأكثر فتكا في العالم- بعد تحطمه ...
- إيطاليا تعيد كنوزا عراقية منهوبة.. قطع خلدت ذكرى من شيدوا ال ...
- FBI يستبعد العمل الإرهابي في حادث اصطدام طائرة الركاب بمروحي ...
- بعد كارثة مطار ريغان.. الإعلام الأمريكي يستحضر آخر حادث كبي ...
- جورجيا تنسحب من الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا بعد مطالباته ...
- الائتلاف الوطني السوري يهنئ الشرع بتنصيبه رئيسا للجمهورية


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالرازق مختار محمود - من عبقرية المسيح ( 1- في محراب الحب )