جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 5392 - 2017 / 1 / 4 - 21:50
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
بين المثقف البورجوازي الوضيع والمثقف الوطني و الثوري
خلقت الثقافة البورجوازية في الوطن العربي فئة واسعة من حملة الشهادات يمثلوا مثقفين وأنصاف مثقفين ينحدر معظمهم من أبناء الطبقات الفقيرة والمتوسطة ورغم غياب الطبقة المتوسطة في معظم المجتمعات العربية فإن معظم حملة الشهادات داخل أنظمة الإستبداد العربيةتحولوا إلى بيادق ووعاظ سلاطين بإستثناء نخبة من المثقفين الثوريين الذين حافظوا على أصالتهم الطبقية والوطنية ورفضوا بيع أنفسهم وأقلامهم للأنظمة الإستبداد والإستغلال والعمالة للمستعمر الأجنبي .. فالديكتاتوريات ولدت من حاضنة البورجوازية الوضيعة لمثقفي السلطان . والطاغية نفسه لم يهبط من السماء ,,فهو إبن هذه الطبقة ولد من رحمها بعد سفاحها مع المستعمر مقيم إسرائيل في قلب الوطن العربي حامية لشركات نفطه ونفوذه . ورغم وجود إستثناءات وطنية وثورية مخلصة من هذه الطبقة . لكن الأكثرية الساحقة من هذه الطبقة جعلت من الشهادات وسيلة لخدمة السلاطين الطغاة الذين لم يهبطوا من السماء بل توجوا جلادين ولصوص على شعبنا وثروات بلادنا من أسيادهم المستعمرين والصهاينة ..ومع الأسف شكل هؤلاء البورجوازيين الطفيليين قيادات معظم الأحزاب السورية وقادت حركة المعارضة قبل ثورات الربيع العربي وبعدهافي الطريق الإصلاحي الغير ثوري وكانت متخلفة عقوداً عن الجماهير الثائرة العفوية التي طرحت - إسقاط النظام - بعد أن قابل مظاهراتها بالرصاص الحي والقمع الوحشي...ولم يجد العدو الطبقي وأسياد النظام الأسدي أفضل من إستخدام فزّاعة الإرهاب وأسلمة الثورة لتشويهها وإغتيالها بقيادة أداة المستعمرين التقليدية الرجعية الدينية - التكفيرية التي يشكل الإخوان المسلمون حملة الشهادات البورجوازية ووكلاء الله على الأرض وخلقوا بقيادتهم وسيطرتهم على التنظيم والتمويل النفطي بإذن من الاّمرة بالصرف المخابرات المركزية الأمريكية وإلتف حولهم تجار المعارضة في المجلس والإئتلاف وبقية التشكيلات العسكرية والمدنية من نفس الطبقة لم يكن بينهم عامل سوري واحد أو فلاح واحد ..لذلك وصف المعلم لينين هذه الطبقةالبورجوازية التي أوصلت ثورتنا السورية إلى طريق مسدود .. بما يلي :
( إنهم يعملون وفق عقلية المثقف البورجو ازي الذي لاير يد الإعتراف بعلاقات طبيعيةوشفافة مع الجماهيرولايريدون إقامة علاقات تنظيمية إلا بصورة فوقية إفلاطونية وإتجاههم دوماً نحو الذاتية بوصفها نقيضاً للمركزية الموحدة والمنتجة - خطوة إلى الأمام وخطوتان إلى الوراءص 7 )
ولا يتوانى المثقفون البورجوازيون وأشباه المثقفين في الساحة السورية المنكوبة عن اللعب على الحبال وإتباع سياسة الوجهين و يرفضوا الوحدة وقطع صلاتهم مع الخارج المعادي للثورة والتقدم .
وقال لينين أيضاً:( إن الذي يميزالمثقفين عموماًمن حيث هم جماعة خاصة في المجتمعات الرأسمالية الحديثة , إنما هو الفردية والأنانية وعدم القابلية للتنظيم والنظام - المؤلفات الكاملة المجلد السادس ص 212 ) 4 / 1 - لاهاي .
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟