|
- تاونات- التي في خاطري و-تاونات- التي في خاطرك –المحطة الثالثة عشر-
محمد البكوري
الحوار المتمدن-العدد: 5391 - 2017 / 1 / 3 - 09:55
المحور:
الادب والفن
إشارة لابد منها : مع إشراقات سنة 2017 ارتأيت تغيير عنوان هذا النص الابداعي من "القامرة التي في خاطري والقاهرة التي في خاطرك" إلى "تاونات التي في خاطري وتاونات التي في خاطرك"، مع الاحتفاظ دوما بتسلسل نفس المحطات ... نواصل بلا كلل أو ملل رحلة العمر... نغادر المدينة العملاقة... مدينة ناطحات السحاب ... المدينة التي لاتنام ... لم أتذكر اطلاقا من اللحظات القليلة التي مكثنا بين ظهرانيها، إلا النزر اليسير المرتبط بأصوات الصخب الليلي، التي تغلي غليانا في أزقة "بنجدية"، والتي أظن أن ليلة المبيت كانت في أحضانها المثملة بكل ألوان الصبابة وألحان الدعابة... في هاته اللحظة بالذات، يدثرني الحنين... أشتاق إلى عفتك... أشتهي طهارتك... يا مدينتي... يامحبوبتي... أود أن أرشف من قدح بهائك القدر الكبير، تذوقا للذة العاشقين ... أحن إلى عذرية خضرتك المنبتة في أرجاءك الفسيحة... بدءا من "واد قنصرة" ...مرورا ب"واد اللبن" و"عين عائشة"... ووصولا إلى عقبة "عين دردار" ... أود أن أسمع مايصدح به قلبي من ترانيم جواك... أتطلع دوما، وفي كل وقت وحين إلى عظمة شجرة التوت القابعة في ركن من أركان "دار دعايشة" ، المحاذية لمنزلنا الأبي، والذي لا أتوانى في الوقوف مشدوها في سطحه، متمعنا في الغابة، حيث "قبري" الكائن تحت "البرية"، والذي سأدفن فيه يوما ما، رغم أنه" ما تدري نفس بأي أرض تموت" ... أحلم حلما، طال به الزمن ولم يقصر، حلم اللعب في دروب الفريشة والكعيدة وكعدة الجامع والكوديا ودرب العداو والعسريين وعين الله وعين الزيتون وسبحمار وعقبة التوت والدويوار ... يعاد الحلم الجميل، المتكرر دوما، والذي لايوقف نبض مساراته، إلا الاحساس بالقتامة، التي تنتابني والبشاعة التي تعتريني، وفي مفارقة عجيبة في اللحظة ذاتها، وأنا في أحضان المدينة العملاقة، حيث " الليل طويل ماعندو نهاية"... ليل البيضاء مفعم بالعجائب والغرائب... متسكع يأكل من "طارو دالزبل"... أتذكر نشيدا حفر في ذهني، وارد في رائعة مبارك ربيع "الريح الشتوية" : " المذكوري بودربالة... مكلتو في الزبالة... والقاملة قد نوالة..." فتاة أو عجوز أكل عليها الدهر وشرب... مزوقة بالبيان ...واقفة أمام "بوطو دضاو" على مقربة من معلمة الكرة الأرضية... تنتظر دريهمات الرصيف... تبيع لحمها لمن هب ودب... إنها ملك مشترك... تضاريس جسدها مباح اختراقها للجميع بلا استثناء... بلا هوادة ... تبيع "البليزر" و"الهوى" لمن "هوى" خفيف ظريف ... بلا تعقيدات... بلا مقدمات... بلا أفلاطونيات... تبيع لحمها النتن بثمن بخس... "لاغلا على مسكين" ... عشرين درهما ... رائحة عرقها تزكم الأنوف... عبق الخمر الرخيص ينبعث من فمها ك"بوخرارب"... العكار يلطخ شنايف ديالها كالتحميرة أو الماسكة دريال ... لعبة خيال الظل... لم أعد أستوعب شيئا... لم أعد أدري "تا لعبة" ... زمن المسخ ...رجال يشبهون نساء... نساء يشبهن رجال... "تخلطت علي العرارم"...أكاد أجن ... قرب "كافي فرانس" ...أظن أني سمعت مناديا ينادي : ياولد! ! ! تعالى... فالكل مباح اختراقه ... تعالى جرب! أرد مشمئزا... مكفهرا :"سير الله يعطيك الجربة" ... و”الله إلا مابقى ما يعجب وصافي" تردد نفسي بازدراء واحتقار شديدين. المحطة المقبلة: مدينة الجديدة... روزيبيس... مازكان... دوفيل المغرب... عاصمة دكالة... تأكد أيها الجبلي أن "دكالة بلاد الرجالة"... لتحقق مرادك... لتصل إلى مبتغاك... لتنال مقصدك... ردد الأهزوجة التي تسلب الألباب والترنيمة التي تخلب الأفئدة : "وا الغادي الجديدة... واديني معاك ورقة على ورقة وطاكسي حداك" ... وإياك ثم إياك "لسخطت عليك يماك" أن تصدح بالنشيد المنبوذ :" الجديدة جاتني بعيدة"... وفي المقابل اهتف فرحا " وإن كنت بعيدة عن العين، فأنت قريبة إلى القلب "... حينئذ، تأكد أن بركات مولاي عبد الله أمغار، ستكون فيأك السرمدي، الذي سيقيك أبد الدهر من كل الشرور والآثام ...تأكد صادقا أن لالة"عايشة البحرية"، ستوقف نبض عنوسة أفكارك، شريطة تقديم قربان أوهامك من نوع "الذبيحة السرية" لظنونك السرابية ... تعرف جيدا وتدرك بلا شك، أن للبحر في الجديدة حرمته، إياك أن تنتهكها، وأن للبحر فيها قدسيته، إياك أن تعبث بها ... ماكاين غير سيدي :" سيدي الساري... سيدي يعقوب... سيدي بوزيد... سيدي بونعايم ... سيدي عابد ... سيدي موسى... " ولالة:" الحوزية... بلاد البحر... الحويرة ... مريزيكة... لعشيشات..." ياولدي ! فوق بساط الريح... أعلن مرة أخرى عن بداية المسار الدائري... "عين الذياب... دار بوعزة... حد السوالم... سيدي رحال... آزمور ... " على حسب قول "عمي حميدو" : الحياة قصيرة، فاستغلها في الأسفار... اقطع المسافات طولا وعرضا... لا تتراجع ... لا تستسلم للملل... لاتذعن للتعب... لاتخضع للاشمئزاز... ستخرج من هذه الحياة يوما ما "مذءوما مدحورا" ... فلتتزود بخير الزاد... اكتشاف حلاوة الحياة ... والعمل لآخرتك كأننا ستموت غذا، وللحياة كأنك ستعيش أبدا ... السفر فوائد... ألم يقل قائل :" تغرب عن الأوطان في طلب العلى... وسافر... ففي الأسفار خمس فوائد ...تفرج هم ، واكتساب مــعيشة وعلم، وآداب، وصحبة ماجد ... " هنا، أتذكر بلوعة وسهاد، قول إحدى "الطيور المهاجرة" : "أعرف أن مدينتي مدينة هادئة، لايكسر سكونها إلا "وشوشات" نساء النميمة ولا يقهرها إلا كثرة القواسة الله يحفظنا ويحفظكم أجمعين ، ولكن كما قال شريف ما : " بلادي، وإن جارت علي عزيزة ... وأهلي وإن ضنوا علي كرام"... ومن ثم علي أن أحرص تمام الحرص على أن أطلق العنان للسفر... فأرض الله واسعة"... يتبع ...
#محمد_البكوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القامرة التي في خاطري والقاهرة التي في خاطرك - المحطة الثاني
...
-
المهاجر
-
القامرة- التي في خاطري و-القاهرة-التي في خاطرك -المحطة الحاد
...
-
-ثورة الواو- ما قبل الأخيرة وما بعد الآخرة.
-
-امي نفري- ! جنة الله فوق ارضه !
-
لقاء Surf club
-
العدالة الطرقية
-
بوح الطام طام (2)
-
بوح الطام طام (1)
-
عطسات البنغو ! أو - ديجيتالية عايشة مولات لبحر -
-
فجرية الفجور أوغروب التشظي !
-
مرتين.....
-
فيسكاليتية اللذة !
-
الهجرة السرية والامن الانساني المفقود
-
-المكتب المركزي للابحاث القضائية ومأسسة الحكامة الامنية بالم
...
-
سحر القلادة
-
زوائد ... زوائل
-
القامرة- التي في خاطري و-القاهرة-التي في خاطرك -المحطة العاش
...
-
مريولة و البحر ...
-
فاجعة طانطان : الاسئلة -الحارقة
المزيد.....
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
-
انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
-
-سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف
...
-
-مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
-
-موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|