أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - اللاثبات ... الثابت العربي الوحيد














المزيد.....

اللاثبات ... الثابت العربي الوحيد


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 5390 - 2017 / 1 / 2 - 00:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


في الأحداث السورية تقف السعودية جنبا إلى جنب مع القوى الدينية بما فيها الإخوان المسلمين وتفرعاتهم بينما تقف ضدهم بالمطلق في مصر, في سوريا تقدم كل الدعم والتأييد للجماعات الدينية وتقدم كل الدعم والتأييد لنظام معادي لهذه الجماعات في مصر وتتحالف مع تركيا في سوريا وتختلف معها في مصر وتفعل خلاف ذلك في الشأن العراقي وفي القضية الفلسطينية حيث تجد إيران وحزب الله يؤيدون حماس هناك بينما يختلفون معها في الموضوع السوري والبحريني واليمني وتسكت إيران عن الدور الأمريكي في العراق وتسكت أمريكا عن الدور الإيراني هناك أيضا بينما يتحاربان بعنف في سوريا وتبدو أمريكا محايدة في موضوع اليمن وتندفع مصر بكل قوتها هناك بصمت واضح من أمريكا عنها, وهذا ينسحب على الجميع ففي مصر المتخالفة بالمطلق مع السعودية في اليمن تقف صامتة واقرب إلى التأييد للنظام الحاكم في سوريا ولا احد يدري من يقف إلى جانب من في اليمن, حالة التناقض هذه باتت سمة من سمات العرب فهم لا يملكون رؤية واضحة لأي شيء ولا يضعون خططا لمستقبلهم والسبب باختصار شديد هو غياب الرؤيا القائمة على فكر عصري عميق وقادر على تقديم صورة العربي عبر واقعه ومصالحه ومستقبله بل يضع العربي كملحق دائم للسياسات الغربية والامبريالية في المنطقة وما تراه أمريكا صحيحا نجد الجميع يتسابق للانضمام إليها بهذا الشكل أو ذاك وحين ترى البعض يتناقض مع الموقف الأمريكي في هذا الموقف أو ذاك يحيرك أن نفس الجهة تؤيد الموقف الأمريكي وتتساوق معه في مكان آخر وقد يكون منطقيا أحيانا أن تتحالف أو تتناقض مع نفس الجهة حسب الموقع والمرحلة انطلاقا من إدراكك التام لمصالحك وأهمية تحقيق الأهداف التي تسعى إليها لكن الغريب أن العربي لا يملك هذه الأهداف وهو يعمل يوميا عكس أهداف بلاده ومصالحها.
في موضوعة التصويت في مجلس الأمن على القرار المناهض للاستيطان والفرح العارم بالقرار الذي يأتي في الأيام الأخيرة لحكومة الديمقراطيين برئاسة اوباما وقبيل ابتداء حكم الجمهوري ترامب وما بجعبته من تأييد تام لمصالح الاحتلال الإسرائيلي لبلادنا متناسيين أن الصحوة الأمريكية لحكوماتها في أيامها الأخيرة ليست وليدة الساعة فلقد اعتاد حكام الولايات المتحدة الأمريكية أن يلقوا لنا ببعض الفتات قبيل مغادرتهم البيت الأبيض ثم يتركوننا نهبا للقادم بعدهم ليلغي ما سبق أن قدمه من سبقوه ويتركنا نلهو بتلك العظمة بينما يستمر هو في تقديم الدعم التام للاحتلال الإسرائيلي على الأرض, نظريا استطاع القرار في مجلس الأمن أن يمر بشكل طبيعي وبدون أي صوت ضد بما في ذلك صوت الولايات المتحدة التي لم تكتفي بعدم استخدام الفيتو لتمرير القرار بل وظهرت بكل الحياد في الأمر عبر امتناعها فقط عن التصويت وكان صوتها الصموت الوحيد الذي الغير مؤيد علنا بينما كان واضحا أنها رغبة كل الغربة بتمرير القرار وانطلق صخب الفرح الفلسطيني بالقرار من كل حدب وصوب.
بالتأكيد لقرار مجلس الأمن أهميته ولكن الاكتفاء به بعيدا عن البند السابع لا يعطيه أية قوة ولا أية إمكانيات للانتقال إلى دائرة الفعل فهو ككل القرارات التي سبقته سيبقى حبر على الورق ولن يتحول إلى حجر في بناء حقيقي يصل بشعبنا إلى كامل حقوقه الوطنية لكن الحجارة الحقيقية جاءت من جهتين الأولى أننا خسرنا مصر القوة العربية الأولى أمام العالم وعلنا ولأول مرة تتراجع دولة عربية عن دعم موقف فلسطيني في محفل دولي بهذا الشكل وعلى صعيد آخر ارتفعت كل حجارة الاحتلال لبناء مستوطنات جديدة ووحدات سكنية جديدة وصدرت قرارات احتلالية جديدة تساهم في تهويد الأرض وعزل مواطنيها تمهيدا لإحكام السيطرة على الضفة الغربية برمتها وإلغاء أية إمكانيات لإقامة دولة فلسطينية مستقلة تكون الضفة الغربية مكونها الأساس بينما ستسمح قطعا بوجود ذلك في قطاع غزة بهذا الشكل أو ذاك.
هكذا ببساطة تسمح أمريكا لنيوزيلندا التي تعتبر ملكة بريطانيا هي الحاكم الدستوري لها والسنغال الأقرب تاريخيا للولايات المتحدة بينما تحرم مصر من فعل ذلك وتسكت لها عن موقفها من الأحداث السورية المناقض علنا للموقف الأمريكي وهي تمنع مصر من تقديم المشروع وبنفس الوقت تسهل تمريره فما هي المصلحة الأمريكية من مثل هذا الموقف سوى إحكام السيطرة على المنطقة العربية وجعل الفلسطينيين عراة من أي دعم عملي وواقعي يأتيهم من اكبر دولة عربية عرفت تاريخيا كحاضنة للقضية الفلسطينية وهذا أيضا ينسحب على وقف مصر لرعايتها للمحادثات بين فتح وحماس والسماح لسويسرا بفعل ذلك ومنع الأردن من استضافة قادة حماس على أراضيها وإطلاق يد قطر وتركيا في ذلك فالأمر جلي إذن وبغاية البساطة تجردي القضية الفلسطينية من حاضنتها العربية لمنع الفلسطينيين من الانتقال إلى دائرة الفعل المقاوم على الأرض من جديد وتحويلهم إلى أدوات دبلوماسية لا حول لهم ولا قوة وتحويل قضاياهم إلى قضايا إنسانية وإطلاق يد المحتلين للانتهاء من تهويد الأرض وابتلاعها والإبقاء على قطاع غزة كملها بديل لحكاية التحرر والاستقلال التي يصر الفلسطينيون على استمرار تذكرها واعتبارها هدفا لم يغب عن عقولهم وان غاب عن أفعالهم وبغيب يوما بعد يوم لانشغالهم بما يقلى لهم من أدوات الهاء لا تغني ولا تسمن من جوع.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب ومتلازمة الخوف من الفرح
- المشافهة ثقافة المستبد والمرتجف معا
- تبييض المستنقعات الاستيطانية أم طمس لوننا
- قضايا أم لهايات؟
- حلب طريق الغاز لا طريق الجنة
- الاتحاد السويسري وسيط أم نموذج
- علم الجبر في جبر الحال العربي
- سنة فلسطينية لم تأت بعد
- العرب ... بين المؤتمر السابع والمهام السبع
- السماء لا تمطر حرية مجانا
- الامبريالية هي المشكلة وليس الاسلام
- ترامب العاقل وبرامج الأغنياء المجنونة
- المؤتمر السابع وبوصلة الوحدة
- متى قاومنا المحتل آخر مرة ؟
- الاستغوال أبشع مراحل الامبريالية (23)
- القيم المدنية رافعة السلم الأهلي (9)
- القيم المدنية رافعة السلم الأهلي (8)
- القيم المدنية رافعة السلم الأهلي (7)
- القيم المدنية رافعة السلم الأهلي (6)
- القيم المدنية رافعة السلم الأهلي (5)


المزيد.....




- -حالة تدمير شامل-.. مشتبه به -يحوّل مركبته إلى سلاح- في محاو ...
- الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن ...
- مسؤول إسرائيلي لـCNN: نتنياهو يعقد مشاورات بشأن وقف إطلاق ال ...
- مشاهد توثق قصف -حزب الله- الضخم لإسرائيل.. هجوم صاروخي غير م ...
- مصر.. الإعلان عن حصيلة كبرى للمخالفات المرورية في يوم واحد
- هنغاريا.. مسيرة ضد تصعيد النزاع بأوكرانيا
- مصر والكويت يطالبان بالوقف الفوري للنار في غزة ولبنان
- بوشكوف يستنكر تصريحات وزير خارجية فرنسا بشأن دعم باريس المطل ...
- -التايمز-: الفساد المستشري في أوكرانيا يحول دون بناء تحصينات ...
- القوات الروسية تلقي القبض على مرتزق بريطاني في كورسك (فيديو) ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - اللاثبات ... الثابت العربي الوحيد