أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد العبيدي - عام آخر من التمنيات














المزيد.....


عام آخر من التمنيات


سعد العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5389 - 2017 / 1 / 1 - 16:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع نهاية عام وبداية آخر تضج وسائل الاعلام والاتصال والهواتف النقالة بتعبير الرسائل التي تفوح منها رائحة التمنيات بعام مختلف تتحقق فيه المطالب والرغبات، وترفع الأيادي الى الله سبحانه لتكثيف الدعوات بتحقيق الأماني. وهكذا الحال سنة بعد أخرى لكننا لو توقفنا قليلا أمام مشهد التمنيات ورفع الايادي لأغراض الدعاء، وسألنا أنفسنا ولو مرة واحدة سؤالاً أو أكثر: كم منها تحقق وكم هو الباقي غير المتحقق؟. وكم هي الدعوات المنطقية القابلة للتحقيق؟، وفي المقابل كم هي الدعوات التي تصنف خوارق للطبيعة لا يمكن تحقيقها في ظروف الحياة؟ . وإذا تجردنا من الانحياز والقيود الدينية الانفعالية في التفسير والتأويل سنجد أننا كشعوب عربية واسلامية من أكثر شعوب الكرة الأرضية ان لم تكن الوحيدة (مع بعض الاستثناءات القليلة) التي تغرق في بحور الدعاء والتمنيات ومن أقلها بذلاً للجهد في سبيل تحقيقها. إذ أننا مع نهاية العام الماضي وما سبقه من أعوام خلت بدءً من العام 2003 وحتى نهاية 2016، رفعنا الأيادي جميعنا الى السماء طلباً لتحقيق الأمن وبسط الاستقرار، وهذا أمر معقول في ظروف التوتر، وهذا الكم الهائل من الخروق الامنية والاستهداف الأخرق للأرواح، لكننا وفي الجانب التنفيذي لتحقيق هذه الأماني لم نسأل أنفسنا يوماً: هل هذه الأماني تتحقق لوحدها؟ . وماذا قدمنا من جانبنا لتحقق الدعوات بتحقيقها وغيرها لكي ننعم بالسلام؟ .
أن تجارب السنين ومنطق التفكير العقلاني يؤكد أنها وعلى سبيل المثال لا يمكن أن تتحقق إذا لم ننزع من نفوسنا كم الحقد على الغير، فالحقد بطبعه ينتج حقداً مقابلاً يفضي الى الاضطراب. والاستئثار بالمناصب والمنافع والنفوذ يثير في نفوس المقابل عتباً وعدم رضا وسعي للحصول على الحقوق يعتقد البعض أنها لن تتحقق الا بالعنف والانتقام. والامان لا يحصل بأوامر تصدرها الجهات الرسمية ودعوات ترفع في الجوامع والحسينيات. بل بتعاون الناس فيما بينهم وبينهم جميعا والدولة بمؤسساتها المختلفة، وهنا يفترض بنا أن نفتش في سلوكنا ونسأل كم منا بادر وأخبر الجهات الأمنية عن بيت في شارعه يدخله مشبوهون، وعن جامع تخزن في غرفه متفجرات، وعن سراق ونهابة ومخربون.
ان الأمن والسلام والرفاه والمتعة بالحياة والوصول والرفعة وغيرها من رغبات وتمنيات لا يمكن أن تتحقق دون سعي من أصحابها مهما كانت درجة العبادة والعلاقة مع الله... حقيقة أدرك معناها الغير من شعوب العالم المتقدم وتوجهوا بدلاً عنها الى الجانب العملي في سياقات التطبيق وقياس كم الانجاز تبعاً للجهد المبذول، وعلى هذا حققوا الكثير من تمنياتهم ورفعوا شأن دولهم وبقيَ غيرهم ممن يكثرون الدعاء وينتظرون تحقيقه دون بذل جهد يذكر لتحقيقه في آخر الصف يلهثون وسوف يستمرون باللهاث دون أن يحققوا أمانيهم عشرات مقبلة من السنين.



#سعد_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كبوة التعليم في العراق ثانية
- هل يصح للعشيرة قانوناً
- داعش تندحر
- ناتج الديمقراطية ومستقبلها في العراق
- تخزين الأسلحة والمتفجرات في المدن وخروقات الأمن الاجتماعي
- معادلة الديمقراطية والثقافة في وادي الرافدين
- العرب والمسلمون والمستقبل
- بغداد حبيبتي
- كارثة الموصل في ذكراها الثانية
- متطلبات دعم معركة الفلوجة معنوياً
- وحدة القيادة في الحرب
- هل من حلول لأزمة البلاد القائمة
- مقاربة انتخابية بين لندن وبغداد
- مطلوب أن يكون للعراق هوية
- تعقيدات المشهد العراقي الحالي
- في ذكرى السقوط وأمل التغيير
- فن الاصلاح والصلاح
- لا لن أتغير
- قضية انتحار
- لوثة جينية


المزيد.....




- بعد أن فرضتها أمريكا على الصين وكندا والمكسيك.. ما هي الرسوم ...
- بسبب بطة.. رجل يتعرض لموقف مرعب بينما كان يحاول اللحاق بكلبه ...
- ظهور الشرع في -سدايا- للاطلاع على أهم الجهود ضمن -رؤية السعو ...
- الرئيس الألماني يزور الشرق الأوسط لبحث الوضع في سوريا
- قائد عربي جديد ينضم إلى قائمة مهنئي الشرع بتنصيبه رئيسا لسور ...
- ستارمر يضغط لإحلال السلام في فلسطين بصيغة السلام في إيرلندا ...
- أمريكا.. مظاهرات ضد خطط الترحيل الجماعي (فيديو)
- إصابة عشرات الأشخاص على الأرض في حادث طائرة فيلادلفيا
- قمة للاتحاد الأوروبي والناتو وبريطانيا حول الإنفاق الدفاعي ي ...
- قلق صالات الـ-جيم-.. لماذا يخشى البعض الذهاب إلى النادي الري ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد العبيدي - عام آخر من التمنيات