أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - أعياد الميلاد وصناعة الفرح














المزيد.....

أعياد الميلاد وصناعة الفرح


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 5385 - 2016 / 12 / 28 - 22:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أعياد الميلاد وصناعة الفرح
جعفر المظفر
لا أحد ينكر أن تاريخ المسيحية كان حافلا بالكثير من العقائد والأفكار والممارسات التي جلبت على المسيحيين أنفسهم صورا لا توصف من الدمار ووضعتهم في جاهلية لم يكن أمامهم لغرض إجتيازها إلا أن يكونوا علمانيين سياسيين ويتركوا المسألة الدينية للشخص نفسه.
إن العلمانية هي الحل, وأن ما نعيشه من كوارث طائفية كانت أوروبا ذاتها قد عاشتها بشكل أشد في اثناء حرب الثلاثين عاما, تلك التي حدثت بين الكاثوليك والبروتستانت, والتي بدأت دينية ثم تحولت إلى سياسية لغرض سيطرة الدول على أراضي بعضها البعض, وأدت إلى مقتل نصف البشر في عموم القارة.
أما اليوم فإن الجميع في الغرب, ومنهم المسيحي وكذلك الملحد واللاديني الربوبي, يحتقلون باعياد الميلاد وما صارت ترمز إليه.
اكثر هؤلاء, وملحدوهم في المقدمة, يتعاملون مع رمزية المناسبة. لقد أفلحوا في أن يخلقوا صورة للمسيح هي غير تلك التي صنعتها المؤسسة الدينية ذاتها. لقد باتوا صناع فرح أما نحن فما زلنا صناع مآسي.
لدينا صورة مجسمة لطرفين, واحد ملحد وأخر يصلي إذا شاء في بيته وكنيسته ويترك الشارع للفرح الملون. حتى المسيح فقد قام من ميتته ليورث الفرحة : فقهيا تستطيع أن تناقش المقولة على ضوء نوعية إيمانك بأن المسيح بشر وليس إله, وهو كان قد صٌلب وإنتهى أمره ولم يقم من ميتته, أو كان قد شٌبه لهم كما يذكره الإسلام. المسالة ليست هنا, إذ لا أحد في اعياد الميلاد في الغرب يناقشك حينما يتسوق أو حينما يرسم للأطفال صورا وقصصا ملونة عن السانتا كلوز أو حينما يتبادل الإنخاب والقبل عند منتصف الليل, عن ما إذا كان المسيح إلها أو بشرا, أو عن الطقوس المسيحية, فلقد تركوا ما لله لله وجعلوا ما للبشر للبشر ثم أفلحوا من خلال العلمانية السياسية ان يبنوا مجتمعا يؤمن به الإنسان بما يعتقده دون إكراه.
إنهم صناع فرح .. لقد رفضوا أن يظل المسيح ميتا, ووفر لهم ذلك فرصة أن لا يبكوه طول العمر حتى كأنهم بعثوه حيا مرة أخرى لكي يفرحوا بيوم قيامته. أما نحن فهناك من بات يخبرنا اليوم أن محمدا لم يمت ميتة طبيعية, وإنما أستشهد بعد أن تم قتله بالسم, وهكذا يشاء هذا البعض أن يحرموا المسلمين من فرحتهم بعيد ميلاد نبيهم, وهي فرحة على قد الحال, إضافة إلى مشهد الفتنة الذي يرسمه إدعاء كهذا.
فهل يستطيع التيار العلماني بين المسلمين أن يكون صانع فرحة. أعتقد أن المسألة ليست بهذه السهولة, لكن مع ذلك فإن العلمانية,إذا كتب أن يكون لها القرار, فإنها تستطيع التحكم بطبيعة الحياة اليومية وتحييد الموروث العنفي الصدامي إجتماعيا بحيث تخف تدريجيا الحاجة الماسة إلى الحزن والبكاء. وقد يكون لنا سانتاكلوزنا الخاص بنا, أو قد يكون لنا جميعا سانتاكلوز واحد.
وفي كل الأحوال سيعلمنا ذلك كيف نبدأ العام الجديد بفرحة لا بقرحة.





#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القائم من موته كي يورثنا الفرحة
- أمريكا.. البحث عن عبدالله إبن سبأ
- العلمانية في العراق .. قضية وجود أم قضية تحضر
- ملحدون تكفيريون
- عن الحشد الشعبي وتقنينه وقدسنته.
- حكاية الشرف الذي تغار علية صحيفة الشرق الأوسط ويدافع عنه منت ...
- عدو صادق أفضل من صديق منافق
- مع ترامب .. تعالوا نتحدث عن الأسماك
- النفوذ الصهيوني والإنتخابات الأمريكية
- الحسين والمرجعية الدينية وقضية تحرير نينوى
- كيف تكون ملحدا في أسبوع
- ترامب وخطاب الكراهية ضد المسلمين
- طقوس الحزن الحسيني في إيران والعراق .. لماذا الإختلاف رغم ال ...
- وهل يرضى الحسين بهذه الكوميديا السوداء (2)
- وهل يرضى الحسين بهذه الكوميديا السوداء
- حتى جاء غاليليو
- العراق وتركيا .. البحث عن عبد ربَّه
- فساد ما فوق الطاولة .. فساد ما تحت الطاولة
- الموت عَضّا
- مفهوم الأغلبية السياسية في الوضع الطائفي الراهن


المزيد.....




- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة toyoraljanah 2024 الجد ...
- اتحاد الجاليات اليهودية في روسيا: المسلمون يساعدوننا في ترمي ...
- رغم قيود الاحتلال.. 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى ...
- مدينة سنجة السودانية.. مدينة المروج والمراعي والصوفية والتنو ...
- سيدة بريطانيا الأولى.. يهودية متدينة ولديها عائلة في إسرائيل ...
- الصورة العامة لستارمر تخفي -حقيقته-.. ملحد وزوجته -يهودية- و ...
- كيف انتهى المطاف ببعض رؤوساء إيران أثناء فترة حكم الجمهورية ...
- مشاهد للإعلام الحربي في المقاومة الاسلامية تعرض لأول مرة
- فيديوخاص: قائد الثورة الإسلامية يدلي بصوته في الجولة الثانية ...
- السعودية.. السديس يعلق على اختصار الوقت بين الأذان والإقامة ...


المزيد.....

- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - أعياد الميلاد وصناعة الفرح