|
قراءة ل(سورة)الكافرون(6)
ماجد الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 5385 - 2016 / 12 / 28 - 22:16
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ومع التجاذب والصراع العبادي-المعتقد.وتحديد وفرز الهوية الدينية وانفصالها عن الضلال،بين النفي الحاد والتوكيد المختلف،والاعادة والتكرار لنص محمد في تثبيت المنازعة في التدين،وحقبقة استحالة ان يتعبد محمد مايتعبده قومه،ومن الطرف الاخر،الاستبعاد الجازم لان يعبدوا هم مايعبد هو.يتشكل الوضع على النحو الآتي:عبادتي وعبادتكم مختلفة،وخلافي معكم اساسي وجذري ولامجال للتوافق.فأنا لا ولن اعبد ماتعبدون،وانتم ايضا لا ولن تعبدوا ما اعبد.والتنافي والتنافر قائم بيننا.وأنا على حق في نفيي وتوكيدي النبوي وقولي:(2)"لااعبد ماتعبدون"(3)"ولا انتم عابدون ما اعبد"(4)ولاانا عابد ماعبدتم"(5)ولا انتم عابدون ما اعبد" عندما نعيد قراءة هذه(الآيات)بأمعان وتفحص،تحضر امامنا اسئلة وليدة عديدة منها:ماهي طبيعة عبادة المكيين تلك التي يعترض عليها ويرفضها محمد؟!.ألم يكونوا مؤمنين بالله مثله؟(ولو من خلال اوثانهم الرمزية،شفيعتهم ووسيلتهم للتقرب من الله زلفى كما يعتقدون،والذي عظموه وقدسوه لدرجة ايمانهم بأستحالة الاتصال به-الله-دون وسيط بينهم وبينه،فكانوا اكثر تنزيها للمطلق).ألم يكونوا ممارسين مواظبين لطقوس الصلاة والصوم والحج -على طريقتهم-كما قلدهم هو محمد وشرع هذا التعبد في دينه الجديد -ولو بتغييرات طفيفة واضافات كمية،فلاتمايز بين الوثنية والاسلام الا بالتوحيد الكتابي من خلال نص(القرآن) وسمات الحنيفية ذات الجذر المحلي-المكي؟!-. ألم يعبد هو محمد ربه من خلال وسيط ينزل عليه قرآنه ويبلغه التعليمات والوصايا،جبريل -رابع اربعة من نخبة الملائكة-وان لم يصرح بأسم جبريل كتعريف الا في يثرب، اما في مكة فلم تتعين هويته الا ب(الروح الامين)؟!. فلماذا يفرض محمد تصوره الخاص الذي انتحله واقتبسه من وثنية قريش(ه)والديانة اليهودية والمسيحية والحنيفية التي تأثر بها كثيرا لدرجة ان مشروعه النبوي كان مشروعا حنيفيا بالاساس، وحقق به ماعجز الحنفاء عن انجازه،فقد اعطاها ما كان ينقصها -نبوة وكتاب عربي-حنيفيته التي طورها الى نبوة،و صادق عليها القرآن الذي بدأ يتنزل عليه منجما مصحوبا بالفزع والدهشة،ليصنع نسخته الخاصة من الأله العربي كتصور وخيال خاص ووحيد للذات المتعالية وبجموح فانتازي مجنح لذهنية النبوة المستعارة من الديانات المجاورة؟!. فأله محمد ليس بالاصيل المبتكر، او المتفرد دون مثال تاريخي سبق،فهو موروث او متوارث ،بل مشاع قابل للمناقلة والتبني في كل الثقافات الدينية وله تاريخ وسيرورة.فهو تجسيد وتجريد في آن واحد لرب:الوثنية،والحنيفية،واليهودية،والمسيحية،وبقية آلهة المنطقة المحيطة بجزيرة العرب.بعد ان صهره محمد بمرجله النبوي ومخياله اللاهوتي،لينتج بتدرج ألها عربيا واحدا وخاصا،ومع كل مايكتنفه من غموض وضبابية وعسر في تفكره وماهيته!. وسؤال اخر يلح علينا في طرحه:احقا وصدقا لم يتبعد محمد بدين قريش قيل ابتكاره لدينه،وكان نبيا منذ مولده كالمسيح؟!.(الخيال الاسلامي وكتاب السير والرواة حاولوا ذلك من خلال الشطحات الاعجازية التي تعج بها السيرة قبل مولده وفترة صباه وشبابه ونبوته،وايضا بعد موته،تفنن الرواة في تدبيج الصور المؤسطرة لعصمته وقداسته!). فعندما يقول محمد:انه لايعبد مايعبدون،فهو يغالط ويتنكر لماضيه الديني العبادي الوثني،فهو كان يتعبد بدين القريشيين،ويذبح اضحياته على الانصاب للالهه!.فهو كان وثنيا مثلهم - بلا خلاف -كل فترة شبابه ان لم نقل طيلة الاربعون عاما قبل بعثه النبوي(ألم يجدك ضالا فهدى)!.. لقد كانت الوثنية-كما هو معروف-تراث محمد الثقافي-الديني -التربوي-السايكولوجي.وكانت الحنيفية هي التي شكلت وجدانه وبدايات وعيه اللاهوتي المتغير كأرهاص لاحق سبق تكوينه النبوي،وايضا كانت الديانة اليهودية والمسيحية هي التي مدته بالمصادر والمادة الدينية الهائلة من:اخبار،وقصص،وتاريخ احداث،ومرويات لسير وحكايات الانبياء ليخزنها في ذاكرته ومخيلته الخصبة،ليخرجها بعد ذلك بأبداع وفن على شكل:قرآن،وحديث،وممارسات نظرية وعملية-احكام وتشريع،وطقوس عبادات.فقد سبق اعلانه النبوة فترة من:ارهاصات واعداد وتمهيد وتعلم وهضم وتمثل واختمار،حتى جاء المخاض وتحققت الولادة لجنين الدين العربي.فثلما كان للامم الاخرى آلهتها و انبيائها ورسلها،فليكن لامة العرب الهها و نبيها القومي الخاص والمستقل عن الامم الاخرى!. وكما كان للمكيين رموزهم الوسيطة التي تربطهم بربهم البعيد،غرانيقهم العلى:اللات،والعزى،ومناة. كان لمحمد ايضا وسيطه المتخيل:جبريل كبير الملائكة!.اذا لم يكن هناك فرقا بينه وبينهم في الصلة بآلهتهم.وفوق ذلك كانت قريش اكثر تسامحا ومرونه وانفتاحا وتقبلا للاديان الاخرى،بعكس التشدد المحمدي وتعصبه لدينه.فلم تضطهد قريش او تنكل بمن كانوا على دين غير دينهم،بدليل وجود صور ورسوم لابراهيم وعيسى وامه وغيرها من رموزلاتنتمي لديانة مكة الوثنية في قدس اقداسهم:الكعبة،وعلى جدرانها من الداخل.بل وحتى اللادينيين(الدهريون)الذين كان العديد منهم من وجهاء ونخبة مكة من المثقفين لم يتعرض لهم احد بأعتداء او مس او ابعاد.. كان هذا استطرادا نافلا ولكنه ضروريا لتوضيح الصورة الحقيقية للظروف والوضع المكي ابان اعلان محمد لدينه المخالف،وتبيان العلاقات الاجتماعية السائدة في البيئة المكية،والتأثيرات المتبادلة،والتلاقح الثقافي-الديني بين العقائد والافكار والقيم،وعن دور الاختلاف الحيوي وطبيعته كمحفز للتمازج والتحاور بين الافراد والجماعات البشرية،معبرا عن ارجحية التلاقي والانفتاح والتطعيم بين الافكار والرؤى الدينية-الايديولوجية.. ولكن هذا النفي والتأكيد المتكرر هو في بنية التخاصم و الاختلاف وطبيعة الاعتقادات والعبادات و الذي يبدو عميقا بين محمد وقومه هو في حقيقته بسيط وقابل للتسوية والاتفاق.لكن محمد اصر على تعقيده،وجذر التخالف وعدم الوفاق كنفي ثابت ومستمر حاضرا ومستقبلا:ان يعبد محمد ما عبد مواطنوه في ام القرى وماحولها،وايضا نفيا مرحليا لحاضر عبادة المكيين لما يعبد هو كمصادرة لارادتهم و لحقهم في العبادة-والذي سيكرههم لاحقا بالسيف بعد التمكن اليثربي فيخضعوا لطاعته وعبادته الواحدة-ويصفي لاعبادة قومه الوثنيين وحدهم فحسب،بل وكل الديانات الاخرى،وحتى التي اقتبس منها واعترف بكتابيتها والهها الواحد،واعتبرنفسه مكملا لها،ونهل من تشريعاتها لتأسيس نبوته ورسالته:يهود،ومسيحيون،وصابئة،ومجوس!. ان النبي محمد لايعبد اوثان قريش-شفعائها الى الله-ولن يعبدها ابدا-ولكنه عبدها فيما مضى في شبابه وقبل البعثة كما ذكرناّ-.والمكييون ايضا لايميلون لنظام النبوة ولا لعبادة الهه التجريدي المباشر،وبلا وسيط وعلى طريقته في نبذ الاصنام وتوظيف جبريل كمراسل بينه وبين ربه!. لم هذا الالحاح والتوكيد الممل وغير اللازم؟!:لااعبد..لاتعبدون..اعبد..تعبدون..مايعبدون..مااعبد!. هذا الاشتباك المتناحر بين العبادات من خلال الكلمات والمواقف،سينمو ويتطورويتعقد بعد قرون الى يومنا هذا ناهشا ذاته وممزقا جسده،خالقا لاعدائه في الداخل وفي الدين الواحد،والذي سيتشظى ويتفتت الى مذاهب وفرق وطوائف ونحل منقسمة يسودها العداء والكراهية والاحن الدائمة والتكفير المتبادل!.ومابدئه محمد من تكفير لقريش انتهى اليوم منتشرا على يد خلفائه وتابعيه الامناء على دينه الى تكفير مجتمعات وامم بأكملها-اسلامية وغير اسلامية-فكلما تتقلص دائرة الايمان:المختارون-الحواريون الفقهاء المحترفون وامراء وخلفاء المؤمنين.تتسع وتكبر دائرة الكفر:الملعونون،الكافرون،المرتدون،الملحدون،الخ من قائمة اتباع الشيطان الذين يزدادوا كل يوم،فيجب ان يكون القتل والتصفية في اعلى جدول مهمات الدين الاكثر سماحة ورحمة وانسانية!!. ................................ يتبع.
وعلى الاخاء نلتقي...
#ماجد_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة ل(سورة)الكافرون(5)
-
قراءة ل(سورة)الكافرون(4)
-
قراءة ل(سورة)الكافرون(3)
-
قراءة ل(سورة)الكافرون(2)
-
قراءة ل(سورة)الكافرون(1)
-
(الظلم اساس الهلك)ام الملك؟!.
-
حراس القيم وشرا...ئع(الله)!
-
الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!./النص الكامل للمقال
-
الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(8-الاخير)
-
الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(7)
-
الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(6)
-
الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(5)
-
الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(4)
-
الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(3)
-
الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(2)
-
الحرب الاهلية الاسبانية/موت ثورة!.(1)
-
ترنيمة الكركدن السعيد!
-
الواقع السريالي لسلطة الامعات والملالي!.
-
لينين-روزا لوكسمبورغ..واختلافهما حول موضوعة-حق تقرير المصير-
...
-
خصوم ثورة تموز/والنواح على فردوس الملكية المفقود!
المزيد.....
-
إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع
...
-
بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران
...
-
40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
-
حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق
...
-
أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
...
-
لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م
...
-
فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|