أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - أردوغان وأوباما وداعش: نهاية شهر العسل؟














المزيد.....


أردوغان وأوباما وداعش: نهاية شهر العسل؟


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 5385 - 2016 / 12 / 28 - 16:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أردوغان وأوباما وداعش
نهاية شهر العسل؟
ناجح شاهين
لا بد أن ما يحدث مؤخراً في حاجة إلى تفسير: رفض داعش تسليم مدينة الباب لتركيا مثلما فعل مع مواقع أخرى. قاوم داعش في الأيام الأخيرة بقوة، وألحق خسائر بشرية ومادية فادحة جداً بالجيش التركي. وقد غضب أردوغان بطبيعة الحال، وشن غارات وحشية بالطيران لم تميز بين مدني ورجل عصابات. كذلك أرغى الرجل وأزبد، واستنجد بأمريكا، ثم اتهمها بالتآمر مع داعش. وكل ذلك محير تماماً.
التحالف الذي اعتدناه خلال السنوات الخمس الماضية كأنما يتعرض لهزة. أردوغان يتحدث عن أدلة دامغة تدين الولايات المتحدة بدعم داعش. بينما ترد الإدارة الأمريكية ساخرة من اتهاماته، مبنية أن أردوغان يتظاهر بمحاربة داعش بينما هو في الحقيقة يريد الفتك بالأكراد لا غير. مضحك بطبيعة الحال هذا التهرب من داعش التي تحولت إلى شيطان لا يريد أحد أن يرتبط اسمه به. في الوقت نفسه يصر فرقاء التحالف على أن هذا الفريق أو ذاك هو الذي دعم داعش وما يزال يدعمها لتكون قوية على هذا النحو المدهش.
داعش ظاهرة تذكر بأسامة بن لادن: لقد تم بناء الجهاد الذي يرمز له اسم بن لادن عن طريق المال السعودي/الخليجي والمجاهدين العرب والأفغان والسلاح والتدريب الأمريكي. وكان لوكالة المخابرات المركزية دورها الذي لا ينكر في تأسيس الجهاد ورعايته حتى تحقق لها هزيمة الاتحاد السوفييتي. بعد ذلك انفلت أسامة والجهاد من السيطرة بمقدار أو بآخر واتجه وجهات أخرى.
داعش أيضاً ليست أداة طيعة تماماً في يد أي من القوى الإقليمية. يمكن الاستفادة منها ولكنها ليست تابعاً منضبطاً لأي كان. في المقابل هناك الجيش الحر وما لف لفه الذي يأتمر بتعليمات المخابرات التركية (قوات درع الفرات) وهناك القوات الكردية التي تتبع مباشرة تقريباً للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية.
القوات الكردية تحارب داعش بغرض تحقيق مكاسب إقليمية في العراق وسوريا برعاية أمريكا وإسرائيل، ولكن ذلك هو الشر الأكبر بالنسبة لتركيا. لا يوجد عدو للدولة التركية كلها، أردوغان أو غيره، أهم من الأكراد. لذلك وصلت الأمور إلى ما هو جوهري واستراتيجي في حسابات الدولة التركية.
بالطبع مهما قلنا عن اعتدال "الأكراد" فإنهم في معظمهم أدوات منذ النصف الثاني من القرن العشرين في يد المخابرات الغربية والإسرائيلية. ولا بد أن ولاءهم مضمون أكثر بكثير من ولاء داعش التي لا يعرف أحد مواقفها النهائية على وجه الدقة. من الممكن أن نتخيل أن يأتي وقت تحارب فيه داعش المصالح الغربية واسرائيل على السواء. وهذا بالطبع لا ينطبق على الأكراد. دعم الأكراد مصلحة استراتيجية لأمريكا وإسرائيل، بينما تحجيم قوتهم وصولاً إلى تصفيتها نهائياً هو حلم تركيا، لأنهم كابوس القومية التركية الذي لا يهدأ.
ليس هناك من مبادئ ثابتة أو خالدة تحكم الدول وسياساتها. ولذلك يمكن أن نرى تحالفاً صريحاً أو شبه صريح في القريب العاجل بين القوات الكردية وداعش في حربهما المشتركة ضد تركيا. وقد لا يكون محالاً أن يتم ذلك برعاية أمريكية ضمنية. ومما يعزز هذا الاحتمال أن الحرب التي يشنها أردوغان داخل سوريا تتم بوضوح بالتنسيق مع روسيا وبشيء من الرضا الإيراني.
قد لا يكون بوسعنا تقدير مدى التزام أردوغان باحترام سيادة الدولة السورية في نهاية الأمر. ولكن من الواضح أن لديه ضوءاً أخضر لتنظيف سوريا من جيوب الكيان الكردي. هناك تحالفات تتضعضع وأخرى تولد، على الأقل فيما تبقى من أيام إدارة أوباما، ولسنا متأكدين بالطبع من الاتجاه الذي ستأخذه إدارة ترامب. لكن هناك انكفاء واضحاً الى حد ما في الدور الأمريكي بما يسمح لروسيا بأن تقوم بدور أكبر في ترتيب طريقة اللعب في منطقتنا، ومن هذه الناحية يصل الطموح الروسي الذي نشك في واقعيته حد التفكير في دعوة السعودية إلى المشاركة في مشاريع روسيا لإنهاء الحرب في سوريا.
نحب بالطبع أن نأمل بأن ما يحدث من اصطفافات سيكون مفيداً في النهاية في تعزيز الحلف الذي يسعى إلى بناء قوة مستقلة في منطقتنا تعمل على ردع الهيمنة الأمريكية ورأس حربتها إسرائيل لمصلحة تشكل جسم عربي –مشرقي على الأقل- ينسق مع إيران وروسيا من أجل الدفاع عن قضايا هذه المنطقة الاستراتيجية وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي خسرت كثيراً جداً في السنوات الأخيرة في سياق الربيع العربي الذي اتضح أنه كان ربيعاً "إسرائيلياً" بدرجة كبيرة.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة في عيون الذكر العربي
- أمريكا ملاك الموت
- معركة حلب بين البطولة السورية والنفاق الأمريكي/الأوروبي
- التنمية تحت الاحتلال
- دي ميستورا السني وجورج بوش الشيعي
- الطاقة الإيجابية والشيوخ والحلول الوهمية
- أهمية مؤتمر فتح
- كنت محظوظاً: كانت امي لا تقرأ
- اراب ايدول ومسلسل الإنجازات الفلسطينية
- خطاب وزير التعليم في السلطة الفلسطينية
- ترامب يعتدل باتجاه السياسة الأمريكية المعتادة
- على هامش سيرك -ترامب/كلينتون-
- بين كلينتون وترامب
- حصة الرياضة لتحفيز الطلبة
- التدين: السياسة، والأخلاق والمصالح
- جدول معاناتي اليومية
- اعلان الاتحاد الفيدرالي بين سوريا والعراق ولبنان
- إفلاس السعودية في سياق الجهاد من أجل فلسطين
- الكمبرادور الفلسطيني: لايك كبيرة من اليسار
- هيلاري كلينتون: الرئيس الأمريكي المقبل


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح شاهين - أردوغان وأوباما وداعش: نهاية شهر العسل؟