|
اختطاف افراح شوقي يرفع الى الواجهة ملف جرائم الميليشيات وافعال -البلطجية-الأقحاح الشنيعة في العراق!
سلام ابراهيم عطوف كبة
الحوار المتمدن-العدد: 5385 - 2016 / 12 / 28 - 14:06
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
معروف للقاصي والداني ان الدولة العراقية ومنذ عقد تقريبا واجهت وتواجه الميليشيات المسلحة في المدن العراقية وهي دولة داخل دولة وامارات تفرض قراراتها ومراسيمها والمد الرجعي للقوى الدينية غير المتنورة دينيا واجتماعيا وارادتها ونفوذها وخيمتها الفكرية على الجميع،وتدعو الى رفض الآخر وفكره واتجاهاته! في عهد حكومة ابراهيم الجعفري تحول العراق الى ساحة لتصفية الحسابات الدولية ولنشاط المنظمات الارهابية،ورافق ذلك تدهور حاد في الامن ونقص كبير في الخدمات وانتشار الجريمة المنظمة والاغتيالات والتهجير واستشراء الفساد بكل اشكاله.لاحقا،وصل البلد الى حافة الهاوية اثر الاحتراب الطائفي الذي تصاعد خلال 2005-2007،حيث تعمقت خطوط الانقسام الاثني والمذهبي والطائفي لتتبلور في تسييس الهويات تسييسا عدائيا.وتتركز النزاعات على قضايا توزيع النفوذ ومقاليد السلطة وطرق الوصول اليهما اضافة الى توزيع الثروة والرغبة في الهيمنة الاقتصادية والسياسية،وعزز نهج المحاصصة الطائفية والقومية هذه الصراعات. منذ عام 2003 وحتى الآن،قتل وغيب قرابة 600 عالم واكاديمي واستاذ جامعة(من بينهم الاكاديمي كامل شياع والدكتور شاكر اللامي والدكتور محمد طاقة..).كما اغتيل وغيب قرابة 500 صحفي عراقي بصورة غادرة على ايدي "البلطجية" وبنيران القوات الامريكية والعراقية،واعتقل 100 صحفي،واختطف 100 صحفي اجنبي وعراقي تم الافراج عن بعضهم بفدية مالية وبـشروط المبادلة بالدولار،دفعتها مؤسساتهم او دولهم عبر وساطات محلية! في اذهاننا لازال يرن تصرفات"البلطجية"تجاه رئاسة وادارة تحرير جريدة الصباح خلال اعوام ثلاث فقط!بينما تعتقل الشرطة الوطنية مراسلي قناة البغدادية ميناس السهيل وعلي الخالدي بعد تعرضهم للضرب المبرح في 10/12/2009!وتعرض العاملين في قنوات الفيحاء والبغدادية والاتجاه والديار والشرقية والسومرية اكثر من مرة الى المنع من تغطية ومتابعة مسلسل جرائم الايام الدامية والاهانة والاحتجاز"بأمر رئيس الحكومة"،والحكومة تنفي ذلك.وقبل ذلك تعرض نبز كوران رئيس تحرير مجلة جيهان الكردية الصادرة في مدينة اربيل في 29/10/2009 الى اعتداء من قبل"البلطجية"امام مكتب المجلة،كما تعرضت ادارة وهيئة تحرير مجلة لفين لضغوط من حكومة اقليم كردستان لحملها على تغيير مسارها في تناول حقائق ما يجري في الاقليم من ظواهر وقضايا واحداث سياسية،ومنعت رئاسة جامعة الموصل وعناصر الحرس الجامعي الصحفيين ومراسلي الفضائيات من تغطية تظاهرة نظمها طلبة جامعيون محتجين على عدم شمولهم بالامتحانات التكميلية التي اقرتها وزارة التعليم العالي. الاعلامية زهراء الموسوي العاملة في شبكة الاعلام العراقي تتعرض للاعتداء من قبل "بلطجية HIGH LIFE"يستقلون سيارات دفع رباعي في منطقة العرصات وسط بغداد اوائل تشرين الاول من 2009،والحماية المسلحة لمجلس محافظة بغداد يعتدون على مراسلي ومندوبي ومصوري قناة التلفزيون الفضائية العراقية في 14/9/2009،ولم تنشر الحكومة نتائج ما ادعت عن وجود لجان تحقيق بشأن كل تلك الجرائم.وفي 5/5/2010 وجد الصحفي الكردستاني سردشت عثمان الطالب في الصف الرابع لغة انكليزية كلية الاداب في جامعة صلاح الدين في اربيل،بعد ان اختطفته "البلطجية"من امام مبنى الجامعة،مقتولا على طريق اربيل- الموصل وعليه آثار تعذيب! "بلطجية"توابون وذبّاحون وخطباء جمعة وشيوخ تكفير يتكئون على فتاوي تهريجية لاسكات صوت الكلمة الحرة،ويحللون السلب والقتل والكذب وفق الشريعة،بل يهيئون قامات التطبير المستوردة ويشحذون خناجرهم ملفوفة بقميص عثمان كي يسفكوا الدماء،مثلما حصل مع احمد عبد الحسين الذي طرد من الوظيفة،ومصطفى ابراهيم ومخلد قاسم واطوار بهجت.كما اغتال"البلطجية"بدم بارد نقيب الصحفيين السابق الشهيد شهاب التميمي! "البلطجية"بمعية الشرطة تداهم معرض رسام الكاريكاتير سلمان عبد في كربلاء،وتقوم بتكميم اصوات المطربين على اعتبارهم رجسا من عمل الشيطان،وفوضى التحريم والتحليل في العراق لازالت تمنع الآلات الوترية وآلات الايقاع!وبعض المطربين يبيعون اصواتهم بـسوق النفاق لضمان سلامتهم،ليتحولوا من الغناء الى الندب والرثاء واللطم على الصدور في المواكب الحسينية،بينما تقدم السلطات المحلية في المدن العراقية على حل فروع نقابة الفنانين. اعلن مجلس القضاء الاعلى اواخر تموز 2010 ان الحكم الذي اصدرته محكمة الجنايات المركزية بالسجن المؤبد بحق امير ما يعرف بـ"جيش الراشدين"التابع لتنظيم القاعدة جاء بسب انتمائه لفكر تكفيري،وان الادلة المقدمة ضده بالتسبب بمقتل المئات من العراقيين لم تكن كافية!وفي وقت متأخر من مساء 28/11/2010 قام"البلطجية"بمعية قوة مسلحة من الشرطة والأمن السياحي وعمليات بغداد باقتحام مبنى اتحاد الادباء والكتاب في العراق في ساحة الاندلس وطالبوا امينه العام الشاعر الفريد سمعان بتوقيع محضر اغلاق النادي الاجتماعي للأدباء بشكل نهائي اسوة بالنوادي الليلية والملاهي والبارات!وجاءت هذه الخطوة بعد ايام قلائل من اقدام الاتحاد على المطالبة بأهمية اخراج وزارة الثقافة من آلية المحاصصة السياسية والطائفية واسناد حقيبة الوزارة الى احدى الشخصيات الثقافية المعروفة وازالة كافة مظاهر المحاصصة الطائفية داخل الوزارة واروقتها وتحويلها الى وزارة سيادية وطنية قوية مفتوحة على جميع شرائح المثقفين ومنظماتهم واتحاداتهم!كما انتهز"بلطجية"محسوبين على اتحاد الادباء والكتاب في العراق،يطلقون على انفسهم"تغيير"،فرصة الاجراءات القرقوشية اعلاه لمجلس محافظة بغداد لتأسيس اتحاد ادباء وكتاب بغداد،كأعلان عن تمردهم وعصيانهم على قيادة الاتحاد المناضل،لا بل وللركوع اذلالا امام آيات الله الصغرى التي تعج بهم الحكومة العراقية! وسبق لمجلس محافظة بابل هو الآخر ان الغى الحفلات الموسيقية والغنائية التي كان من المفترض ان تقام ضمن مهرجان بابل الدولي بحجة خصوصية المدينة الدينية!فيما اكدت وزارة الثقافة انها تحترم رأي حكومة بابل بشأن الغاء النشاطات الموسيقية والحفلات الغنائية في مهرجان بابل الدولي،وقررت الغاء جميع النشاطات الغنائية التي كانت تقام بالمهرجان!كما اصدر محافظ البصرة شلتاغ مياح اواسط 2009 اوامره المشددة التي منع بموجبها الكازينوهات والمتنزهات من اقامة الحفلات او السماح باختلاط الرجال مع النساء،وشرع افراد حمايته باعتقال المخالفين! وفي اوائل تشرين الثاني 2010،وفي البصرة ايضا،هوجم مكان عرض سيرك(مونت كارلو)الدولي وجرى تطويقه ومنع مشاهدته بحجة ان الارض التي قامت عليها هذه الفعالية تعود الى الوقف الشيعي!وقبل ذلك تفتقت العقلية المتطرفة المريضة عن تخصيص فروع خاصة من مصرف بابل التجاري للنساء حصرا! ثقافة"البلطجية"هي ثقافة مسح الأحذية واللحى وثقافة"القتل والتحريم أساس المُلك"بديلا للثقافة الكاذبة والمزيفة:"العدل أساس المُلك".احزاب الطائفية السياسية دور سياسية من زجاج!ونظامها السياسي ينتج الفساد ويعممه،فسادا سياسيا،يستفيد من واقع حال فاسد ويعيد انتاجه،لأنه يستشعر في عمليتي الانتاج والرعاية المصلحة الخاصة الاكيدة!وبأي حال من الاحوال لا تنفعه الصعلكة السياسية بالمحافل والندوات والمناسف الدينية لأنها فقط ترويح عن النفس وتنفيس للاحتقان السياسي!فيما تسيل دماء الوطن وتتضخم ملفات الارهاب والفساد.ان اللعب بقيم الثقافة هو لعب على شفير السيف ولعب بالجوهر البشري الذاتي.بالبلطجة صار الجهلة واشباه المثقفين وغير الادباء ادباء رغما عن الجميع،والمثقفون يتركون العراق ويهاجرون الى الخارج!وتبذل السلطات الحاكمة الجهد لنشر ادب المديح الانتهازي وفرض موضوعات معينة على المثقفين واذلال من لا يستجيب لها وفصلهم من وظائفهم او احالتهم على التقاعد او لصق تهم بهم هم براء منها!ويبدو ان ظاهرة انصاف المثقفين جزء لا يتجزأ من الردة الحضارية في العراق التي تتمظهر في الفوضى والعنف والارهاب،والتي جعلت العراقيين ينخرطون في صراعات اثنية،ودينية،وطائفية،وحزبية ضيقة،اثرت بعمق على بنية المجتمع،وعلى العائلة والمرأة والطفولة. الجامعات العراقية تعاني اكثر من غيرها من"البلطجية"وتدخل التيارات الدينية والسياسية في عملية التعيين والعزل،وما قاد اليه ذلك من ممارسات خطيرة في التجاوز على الصلاحيات والضوابط والمعايير الجامعية.كما ان نفوذ"البلطجية"داخل اروقة الجامعات لتقرير رئاستها وتسيير شؤونها ارتباطا بالصراعات الجارية يلحق افدح الأضرار باداء الجامعات لرسالتها الانسانية والعلمية ويخترق حرمتها الاكاديمية،ويجعل من اساتذتها وطلبتها مشاريع ابتزاز وضحايا لسياسات المحاصصة الطائفية. في 12/5/2009 اعتدت"البلطجية"على رئيس قسم الاقتصاد في جامعة المستنصرية وعلى طلبة القسم!وماذا نعلق على رؤساء الجامعات الذين يسيئون الى المحيط الاكاديمي ومقامه الرفيع ويتنكرون لتراث عبد الجبار عبد الله بتشبثهم بالمناصب حالهم حال اصحاب الارتزاق السياسي!ويتغاضى هذا الارتزاق السياسي على تحويل الكليات والمعاهد الى بوق طائفي تفترشه الكراريس والكتب الطائفية؟!لا غرابة في ذلك،وحسين الشامي المستشار الثقافي لنوري المالكي يستولي على قطعة مشيدة عليها بناية اعلى جامعة عسكرية هي جامعة البكر،ويحولها الى ملك صرف لشخصه،وليطلق عليها اسم الامام جعفر الصادق(ع) تهربا من المسائلة القانونية!قبل ذلك اختطف"البلطجية"موظفي دائرة البعثات في وزارة التعليم العراقية وجرى تغييبهم! من جهته،دافع نوري المالكي عن"بلطجيته"واطلق سراحهم في قرارات ارتجالية"افراج فوري"،وهؤلاء عرفوا بسفك دماء المئات من الأبرياء وروعوا العوائل الكربلائية،وحكم على البعض منهم بالاعدام والبعض الآخر بالسجن لمئات السنين لارتكابهم 721 جريمة قتل،ومازالت المحاكم في كربلاء تنظر بملفاتهم؟والأدهى من ذلك تم اعادتهم الى دوائرهم وصرف مستحقاتهم المالية طيلة فترة التوقيف!وتم استقبالهم من قبل مسؤولي المحافظة ونثر عليهم الورود والحلوى،في مشهد صدم كل مواطن حريص على وطنه وكرامة شعبه! مساء يوم 20/5/2008،اتخذت الحكومة العراقية قرارا بوقف عمل المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية العراقية واتحاداتها كافة وتشكيل لجنة مؤقتة برئاسة وزير الشباب والرياضة،لها كافة الصلاحيات لمدة 3 اشهر،لاجل اقامة الانتخابات وفق الآليات والضوابط المقرة والمعلنة،واعداد مشروع قانون جديد للجنة الاولمبية العراقية.واعتبرت اللجنة الاولمبية الدولية والاتحادات الرياضية الدولية هذا القرار بلطجي النمط ومنافيا للوائحها التي تؤكد استقلالية اللجان الاولمبية الوطنية في مختلف البلدان وعدم شرعية التدخلات الحكومية في شؤونها،كما هددت بعض الاتحادات الدولية ومنها الاتحاد الدولي لكرة القدم(الفيفا)بحرمان الفرق والمنتخبات العراقية دون استثناء من المشاركة في البطولات والمسابقات الدولية ما لم تتراجع الحكومة العراقية عن قراراتها!وفوجئ الوسط الرياضي بالقرار عبر الاعلام المرئي والمسموع الامر الذي جعله قرارا يدرج في سلة الاجراءات الحكومية المبهمة ذات الطابع البيروقراطي،وانقلابا ثانيا على آليات عمل اللجنة الاولمبية العراقية بعد الانقلاب الاول الذي اختطف به"البلطجية"رئيس اللجنة الاولمبية العراقية احمد الحجية قبل عامين،ولازال مصيره مجهولا!كما استبعد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم الاندية العراقية من المشاركة في كأس الاتحاد التزاما منه بقرارات الاتحاد الدولي لكرة القدم واللجنة الاولمبية الدولية،والقرار كان مقدمة لحرمان المنتخبات والفرق والاندية العراقية دون استثناء من المشاركة في البطولات والمسابقات الدولية! شوارعنا تئن من سطوة"بلطجية"القوى المتلبسة جلباب التدين زورا،ويشهد اهاليها في ظلالهم الأعتداءات على الشبيبة والطلبة في الميادين العامة بوحشية وهمجية،كما حصل مع طلبة وطالبات كلية الهندسة في البصرة والكلية التقنية في الزعفرانية والاقسام الداخلية في جامعة بغداد قبل اعوام.وحاول هؤلاء في الموصل فصل الرجال عن النساء في الجهاز التعليمي،ومحاولتهم الفصل بين طلبة الجامعة التي لاقت مقاومة المنظمات الطلابية الديمقراطية!اما خضير الخزاعي وزير التربية السابق،فلم يقدم اي اعتذار على اطلاق حمايته النار على الطلاب في قاعات كلية التربية الاساسية في حي سبع ابكار بعدما احتج الطلاب على تأخر موعد امتحان!وفي 21/3/2009 اعتدى"البلطجية"بمعية القوة الامنية في ساحة الفردوس على التظاهرة السلمية لنقابة المعلمين!وماذا نعلق على عملية الاخلاء القسرية لبناية الاقسام الداخلية في كلية الهندسة الثانية/الخوارزمي التابعة لجامعة بغداد في الجادرية صباح 18/9/2008. وهل ينكر احد ان منفذي جريمة سرقة مصرف الزوية،بعد الجدل حول الدوافع السياسية لها،هم من "البلطجية"الأقحاح؟!وان منفذي جرائم اقتحام مقرات الحزب الشيوعي في مدن"بغداد الجديدة"و"الثورة"اثناء العملية الانتخابية في عهد حكومة ابراهيم الجعفري..واغتيال اكثر من 180 شيوعيا"وليس آخرهم الشهيد نصير محسن عضو محلية ديالى وزوجته اواخر حزيران 2012،مرورا بالشهيد القائد والبرلماني وضاح عبد الأمير(سعدون)،والقائد العمالي هادي صالح (ابو فرات) بعد ربطه وتعذيبه،والرفيق نجاح جاسم(ابو ولاء)،والرفيقين ياسر عبود(ابو جمال) وشاكر جاسم(ابو فرات)في مقر الحزب ببغداد الجديدة،والرفيقين ياس خضر حيدر وعبد العزيز جاسم في مقر الحزب بمدينة الثورة،والقائد التنظيمي ابن الموصل الحدباء مثنى محمد لطيف(ابو ثابت)،والقائد النقابي الميداني نجم عبد جاسم(ابو زينب)،والمهندس الزراعي سعيد هاشم الموسوي مسؤول المحلية العمالية،والمهندس فاضل الصراف مسؤول هيئة المهندسين،والمهندس الاستشاري في وزارة الكهرباء حسن عزيز،والأديب قاسم عبد الامير عجام،والصحفي هادي المهدي.."،هم من "البلطجية"الأقحاح؟! عندما حضر الشيخ صباح الساعدي الى ساحة التحرير 25 شباط 2011 ،امتعض واحتج العديد من المتظاهرين واصروا على ايصال صوتهم الهادر اليه.."لا يحق لك ولأي نائب في البرلمان الحالي استلام مطالبنا لانكم لا تمثلوننا،فقوائمكم الفائزة سرقت ملايين الاصوات منا وفق القانون الحالي البائس للبرلمان،وسط تضليل مورس بحق الشعب العراقي،لايصال من هم غير مؤهلين للوصول الى قبة البرلمان،يتحكمون بمصيره ومستقبله ومستقبل البلاد!وهل من المعقول ان يصوت ناخب لكيان سياسي معين ويذهب صوته في النهاية الى كيان آخر لم يصوت له وتحت غطاء قانوني؟".وعندما اصدر مجلس القضاء الاعلى مذكرة لاعتقال الشيخ الساعدي بسبب مواقفه الجريئة المنتقدة للفساد الاداري والمالي ونعته التوجهات السياسية الراهنة للحكومة العراقية بأنها ذات طابع دكتاتوري،تصدى العديد من ابناء الشعب العراقي ومثقفيه للدفاع عن الساعدي لما تمثله هذه الخطوة من انحطاط وتردي خطير في الممارسة السياسية والديمقراطية!وحذروا من المكائد التي تدبرها الحكومة ضد الساعدي بأستخدام"البلطجية"! ولم تكن مذكرة اعتقال الشيخ صباح الساعدي النائب المستقل في البرلمان العراقي بحجة اهانة الحكومة آخر مهازل العهد المالكي الاغبر ،فقبلها بأسابيع حاول الارهاب ان يطال من رواد التنوير الديني والعصرنة وبشخص العلامة اياد جمال الدين!فالقوى البائدة وعتاة الاجرام ومافيا التطرف الديني التي تمتلك مواقع اتخاذ القرار وبعض الدول المحيطة تخشى من رواد الديمقراطية والتنوير،لاسيما بعد افتضاح امرها كعصابات متنفذة تمتهن القتل والنهب والخاوات فحسب.ان اعمال الخطف والذبح والتدمير والتفخيخ واستخدام الكواتم لهي خير دليل على المعدن الدنئ لهذه الزمر وعلى تخبط "بلطجيتها"! الميليشيات ترفض سيادة الدولة والقانون والديمقراطية وتعتمدها في افضل الاحوال لغايات تكتيكية،ومهما اختلفت الاسماء وتعددت يبقى مجال عملها واحد،هو مراقبة الناس والحد من حريتهم والانتقاص من اخلاقهم والاعتداء على اعراضهم.هل الميليشيات المسلحة موضة العصر!؟الميليشيات وبعيدا عن حجمها واسمائها وتصنيفها ومرجعيتها وأجندتها السياسية،وأساليب العنف التي تستخدمها،ومدى مشروعية وجودها القانوني في الساحة السياسية،او حجم التعاطف الشعبي معها في الشارع العراقي،فانها ظاهرة غير صحية بل ظاهرة كارثية لا يمكن ان تستقيم الامور وتسير العملية السياسية وتترسخ الممارسة الديمقراطية بوجودها،اذ ان هذا الوجود يؤشر ايضا الى ضعف الدولة ومؤسساتها العسكرية والامنية! لا هيبة للدولة واجهزتها مع قنونة عمل الميليشيات ومحاولة التستر على جرائمها المتقادمة ومع تحول العشائر المسلحة ومجاميع"الصحوة" الى ميليشيات واعادة تأجيج الاحتقانات الطائفية،وان من أهم واشد المصائب التي تهدد الأمن الداخلي هي كثرة وانتشار السلاح بيد خارجة عن سلطة الدولة. ان تعاظم دور الميليشيات وهي تمتهن الإجرام والقتل والخطف"والعلس" واللصوصية واعمال التطهير الطائفي..الخ ،ادى الى المزيد من التمترس ومفاقمة الأوضاع وحول البلاد الى قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في اية لحظة..تشيع الميليشيات العصابات المسلحة من خلال الاعمال الاستفزازية والارهابية انها تستطيع ان تتحكم في الشارع العراقي وانها تستطيع ان تقتل وتذبح الجميع،وانه لايمكن تجاهلها،وان المطلوب من ذلك كله هو اظهار الحكومة بانها عاجزة عن مواجهتها وانها غير قادرة على بسط الامن والاستقرار.ان الهدف من هذه الاعمال تعطيل الحياة وخلق الارتباك والهلع بين المواطنين. يمتلك"بلطجية"الاغتيالات وكواتم الصوت شارات دولة وتراخيص قانونية بحمل السلاح،ويتتبعون ضحاياهم لايام قبل ان يطلقوا عليهم النيران التي لا تجذب الانتباه او يثبتون قنابلهم اللاصقة في سيارات الضحايا.يذكر ان قيادة عمليات بغداد سبق واعترفت قبل اعوام ان الاغتيالات بأسلحة كاتمة للصوت في بغداد ضد المئات من كبار ضباط الجيش والشرطة والاستخبارات وكبار موظفي الدولة وضد الناشطين في المنظمات غير الحكومية تنفذها "بلطجية - مليشيات لاحزاب متنفذة"،وليس تنظيم القاعدة ولا حتى داعش او عصابات الجريمة المنظمة!كما اكدت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد ان معظم منفذي عمليات الاغتيال ينتمون الى الاجهزة الأمنية،كما ان قسما منهم يحملون باجات مزورة. اختطاف الصحفية افراح شوقي وقتل ابناء الاثنيات الدينية والقومية في الغدير هي ليست الاخيرة في سلسلة المهازل الميليشياتية وكارثيات الاسلام الاصولي السياسي المسلح وكلاب الامن المدللة ومشعلي الفتن الطائفية والتفجيرات والقتل العشوائي!بينما المتنعمون يواصلون،وسط شلل البرلمان المنتخب"اجتماعات المحاصصة"في الغرف المغلقة،وبعقول تجيد الصراع على الكراسي وقلوب تخلو من الحرقة على الضحايا وبمشاعر تتجاهل اصحاب القضية الحقيقية من الساخطين والمحبطين الذين تطحنهم مآسٍ لا مثيل لها!الاسلام السياسي والطائفية السياسية تعبر عن مصالح الكومبرادور والطفيلية وتجار اقتصاديات الظل - البيئة الخصبة لتفريخ"البلطجية"! والقاسم المشترك بين الدين السياسي والطائفة السياسية و"البلطجة"هنا،هو العنترة والشقاوة الصبيانية ! التشكيلات الطائفية اليوم هي وريث للتشكيلات الارهابية البعثية! ومن"بلطجية"في العهد الصدامي الى"بلطجية"في العهد الجديد،لكنها هذه المرة دينية طائفية مريرة اجهضت وتجهض احلامنا،وفاقت وتفوق رداءتها كل تصوراتنا!! الزمر التي كانت تمارس التعذيب في سجون الدكتاتورية لازالت حرة وتمارس وحشيتها في الشوارع وفي وضح النهار،وخلفت لنا زمرا جديدة في العهد الجديد تتلمذت في مدارس الزمر القديمة،وتهمة الجنون جاهزة لمن يروي وحشية المعتقلات وبشاعة الاعتقال والتعذيب والاختطاف في بلادنا! اطلقوا سراح الصحفية المختطفة افراح شوقي والناشط المختطف جلال الشحماني — الروائح النتنة للميليشيات في العراق باتت تزكم الانوف ----
#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قانون الحشد الشعبي والميليشيات
-
الشبيبة الديمقراطية العراقية وذكرى ميلاد اتحادها المجيد
-
الحط من القيمة التاريخية لثورة 14 تموز في العراق - تعقيبا عل
...
-
ديناميكا الفوضى في الطبيعة والمجتمع والنموذج العراقي
-
وطنيون ام همج ورعاع؟!
-
متى كانت مسابقات ملكات الجمال فعالية ماسونية ؟!
-
العدالة الاجتماعية – المفهوم والكوابح والمعالجات/العراق نموذ
...
-
العدالة الاجتماعية – المفهوم والكوابح والمعالجات/العراق نموذ
...
-
العدالة الاجتماعية – المفهوم والكوابح والمعالجات/العراق نموذ
...
-
العدالة الاجتماعية – المفهوم والكوابح والمعالجات/العراق نموذ
...
-
داعشيات ما قبل الداعشية
-
عقد كامل على رحيل عالم اقتصادي متميز- 24 والأخير
-
عقد كامل على رحيل عالم اقتصادي متميز- 23
-
عقد كامل على رحيل عالم اقتصادي متميز- 22
-
عقد كامل على رحيل عالم اقتصادي متميز- 21
-
عقد كامل على رحيل عالم اقتصادي متميز- 20
-
عقد كامل على رحيل عالم اقتصادي متميز- 19
-
عقد كامل على رحيل عالم اقتصادي متميز- 18
-
عقد كامل على رحيل عالم اقتصادي متميز- 17
-
عقد كامل على رحيل عالم اقتصادي متميز- 16
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|