بويعلاوي عبد الرحمان
الحوار المتمدن-العدد: 5385 - 2016 / 12 / 28 - 04:30
المحور:
الادب والفن
دخل حامد حانة chez jean-pierre ،الحانة خالية إلا من ثلاثة زبائن،يتجرعون
الجعة الباردة ، ويثرثرون ويقهقهون، قعد منزويـا في ركـن قصي بعيـداعن صخبهم
طلب من النادل زجاجة خمرأحمركبيرة ، شرب الكأس الأولى والثانية والثالثة و....
انتشى ، أشعل سجارة محشوة ،دخل قاسم يمشي بخطوات مثقلة ، لقد أنهكتـه سنوات
الاعتقال الطويلة ، ابتسما قبل أن يتصافحا ويتعانقـا بحرارة ، اتكـأ بصعوبة على أول
كرسي أمامه ، طلب من النادل قهوة سوداء بدون سكر، راديـو كاسيط الحانـة تنبعـث
منه أغنية راي صاخبـة وماجنـة ، يدخـل بين الفينة والأخرى ، بائع سجائـر بالتقسيط
شحاذ سكير، ماسح أحذية ، بائع فول سوداني وبذورالقرع ، ........سأل قاسم حامدا :
- كيف أحوالك يا حامد ؟
- كما ترى ، بعد تسكعي في دروب المدينـة ، أعـرج على هذه الحانـة ، لم أجـد عملا
قارا بعد ، أنا أفكرفي الهجرة إلى إسبانيا عن طريق البحر.
- وكيف حال أم الخير ؟
- ماتت أم الخيرياحامد .
- ماتت أم الخير!!! ( دمعت عيناه )
- وفاطمة كيف حالها ؟
- فاطمة ، هجرت المدرسة بعد موت أم الخير، واشتغلت خادمة .
أرسل قاسـم زفرة عميقـة ، وأحس بعرق ينزل بـاردا من إبطيـه ، أخرج علبـة سجائـر
مهربة ، أشعل سيجارة ، ونظرإلى قرص الشمس ، ثم إلى ساعـة البلديـة المعطلة التي
يشيـرعقربـاهـا الأخضران ، إلى الواحـدة وسـت دقائق ، نظـر إلى ساعــة يـده ، كانـت
تشيرإلى الخامسة والنصف مساء ، أخذ نفسا أخيرا من سيجارتـه ، رشـف رشفتين مـن
قهوته ، دفع للنادل ثمن القهوة ، نهض ،اتجه صوب البـاب الزجاجي وهو يقـول لحامـد
وداعـا ، تابعه حامد بعينيه المتعبتين من أثـر السكـر، حتى اختفى ، كـان قرص الشمس
يتوارى خلف فندق السعادة ، وكـان النـادل يذرع الحانـة طـولا وعرضـا ، يوزع الجعـة
على الزبائن الذين وفدوا فرادى وزرافات ، في الخارج التفت قاسم يمنـة ويسـرة ، عبـر
الشارع ، وأخذ طريق الأميرعبد الكريم الخطابي .
بويعلا وي عبد الرحمان ( بُويَا رَحْمَا نْ )
وجدة - المغرب
#بويعلاوي_عبد_الرحمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟