جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5384 - 2016 / 12 / 27 - 21:38
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
ثقافة الحلال و الحرام
تستطيع التعرف على ثقافة السكن و السكان و الاستقرار و الحلال و الحرام في الثقافة العربية من التمعن في المفردات العربية الخاصة بها و تستطيع ايضا ان تفهم التحول و التطور و التغير التاريخي بعد تخلي العرب عن الحياة البدوية القروية و بداية الحياة المدنية في التحول من القرية الى المدينة.
كانت الحياة البدوية العربية حياة متنقلة غير ثابتة و اذا كانت شبه ثابتة مستقرة فانها كانت قروية تحولت الى المدنية في المدينة الارامية. كانت القبائل العربية تنزل من ظهر البعير عند الحاجة لذا كان البيت العربي يسمى (اهل) الذي كان (خيمة من شعر الحيوانات) يشير سابقا الى الخيمة و عند زواج الابن الاكبر كان ينصب له (اهل) جديد و هذا هو سبب تحول معنى الاهل الى العائلة و انك ترى هذه الثقافة حتى بعد تعرف العرب على السكن في الاماكن المستقرة و التمدن اي حتى بعد استعارة مفردات البيت و المدينة من الارامية كما في عبارات من نوع (كل طنب من اطناب بيتك).
تتفشى عقلية النزول و النزلة ايضا في الايات القرآنية و النزلة العصرية في العربية العراقية تشير الى ترك المعسكر و الذهاب الى البيت او المدينة و اللغة العربية لا تزال تحمل اثار هذه الثقافة المتنقلة في (حلّ ضيفا) قارن ايضا القرآن (و انت حل بهذا البلد) . لاحظ كيف يشير (الحل) حتى الان الى التفكيك و الارخاء في (حل سرج او صهوة الفرس) عند النزول و ثقافة (الحلال) عكس الحرام (كان المعنى البدائي للثلاثي – حرم - يشير الى الاقفال و القطع او التشديد) في الجنس و الماكولات في حين كان البيت العبري مكانا هادئا مستقرا او بعبارة اخرى مسكنا متمدنا. لذا لا نتعجب ان نجد جميع مفردات التي تخص البيت (المكان الثابت المستقر) في العربية دخيلة: البيت و الباب من الارامية و الشباك من الفارسية (راجع مقالي الخاص عن البيت العربي) على هذا الموقع.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟