|
دموع نادية مراد و تصفيقات القادة الى اين ؟
فهد الداود
الحوار المتمدن-العدد: 5384 - 2016 / 12 / 27 - 20:06
المحور:
الصحافة والاعلام
دموع نادية و تصفيقات القادة الى اين ؟ مسرحية ام ماذا يا سادة !
نادية الشجاعة التي تستحق الدعم منا جميعآ ،
نادية مراد التي وقعت سبية بيد تنظيم داعش الإرهابي عندما غزت مناطق سكن الديانة الايزيدية في قضاء شنگال و مناطق اخرى في سهل نينوى ، نادية تلك الفتاة الايزدية الناجية من سجون همجية التطرّف الاسلامي ( داعش الإرهابي ) ، نادية تلك الفتاة الشجاعة التي عادت للحياة مرة اخرى بصورة تدريجية بعد فك أسرها ، تلك الشابة العشرينية من عمرها التي لم تستسلم بل حاولت جاهدةً لإظهار حقيقة داعش و إيصال صوت الضحايا من جرائمهم البشعة الى كل جهة مهتمةً بحقوق الانسانِ في كل مناطق المعمورة حسب امكانياتها رغم كتل و براكين الجروح الغاضبة في قلب و فكرها ، نادية بكت في مجلس الأمن و أبكت الحضور ، نادية صرخت في الامم المتحدة و صفق الحضور ، نادية تحدث عن قصتها بكامل تفاصيلها المؤلمة في الاتحاد الاوربي و جعلت من الحضور في اجواء محزنة و هدوءٍ يخيم قبة برلمانهم ! نادية التي دموعها أبكت حكومة نرويج و اعلامها ، نادية التي أبكت السيسي ، الأزهر و الكويت ، نادية التي جعلت من بان كي مون يعيش قلق أبدي ، نادية التي زارت برلمانات و حكومات أعظم و اغلب دول العالم . ماذا فعلوا كل هؤلاء بعد كل هذه الدموع و البكاء !!! كيف تحركوا تجاه قضية هذا الشعب الذي وقع ضحية لسياسات حكومات العراق و ابشع جرائم تطرف الأفكار الاسلامية تحت تسمية سخيفة تدعى ب( تنظيم الدولة الاسلامي ) ؟ اغلب الجهات المذكورة أعلاه استمعوا لقصة نادية و غيرها من الناجيات و كأنهم امام عروض مسرحية او شاشات تلفاز لقصص خيالية ليكتفوا بالتصفيق و كأنهم في مهرجان كان السينمائي و ما شابه ذلك ! تلك الجهات اغلبها لم تحرك ساكنً بل اكتفوا بدور المتفرج من هذه الإبادة ك مكتوفي الايادي ليشاهدوا مسلسل الجرائم التي تحدث يوم بعد اخر و أكثر بشاعة ! تلك الامم و البرلمانات كانت باستطاعتهم وقف هذا النزيف الحاد و وضع حد لمعاناة هذه الأقلية الدينية المغلوبة على امرها ، تلك الامم و البرلمانات تستطيع مراقبة ابسط و أصغر الأشياء في الشرق الأوسط عن بعد بل عبر القارات و لم توقف حركات داعش العلنية و الواضحة لتدمير مناطق سكننا و العودة بها الى العصور الحجرية حتى و بعد الإبادة و السبي ! تلك الامم و البرلمانات انقذت المئات من عملائها و جواسيسها من أخطر المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش كما في رقة السورية ، رمادي و مناطق اخرى مختلفة من العراق و سوريا بعمليات خاصة منها إنزالات جوية و كذلك التفاوض دون ان يساهموا في إنقاذ طفل ايزيدي واحد يعاني في سجون همجية التطرّف الاسلامي ( داعش ) ! تصفيقاتكم هذه لا و لن تفيد هذه الديانة المسالمة بشيءً ، تصفيقاتكم هذه لن تعيد البسمة لنادية و لن تعيد عائلتها ولا قريتها التي أبيدت تحت أنظار طائرات التحالف و عملائهم في العراق و كوردستان ! تصفيقاتكم هذه الى يومنا هذا لم تحمي مقبرة جماعية واحدة و لم تلملم بقايا عظام مقابر أهل نادية و أقاربها قط ، تصفيقاتكم هذه الى يومنا هذا لم تفتح شبه محكمة لإحالة المجرمين و المسببين بما جرى لنادية و غيرها من الناجيات الى القضاء و العدالة ! تصفيقاتكم هذه لم ترسم اي بسمة أمل على وجوه اليتامى بإعلان الدلائل لنقل ملف شكاوى أفرادٍ فقدوا كل ما يمتلكون للمحاكم الدولية و لم تساهم بعودة نازح واحد الى بيته الطيني وهو يشعر بالامان بل يشعر بانه انسان أسوةً بكم ! يا لعار برودة أعصابكم هذه و يا لعار تصفيقاتكم هذه و يا لعار تسممياتكم هذه التي تدعون انها حماة حقوق الانسان في الوقت الذي نلاحظ فيه الاتجار بالبشر و كرامته ! مهلا ، نتوسل إليكم يا قادة ، لا تصفقون هكذا ف عظام شهدائنا نائمة تحت ظل اجنحة طائراتكم في مقابر شمال و جنوب شنگال ! عذرا يا سادة فلا يسعني الا ان ابصق بوجه عدالتكم التي أسست على اساسها مجالسكم و برلماناتكم هذه التي تستقبل الضحايا للتصفيق لا أكثر ! عذرا يا قادة ، فهناك الكثير من النساء تبكن ألمً على فلذات أكبادهن في المقابر ، فنحن لسنا بحاجة لدموعكم هذه التي تذكرنا بدموع التماسيح ! عذرآ اختي ، عذرآ نادية انهم يستقبلوكِ للتصفيق لا اكثر اخبريهم كفاكم تصفيقآ ، كفاكم دموعآ اخبريهم ان عظام اهلك باتت تضمحل اثرها بفعل السيول و الأمطار ، اخبريهم ان إنقاذ او محاولة إنقاذ اكثر من 3000 مختطف ايزيدي و مختطفة ايزيدية تهمنا اكثر من تصفيقاتكم هذه ! نادية التي أصبحت حمامة للسلام تحمل على أجنحتها رسالة في كل حرف منها الف قصة و رواية من الالم و المعاناة نادية الإنسانة التي تبحث عن الانسانية في كل مكان نادية التي تسلم رسالة السلام لكل من يدعى نفسه بالمسالم و المدافع عن حقوق الانسان ، نادية التي لم تشعر بالتعب بتاتآ لمحاولة تحريك ضمير العالم المستسلم لسبات ازلي و أبدي ! للاسف لا يستقبلوها سوى للتصفيقات و الدموع في الوقت الذي تتمنى هي و نتأمل نحن جميعا انهم بصيص الأمل الذي قد يضع نقطة نهاية لهذه الأفكار الهمجية و وضع حد لجروح و إبادة هذه الأقلية الدينة المسالمة !
#فهد_الداود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مصطفى شعبان بمسلسل -حكيم باشا- في رمضان
-
شاهد: أصدقاء وأقارب الأسيرة الإسرائيلية آغام بيرغر يحتفلون ب
...
-
حركة حماس تعترف بمقتل قائد جناحها العسكري محمد الضيف
-
القاهرة: لا لتهجير الفلسطينيين من أرضهم
-
عمّان.. رفض قاطع لتهجير الفلسطينيين
-
حماس تنعى عددا من كبار قادتها العسكريين وفي مقدمتهم القائد ا
...
-
سـوريـا: مـا هـي طـبـيـعـة الـمـرحـلـة الـجـديـدة؟
-
الدولي المغربي حكيم زياش ينضم إلى نادي الدحيل متصدر الدوري ا
...
-
العراق ومصر يجددان رفضهما لتهجير الفلسطينيين
-
الجيش الفرنسي يسلّم آخر قاعدة له في تشاد
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|