عبد اللطيف حصري
الحوار المتمدن-العدد: 5384 - 2016 / 12 / 27 - 15:43
المحور:
القضية الفلسطينية
ليس دفاعا عن أيمن !
والولدنة ليست مشروعا نضاليا !
لا ينتطح عنزان ولا يختلف اثنان، أن المتضرر الأول والأخير من سلوك النائب غطاس، هم الأسرى وذويهم وقضيتهم. الا ان ذلك لم يمنعنا من التضامن معه ورفض سياسة محاصرة الأسرى، لكن هناك من يريد مصادرة حق الجماهير بانتقاد منتخبيها ومطالبتهم بتأدية رسالتهم التي انتخبوا لأجلها.
لقد سمعت المقابلة الصحفية مع النائب أيمن عودة، وفي اعتقادي أنصف النائب غطاس أكثر من أعضاء حزبه الذين انفلتوا بحق النائب عودة دون وجه حق... لست في معرض الدفاع عن أيمن، ولا أعتقد انه بحاجة لذلك. لكن بودي التوقف عند سلوكيات النائب غطاس، وما ترتب عنه من انفلات غير مسبوق لشريحة واسعة من حزبه، ليس فقط بحق النائب عودة وانما بحق الشراكة مع الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، في اطار القائمة المشتركة.
في حين يعزو البعض فعل النائب غطاس الى سذاجة، وهي بالمناسبة غير معهودة في سلوكه، ذهب المطبلون والمزمرون من الشريحة المنفلتة الى اعتباره سلوكا بطوليا. وفي تقديري أخفق الفريقان، فالفعل "البطولي" انعكس سلبا على قضية الأسرى عامة وعلى الأسيرين المعنيين خاصة. أما السذاجة فهي غير واردة في هذا السياق الا اذا اعتبرناها غباءً، الأمر الذي أستبعده تماما.
معركة هذه الشريحة المنفلتة الحقيقية ليست مع النائب عودة، وليست مع الجبهة الديمقراطية، وانما هي معركتهم الداخلية داخل حزبهم، فكل مراقب موضوعي يرى خيوط الربط بين سلوكيات غطاس، وبين إملاءات عزمي بشارة، خاصة في اعقاب ما افرزه مؤتمرهم الأخير من اقصاء وتصفية، وفي اعقاب فضيحة المال السياسي. وهي نفس الشريحة التي أدلجت في حينه هروب عزمي بشارة وبررته كـ "بطولة" تستحق التقدير، وفي الواقع او على الاقل بامتحان النتيجة، الرجل لم يهرب الى كوريا الشمالية ولا الى ايران، بل يجلس في مكاتب مكيفة على بعد بصقة من قاعدة السيلية، وفي حضن أخون الرجعيات العربية الحليفة لإسرائيل.
التجمع ليس هاجسي، وقد قلت سابقا وأقول الآن، إن الولدنة والصبيانية ليست مشروعا نضاليا، لكن حركات غطاس المدروسة بعناية ترتبط مباشرة بخيوط عزمي بشارة العنكبوتية، فمن جهة تسعى الى تدمير الشراكة والعمل المشترك، ومن جهة أخرى ترمي الى إزاحة الفئات الوطنية داخل التجمع، من طريق هذه الشريحة المتشنجة والمرتبطة بالمال السياسي لأسوأ الرجعيات العربية.
#عبد_اللطيف_حصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟