نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
الحوار المتمدن-العدد: 5383 - 2016 / 12 / 26 - 13:08
المحور:
الادب والفن
جميلة تلك الأشياء التي نسير جهتها، ولا نعرف تماماً أين هي تلك الجهة. تلك الأشياء الغامضة التي جعلنا حياتنا تتمحور حولها ، وعندما نعود إليها نجدها لغزاً لا نستطيع الوصول إلى طريقة لتفكيك رموزه . ربما تكون تلك الكلمات أتت من الخيال الأدبي كي تشعرنا بحلاوة الحياة، والإحساس بالعدل في الآخرة إن ظلمتنا الدّنيا، والدنيا مذ نشأت قائمة على وجود ظالم ومظلومين.
في رحلة إلى الطبيعة التقيت مع سرب حمام كان يتلفّظ بألفاظ الجلالة، هذا ما قاله عالم في الدّين كان ينثر الحبّ أمام السّرب، ثمّ أتى حكيم هندي ليشرح لغة الحمام فعلّم الموجودين طريقة التّأمّل للقضاء على الغضب، والتماهي مع الظّلم فتلك الحياة الفانية لا قيمة لها ما دمنا سنتحوّل إلى الأرض في يوم من الأيّام. لو أكثرنا من التّأمّل لما شعرنا بصعوبة الرّحلة حيث نكون قد حضّرنا أنفسنا للموت فلا نشعر به ونحن نسير إليه متأمّلين. ثمّ أضاف كان الحمام يتأمّل ويوحّد ربّه.
كم هو جميل ذلك الحبّ والإيمان الذي يفتح روحك!
تسير نحوه بخطوات ثابتة، وأنت واثق من جمال الدّنيا معه، تذرف الدّموع من النّشوة، تحاول أن تلمسه فإذ هو قبض الرّيح. تسأل نفسك: هل كنت أحلم ، أم كانت الحقيقة؟ لو كتبت كلمة حبيبي على أوراق الورد، وربطّتها ببالون، وأهديتها لمن تعتقد أنّك أحببت. سوف يرحّب ويشكرك على الهدية،و يتركها جانباً بعد أن ألقى عليها نظرة قد لا تكون سارة.
على زاوية الغيم تجلس امرأة آمنت بالحبّ الكبير الذي جمعها مع رجل أمير، حوّلها إلى مجنونة مسافرة من أجل الحبّ، كلّ الذين حولها يعرفون كم تغيّرت بعد ذلك الغرام الذي كانت تريده إلى الأبد، والرّجل الأمير يتسلّط عليها فيخرّب جمالها، وعقلها، وهي مصرّة على تسميّة تلك العلاقة المدمّرة بعلاقة الحبّ.
جميعنا ننتمي إلى الله والحبّ، والوطن، ونبحث عن انتماءنا ، نرغب في الانتماء كي نشعر بالسّلام، ولا نجد أغلب ما نبحث عنه، قد يكون الاسم الذي نبحث عنه في خيالنا فقط، وحبّنا للحياة جعلنا نبتكر لها التعابير الجميلة، ألّفنا من تلك التّعابير أغنيّة، ثم عملنا فيلماً عنها، أصبحت جزءاً من حياتنا. بل إنّ أحاديثنا تتمحور حولها.
#نادية_خلوف (هاشتاغ)
Nadia_Khaloof#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟