جواد البياتي
الحوار المتمدن-العدد: 5383 - 2016 / 12 / 26 - 12:47
المحور:
كتابات ساخرة
يتحدثون عن الشرف في وطني ، وبشكل ملفت للنظر ، حتى انه اصبح القسم الغليظ ، حتى انتقل الى الاطفال كواحد من من الاقسام التي لا يحق على احد الاعتراض على مصداقيتها وهو ما قادهم الى تدخين السكاير والاركيلة والخوض بالحديث عن الجزء الاسفل للمحارم كواحد من الاقسام المتعلقة بالشرف ، ابو الطماطة والبصل والنومي بصرة والليمون دوزي يقسمون بالشرف لترويج بضاعتهم كذلك صاحب معرض السيارات الذي أسس مصلحته على اساس هذا القَسَمْ الضليع ولا يستثنى سواه من اصحاب المصالح المتنوعة .
لكن اكثر الناس كلاما وقسما بالشرف هي المومس ، واعتقد انها الوحيدة التي لا تكذب ، ولا يساومها في ذلك بشر بما فيهم من ركضنا خلف افكارهم المضحكة عبر التاريخ .
الشرف اصبح القنطرة المطلوبة للعبور الى ضفة الطموح بكل ، ولا يكلف الحديث به كثيرا ، فطاولات القمار ومواخير الرذيلة مثلا متخمة بالغش ، لكنها ايضا مترعة بالكذب والنصب والاحتيال والاستغفال ، لكن الشرف فيها حاضرا لتبرير كل ذلك .
لكن السياسة هي اوسع الميادين كذبا واوسعها ايضا ترويجا للشرف ، عندما يبدأ النائب حملته الانتخابية وما يرافقها من وعود كاذبة بدليل الهبات وموائد الثريد والقيان ، وزيارات المجاملة الباهتة لشيوخ العشائر وذوي النفوذ ، فقد وصلت الامور لدرجة توزيع قطع الاراضي ، بشرط .
الشرف كالشجاعة ، وكالجبال التي تتعرض لعمليات التعرية بمرور الزمن بعد ان كانت اطنانا من الاتربة تصخرت تاريخيا واخذت اشكالا مختلفة ، فالشجاعة كانت تعني الغزو والغدر والخيانة واللصوصية وآخر مراحلها القتل والتهجير ، وحاول الفكر الانساني ان يعيد لها معانيها الاخلاقية في الصدق والكرم والفروسية ، لكنه فشل بعد ان تنكرت لها مدن الدخان التي نقطنها .
لم يدرك المخلوق في هذا الوطن ، ان الصدق هو الشرف الحقيقي والطريق لبناء الانسان والاوطان ، مثلما لم يدرك ان الكذب هو ادنى وارخص اصناف الشرف ، وعليه تبنى كل شرور الكون والانحطاط . فلا الصدق يقبل التجزئة . ولا الكذب يقبل التجزئة فلكلاهما طريق خاص بلا عودة .
#جواد_البياتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟