عاطف الدرابسة
الحوار المتمدن-العدد: 5382 - 2016 / 12 / 25 - 11:55
المحور:
الادب والفن
قلتُ لها :
كلُّ هذا الدُّخانِ من غيرِ نار ..
أتعلمينَ من الذي سرقَ النّار ..
اسألي الرّيحَ عن سرِّ النّار ..
واسألي الأنفاق عن المصير ..
فالشّرقُ خاتمٌ في كومةِ النّار ..
كلُّ المرايا مُعطّلةٌ ..
إلّا الماء ..
فهو مرايا للأغبياء ..
يُناديني الليلُ ..
يضمُّني إلى صدرهِ كشجرةِ نخيل ..
يسألُني عن الأجساد العارية ..
وعن العُقول المُتخمةِ بالزّبد ..
وعن الوجوه التائهة بينَ الدُّروب ..
وعن الأنفاس التي خَبَتْ ثورتُها ..
ويسألني عن الغيوم المُتعثِّرة ..
وعن الطُّيور المُهاجرة ..
من أفواهِ المدافعِ إلى أنياب البُحور ..
ويسألني عن البحور كم طَوَتْ أحلاماً ..
وتفتّحت بينَ أعماقها جِراح ..
ويسألُني عن النّور ..
وعن صدى الجنون ..
وعن شاعرٍ يحملُ بُندقيّة ..
وفيلسوفٍ يُدمّرُ مدينة ..
لا أعرفُ لمَ يسألُني الليلُ عن الصّباح :
منذُ سنين لم يُشرق في وطني صباح ..
ولم يهدلْ حمام ..
منذُ سنين وهم يرسمونَ بريشِ الغُراب ..
شبحَ وطنٍ وقوافيَ لباب ..
لا تمرُّ به امرأةٌ ..
ولا تطرقُهُ سماء ..
د.عاطف الدرابسة
#عاطف_الدرابسة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟